كشف مصدر مقرب من ما يسمى حكومة الإنقاذ في صنعاء، أن وزير الأوقاف والإرشاد في حكومة الانقلاب، القاضي شرف علي القليصي، بدأ في تنفيذ توجيهات عبدالملك الحوثي، باستبدال كافة أئمة وخطباء المساجد المخالفين لتوجهات الحوثي بكل المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون.
وقال المصدر في تصريحات لصحيفة “الوطن” السعودية، “إن شرف القليصي بدأ في توجيه دعوة لعقد اجتماعات مع عدد من الخطباء الذين من المتوقع أن يتم استمالتهم، فيما تم توجيه خطابات لعدد آخر بإيقافهم من خطب الجمعة”، مبيناً أن لقاء جمع عبدالملك الحوثي ببعض الدعاة والخطباء وتم توجيههم إلى مواجهة ومهاجمة المذاهب الأخرى.
تهديد المعارضين
وأضاف المصدر أن عدداً كبيراً من خطباء المساجد والدعاة رفض هذا التوجه، إلا أن القيادي الحوثي يحيى أبوعوضة والذي سبق له وصف القرآن الكريم بالناقص والأعمى، هدد كل المعارضين لتوجيهات عبدالملك، مبيناً أن اللقاء الذي دعا إليه القليصي شمل كافة الدعاة وخطباء المساجد ومسؤولي المراكز الصيفية والدينية، لافتاً إلى أن الخطوات التالية ستتضمن إثارة الاختلاف حول المسائل الفقهية والترويج للاحتفالات الحوثية مثل عيد الغدير وغيرها، إضافة إلى أهمية الولاية وأحقيتها.
وأكد المصدر أن الحوثي مهتم حالياً بالمنابر كونها وسيلة تعبئة جماهيرية ويرى فيها الطريق المؤثر على عقول المواطنين وجرهم إلى أفكارهم وأدلجتهم، كاشفاً عن أن خطب الجمع المستقبلية ستشهد هجوماً كبيراً على المذاهب والآراء المخالفة موضحاً أن الوزير القليصي أعد قائمة بأسماء بديلة لخطباء في الكثير من المساجد، وهذه القائمة تضم عناصر ليس لها خبرات سابقة، غير أنهم يدينون بالولاء للحوثي، وتم تزويدهم بمعلومات عن الولاية.
تغيير المناهج
وقال وكيل وزارة الأوقاف لشؤون التوجيه والإرشاد وعضو جمعية علماء اليمن الشيخ محمد عيضة بن شبيبة، إن “الحوثيين يقومون منذ سنوات، وعن طريق مناهج التعليم وحلقات القران أو المراكز الصيفية ومدارس التحفيظ والمساجد ودور العلم، لإحداث تغيير طائفي مذهبي اثني عشري”، مبيناً أن المنهج الرسمي شهد حذف اسم عمر بن الخطاب وعائشة وهذا هو جهدهم ومشروعهم لمحاربة الكتاب والسنة.
وبين أن الحوثيين يصورون الوهابية بقرن الشيطان ومحمد عبدالوهاب عميل الماسونية، ويجيشون ضد كل من ينتمي لمذهب أحمد بن حنبل والشافعي وأبي حنيفة، وهذا منهج إيران بغرض تصدير الثورة من خلال تغيير المناهج، وخطب العلماء.
ضرب المعايير
وأشار شبيبة إلى أن اختيار الخطباء في السابق أيام الحكومة الشرعية كان يتم من خلال معايير دقيقة، بعيدة عن الطائفية والتطرف والإرهاب، واحترام الصحابة ورموز الأمة، ولكن الحوثيين اليوم يقصون كل أولئك الخطباء، ويختارون خطباء يتوافقون مع توجهاتهم وأفكارهم، من بينهم أرباب سوابق ممن حولوا المساجد إلى ثكنات عسكرية ومخازن، ومجالس لتعاطي القات ومواقف للسيارات، وتعاملوا مع بيوت الله بكل وقاحة وسخف.
وذكر أن الحوثيين حذفوا الآية الكريمة “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم” من المناهج لأنهم يرون أنه ليس هناك أكرم منهم ولديهم تحسس منها، مبيناً أن الزيدية المعتدلة الصحيحة التي منهجها من بطون كتبه وغير مسيسة أو مستوردة غائبة اليوم ولا وجود لها، بعد تغييب كل منبر وداعية وخطيب من الزيدية، واقتحام المساجد وتفجيرها.
أخطر مرحلة
وأوضح إمام وخطيب جامع عمر بن عبدالعزيز في صعدة الشيخ هادي أبوخضاعة، أن أخطر مرحلة تمر بها اليمن يومنا هو سعي الحوثيين إلى تحويل البلاد من مذهب الاعتدال والسنة إلى مذهب التشيع والرفض والاثني عشري، مطالباً العلماء والإعلاميين وكافة شرائح المجتمع بالتصدي لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن.
وأشار إلى أنه ترك صعدة في العام 2008، نظراً لاستهدافه وعدد من العلماء وطردهم من المساجد، و قال “باعنا المخلوع صالح بالجملة، ورهننا للحوثيين ولم يكن أمامي إلا الهجرة”.
الخروج عن المألوف
وبين خطيب جامع دماج الشيخ تركي عبدالله مقود الوادعي أن الحوثيين يعملون منذ زمن بعيد على توجيه اليمن إلى الشيعية، والتوجه إلى المذهب الاثني عشري، والارتباط بإيران، مبيناً أن ذلك خارج عن المعتقدات في الإطار المعترف المعمول به في اليمن، وقال “الغريب أن المذهب الاثني عشري حارب الزيدية وواجههم”، مبدياً استغرابه من بعض الزيدية ممن انجروا خلف هذا المذهب الاثني عشري والخارج عن معايير الإسلام والمعادي للدين.