تخوض العاصمة اليمنية المؤقتة عدن بقيادة المحافظ عبدالعزيز المفلحي، في الوقت الراهن، معركة من نوع آخر بأسلحة سلمية لتوفير الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء التي تشهد تحسناً نسبياً من حين لآخر. ورغم مضي نحو أكثر من عامين على نجاح قوات المقاومة والجيش، بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي في تحرير عدن، منتصف شهر يوليو/تموز عام 2015، من قبضة مليشيات الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والمخلوع صالح، والجهود الحكومية والدعم الكبير المقدم من دول التحالف العربي وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الخدمات الأساسية مازالت على ما يبدو متعثرة بفعل فاعل.
وتشهد كافة مناطق ومديريات عدن، حالياً، أزمة خانقة في توليد الطاقة الكهربائية، تزامناً مع اشتداد سخونة درجات الحرارة التي عادة ما تكون مرتفعة في فصل الصيف من كل عام، الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة مختلف فئات وشرائح المجتمع، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال، كما تشهد عدن أزمة بتوفير المشتقات النفطية، وشوهد اصطفاف السيارات المختلفة في طوابير طويلة أمام محطات تعبئة الوقود.
وأجمعت آراء النخبة من أبناء عدن على عدم استحالة تجاوز أزمات عدن، وهو الأمر الذي لن يتأتى إلا بدعم واهتمام القيادة السياسية والحكومة اليمنية الشرعية ودول التحالف العربي، ومبادرة الجميع في السلطة والمجتمع كل منهم في مجاله للعمل بروح الفريق الواحد من أجل تجاوز كافة العقبات، لضمان إيجاد حلول جذرية وتوفير الخدمات والوقود وعودة عدن إلى سابق عهدها وأفضل.
وبهذا الصدد، قال محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي الذي يزور العاصمة السعودية الرياض، حالياً، إن زيارته الرسمية تسير بالشكل المطلوب ووفقاً لبرنامجها المحدد سلفاً، وأكد عودته قريباً إلى عدن، لمواصلة مسيرة البناء والتنمية، وأن زيارته تتضمن سلسلة لقاءات جمعته بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة والراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ورجال المال والأعمال والمستثمرين.
وأرجع أهداف تلك اللقاءات إلى وضع القيادة السياسية ومختلف الجهات أمام صورة عامة وشاملة حول الأوضاع الراهنة التي تعيشها عدن، والحاجة الماسة والضرورية لإيجاد حلول جذرية لمشكلة الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء، والنتائج الإيجابية التي حققتها قيادة محافظة عدن في الجوانب الأمنية والخدمية والتنموية، والجهود المبذولة في سبيل مواصلة ذلك التحسن، والدفع بعجلة التنمية نحو الأمام، متجاوزة عدداً من التحديات والمعوقات.
وأكد محافظ عدن، أهمية الزيارة واللقاءات التي من شأنها العودة بالنفع والفائدة على سكان ومدينة عدن بمختلف قطاعات ومجالات الحياة، من خلال التركيز على أهمية المضي في مسيرة تحسين الأوضاع العامة، من خلال توفير المشتقات النفطية، واستمرار عملية إعادة إعمار ما دمرته حرب مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في عدن، وخلق الفرص الاستثمارية في عدن التي تمتلك مقومات اقتصادية كبيرة وهائلة أبرزها ميناء عدن، وباتت بحاجة إلى وضع الخطط والبرامج الفاعلة لجذب رؤوس الأموال والمستثمرين ورجال الأعمال.
وشدد على ضرورة تكاتف ومضاعفة جهود الجميع والعمل بروح الفريق الواحد للمساهمة في تجاوز كافة التحديات والصعوبات التي تعترض طريق تحقيق التنمية الشاملة، لضمان عودة عدن إلى مكانها الطبيعي وتحقيق الأهداف المنشودة.
– نقلا عن جريده الخليج الاماراتيه