ما أشبه الليلة بالبارحة؛ فلم تكتمل المرحلة الرابعة من الدوري السعودي لكرة القدم حتى الآن، فيما شهدت المسابقة إقالة اثنين من مدربي فرق البطولة ليبدأ مسلسل الإقالات مبكرًا، مثلما كان الحال في مواسم أخرى سابقًا ومنها الموسم الماضي على وجه التحديد.
وأعلن نادي النصر إقالة المدرب البرتغالي ريكاردو غوميز عقب التعادل مع الفيحاء 2/2 مساء أمس الجمعة، في المرحلة الرابعة من الدوري السعودي للمحترفين.
وذكر النادي، عبر شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر”: “قررت إدارة نادي النصر إقالة مدرب الفريق الأول ريكاردو غوميز، مثمنين جهوده خلال فترة عمله بالنادي”.
ويحتل النصر المركز الرابع بجدول المسابقة برصيد 6 نقاط من فوز وحيد وتعادل في 3 لقاءات.
ومن المنتظر أن يعلن مجلس إدارة النادي برئاسة فيصل بن تركي، خلال الأيام القليلة القادمة، عن المدرب الجديد علمًا بأنه أسند المهمة بشكل مؤقت إلى روغيرو، المدير الفني للفريق الأولمبي بالنادي، لحين التعاقد مع مدرب جديد.
وأصبحت الإطاحة بغوميز ثاني حالة إقالة في الدوري السعودي هذا الموسم، بعدما أقال نادي الشباب مديره الفني الوطني سامي الجابر قبل أيام قليلة.
وجاءت إقالة الجابر وغوميز في وقت مبكر للغاية من الموسم وقبل أن تتضح ملامح المنافسة، وهو ما ينذر بمسلسل جديد لإقالات المدربين في الموسم الحالي، بعدما أصبح رحيل المدربين في وسط الموسم ظاهرة حقيقية في الدوري السعودي خلال المواسم الماضية.
وفي الموسم الماضي على وجه التحديد، بلغ عدد الإقالات قبل المرحلة الخامسة من الموسم 3 حالات، حيث أطاح الهلال مبكرًا بمديره الفني الأوروغوياني غوستافو ماتوساس لأمور فنية، كما أقال الخليج مدربه البلجيكي باتريك دي وايلد لسوء النتائج، وأقال نادي الفتح مديره الفني البرتغالي ريكاردو سابينتو لسوء النتائج.
ولم تكن هذه الإقالات سوى البداية لموسم حافل بالتغيير في مقعد المدير الفني لأندية الدوري السعودي.
وبلغ عدد حالات التغيير في الإدارة الفنية لأندية الدوري السعودي في الموسم الماضي نحو 20 حالة، ما بين الإقالة والاستقالة وإنهاء العقد، وكان لفريقي الفيصلي والقادسية النصيب الأكبر حيث تناوب على تدريب كل منهما 4 مدربين.
وتناوب على تدريب الفيصلي كل من البرازيلي دوس أنغوس والمغربي فهد الورقة والكرواتي توميسلاف إيكوفيتش، قبل إسناد المسؤولية للإيطالي جيوفاني سوليناس، الذي أنهى الموسم مع الفريق.
وفي القادسية، تناوب على تدريب الفريق كل من المدربين الوطني حمد الدوسري والجزائري رياض بلخير والبرازيلي دوس أنغوس، قبل عودة الفريق للمدرب الوطني من خلال إسناد المهمة للمدرب بندر باصريح.
كما تناوب 3 مدربين على تدريب كل من الاتفاق والتعاون والنصر والهلال والوحدة، ومدربان على تدريب كل من الأهلي والباطن والخليج والفتح.
وأفلتت 3 فرق فقط من ظاهرة تغيير المدربين، حيث ظل التشيلي خوسيه لويس سييرا مع فريق الاتحاد طيلة الموسم، فيما ظل التونسي ناصيف البياوي مع فريق الرائد، وسامي الجابر مع فريق الشباب، لكن الأخير تعرض للإقالة بعد بداية الموسم الحالي، وأصبح أول حالة إقالة هذا الموسم ثم تبعه غوميز.
وكان الهلال أكثر المستفيدين من تغيير المدربين في الموسم الماضي، حيث بدأ الموسم بقيادة ماتوساس، ثم أسند المهمة للروماني ماريوس سيبيريا، فيما كان التغيير الثالث هو طريق الفريق إلى النجاح حيث استعان الزعيم بالمدرب الأرجنتيني رامون دياز، ليقوده في 20 مباراة بالدوري حسم من خلالها لقب المسابقة ليعود على عرش الكرة السعودية.
ورغم عدم اتضاح ملامح المنافسة في الموسم الحالي حتى الآن، تظهر بعض المؤشرات على أن التغيير قد يصل لعدد من الأندية الأخرى في وقت قريب، لاسيما مع النتائج الهزيلة لبعض الفرق في المسابقة حتى الآن.
ومع إقالة الجابر وغوميز قبل انتهاء فعاليات المرحلة الرابعة من المسابقة، يترقب متابعو الدوري السعودي الضحية الثالثة من مدربي البطولة وحالات التغيير في الموسم الحالي، الذي يحظى بأهمية بالغة لكونه الأخير قبل عودة المنتخب السعودي (الأخضر) للظهور في بطولات كأس العالم بعد تأهله للنسخة المقبلة (روسيا 2018).