نشر سبتمبر نت، تحقيق حول هوس الميليشيا بتدمير كل شيء في اليمن، حتى المعالم التاريخية والحضارية التي حولها الانقلابيين إلى خرابات لتغيير الهوية الثقافية للوطن.
المليشيا الانقلابية مليشيا بلا تاريخ بلاهوية تعبث بالوطن ومكتساباته التاريخية والحضارية وتريد تغير الهوية الثقافية للوطن بناء على توصيات الولي الفقيه, دمرت مكتسبات الوطن التاريخية والحضارية والثقافية, فلم يسلم منها الانسان والحجر والشجر,أنتهكت كل الحرمات التي أقرتها الاديان والمواثيق والاعراف الدولية, لم تلتزم بالاتفاقيات الدولية في مختلف المجالات حقوق الانسان, الاثار الطفولة التعليم الثقافة الاديان, دمرت كل شيء جميل في اليمن, ملتزمة بتعاليم زعيمها المخلوع حين قال: دمروا كل شيء جميل في اليمن.
عداء تاريخي
العداء التاريخي التي تكنه المليشيا الانقلابية للأثار والتاريخ والحضارة ظهر للعلن في محافظة تعز وقبلها في عدن وفي صنعاء وخلال قرون من الزمن حكمت السلالة اليمن ولم نجد لها إرث تاريخي أو معلم حصاري يدل على بناء الوطن ونهضته, ما وجدنا سوى المقابر الجماعية والانتهاكات القيمية والتجهيل, ضد التعلم والمعرفة تحارب العلم والعلماء, تدمر المجتمع لتعيش الاسرة وتهدم الدولة لتعيش السلالة.
حماقة المليشيا تطال الآثار
آثار مدينة تعز كانت لها نصيب من حماقة المليشيا, سقط الألاف بين شهيد وجريح من المدنيين, وأروت اليمن بدماء ابنائها وتاريخها لتحمي الجمهورية والثورة, ودمرت المعالم التاريخية فيها من قلعة القاهرة التاريخية مروراً بالمتاحف والجوامع الاثرية مع نهب المتاحف والاثار الى استهدافها بالقذائف, ففقدت تعز خلال الفترة الماضية من حرب المليشيا على المدينة خمسة معالم من أبرز المعالم التاريخية فيها، كانت تشكل قبلة للسائحين من مختلف أصقاع الأرض.
فمنذ تصاعد المواجهات العسكرية في مدينة تعز وتفاقمها، والقصف العشوائي يطال الإرث الثقافي دون توقف، بالرغم من مناشدات إلى احترام وحماية الآثار التاريخية، إلاّ أن الوقائع تشير إلى عدم التزام المليشيا الانقلابية بالاتفاقيات العالمية, وهنا خمسة من أهم المواقع التاريخية و الأثرية قبل وبعد تعرضها للضرر أو التدمير في مدينة تعز.
قلعة القاهرة
يعود بناء قلعة القاهرة إلى عهد الدولة الصليحية (1045-1138م)، وتعد النواة الأولى لنشأة مدينة تعز. وقد قامت بأدوار عسكرية وسياسية هامة خلال تاريخها الطويل، وليس ذلك فحسب بل أن الأيوبيين عندما دخلوا اليمن (1173م) جعلوها مقراً لإقامتهم، كما أصبحت بعد ذلك مقراً لحكم الرسوليين الذين حكموا اليمن بين (1229-1454م).
وتعتبر قلعة القاهرة من أبرز معالم مدينة تعز، لما تمثله من بُعد حضاري يعكس عراقة ماضي الأقدمين وإبداعاتهم، وكانت قبلة للسياح وعشاق الفسحة في التاريخ.
سيطرت المليشيا الانقلابية على قلعة القاهرة التاريخية في مارس, من عام 2015 م، ونصبت مدافع لقصف المدينة، والمواقع التابعة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وقصف المدنيين ما جعلها هدفاً لطيران التحالف العربي المساند للشرعية.
وتعرضت قلعة القاهرة التاريخية لغارات جوية متتالية، لإسكات مدافع المليشيا الانقلابية، أدت إلى تضرر معظم ملاحقها وآثارها التاريخية، وخصوصاً “دار الأدب” ، وكذلك المدافن الأثرية، والسور الداخلي.
وفي منتصف أغسطس/آب 2015 ، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، من الزحف نحو القلعة، ودحر المليشيا الانقلابية منها .
وبعد تحريرها من قبضة المليشيا الانقلابية لم يتغير الحال كثيراً ، باتت هدفاً لصواريخ وقذائف المليشيا الانقلابية، اعتقاداً منها أنها تحتوي على مواقع لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وحتى لحظة تدمير القلعة، لم يُعرف مصير الأنفاق التي تصل رأس القلعة بالمدينة، ففيما يقول بعض سكان مدينة تعز القديمة إن هناك أنفاقاً تربط القلعة بـ”المدرسة الأشرفية والمظفرية” .
المتحف الوطني:
هو عبارة عن قصر للامام الكهنوتي أحمد حميد الدين، حيث كان القصر مقر حكمه، بعد أن استقرّ في تعز بدلاً من صنعاء التي كانت عاصمةً لحكام الإمامة السابقين، تحول القصر الى متحف بشكل رسمي عام 1967م، ويحتوي على معروضات تراثية ومقتنيات الإمام وأسرته، بالإضافة إلى الأسلحة القديمة، والصور التذكارية.
وعند اجتياح المليشيا الانقلابية لمدينة تعز سيطرت على المتحف الوطني وحولته إلى ثكنة عسكرية، وفي الـ14 من أغسطس/آب 2015 ، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من دحر المليشيا الانقلابية منه وتحريره.
وفي الـ3 من فبراير / شباط 2016، تعرض المتحف الوطني لقصف مدفعي وصاروخي من قبل المليشيا الانقلابية، ما أدى الى تدمير جزء كبير منه، والتهمت النيران ، مخطوطات اثرية، التي يعود بعضها إلى مئات السنوات.
وتعرض المتحف لقصف المليشيا الانقلابية أدت الى احتراق محتوياته والمقتنيات التي كان يحتويها المتحف من مخطوطات قديمة ونادرة تعود لحكام سابقين لليمن منذ قرون.
قصر صالة
كان مسكن للإمام المؤيد ومنذ قيام الثورة استخدم قصر صالة مقراً لتدريب الحرس الوطني وكان بعدها مقراً للواء السلام ثم مقراً لجبهة التحرير .
قصر صالة هو الاخر سيطرت عليه المليشيا الانقلابية بداية اجتياحها لمدينة تعز، وحولته الى ثكنة عسكرية ومكان تمركز الدبابات لقصف المدنيين العزل بمدينة تعز ومكان لمخازن اسلحتها ومركز استخباراتي ، وكان هدفاً لطيران التحالف العربي .
وفي الـ19 من اغسطس / اب 2016 تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، من السيطرة عليه وتحريره من قبضة المليشيا الانقلابية بعد معارك عنيفة .
وبعد تحريره من المليشيا الانقلابية اصبح هدفاً لصواريخ وقذائف المليشيا وبحسب سكان محليون ان القصر قد تحول إلى بقايا أطلال ولم يتبق منه إلا اجزاء قليلة اصبحت على حافة السقوط .
جامع المظفر
تأسس هذا المسجد في عام 663 هــ الموافق 1224مــ ، على يد السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي, ثاني ملوك الدولة الرسولية, ويعتبر احد أقدم المساجد في العالم، فمحرابه المصنوع في دمشق وقبابه المزخرفة لم تسلم من حماقة المليشيا, فقد دمرت المليشيا اثاره الجميلة والتاريخية جراء تعرضه للقذائف .
ربما لاينبغي ان نهمل تفاصيل الامكنه المجاورة لجامع المظفر حيث يقع بجانبه الحمام التركي فهذا الحمام بني قبل تولي الامام احمد الحكم في اليمن تعرض لثلاث قذائف من قبل المليشيا .
جامع الاشرفية
تم بناؤه في عهد الملك الاشرف اسماعيل بن الملك العباس في العام 701 هــ اي مع مدرسة ملحقه به وانفرد بمعمار فريد تزينه النقوش المذهبه والاثار الفنية للمعمار اليمني المتميز لكنه هو الاخر تعرض للتدمير الجزئي جراء قصف المليشيا الانقلابية.