خلال عامين من المعارك البطولية مع المليشيا الإنقلابية بميدي وحرض غرب البلاد أظهر جيشنا الوطني بطولات كبيرة حققت لهم النصر والثبات معا على في ميدي وحرض المنفذ البحري المهم للمليشيا الإنقلابية.
لقد تمكن الجيش الوطني خلال عامين من الثبات والإنتصار من استنزاف المليشيا الإنقلابية وتكبيدها خسائر بالآلاف في الأرواح وكذلك العتاد العسكري ما جعلها اليوم مشلولة وضعيفة إلا من قناصة هنا وهناك وألغام تم زراعتها لعرقلة تقدم الجيش الوطني.
في زيارة ميدانية إلى الخطوط الأمامية في جبهات ميدي وحرض اطلع “سبتمبر نت” على انطباعات المرابطين وهم يواصلون ـ منذ عامين ـ صمودهم واستبسالهم في مواجهه المليشيا الانقلابية.
حامد زيدان من أفراد اللواء 82 “قناص” شاب في مقتبل العمر يحمل سلاحه على كتفه بكل أنفه وعزة وشموخ التقيناه في مدينة ميدي وهو يجوب مع رفيقه الجندي ناصر الهاملي من نفس اللواء بحس عسكري بالغ بعض المناطق الهامة والحساسة في الخطوط الامامية.
يقول: “مع دخولنا العام الثالث منذ بدء الانقلاب أوجه رسالة لمليشيا الانقلاب الحوثية العفاشية الذين يتوهمون أن اليمن سهلة المنال، وأن ابتلاعها بتلك الطريقة التي تمت بمساعدة وتواطؤ من عفاش لن يتحقق، وأن الأبطال في كل مواقع الشرف والبطولات مستمرون في الزحف لمعاقل الانقلاب وملاحقته حتى الإطاحة به، وتخليص اليمن من شروره وأوهامه مهما بلغت التضحيات”.
وأشار إلى أن “شعارات الزيف والخداع التي يتم بها الكذب على الناس لن تفلح في أهدافها، ولن تزيد إلا في المزيد من المعاناة لأبناء اليمن والمتورطين في القتال إلى جانب مليشيا الموت الانقلابية”.
وأضاف: “معنوياتنا عالية ولن يثنينا شيئ عن مواجهه تلك المليشيا والتصدي لها مهما كانت تحصيناتهم، ومهما امتلكت من أسلحة تم نهبها والاستيلاء عليها من مخازن ومعسكرات الجيش الوطني في سابقة خطيرة لم يشهدها العالم، والتي من خلالها أباح المخلوع للمليشيات الحوثية نهب سلاح اليمن الذي تم شراؤه من عرق وقوت شعب اليمن ليستخدم في قتل اليمنيين واستباحة أموالهم أملاً في استعادة حكم متخلف وموغل في الإجرام”.
لن تذهب هدراً
أما الجندي/ رائد صالح من أفراد اللواء العاشر فيقول: “سنظل الصخرة التي تتحطم عليها آمال وأحلام مليشيا الدمار والخراب والتخلف، ومن تحالف معها من بقايا المخلوع وزبانيته، و لن نتراجع قيد أنمله في اجتثاث الانقلاب وتخليص شعبنا منه وممن يحاولون عبثاً نهبها وتسخيرها لأهدافهم الشيطانية ذات الشعارات الزائفة فأرواحنا فداءً للوطن ودماء أبناء شعبنا التي استباحتها المليشيا لن تذهب هدراً ” .
وتابع مخاطباً الشعب اليمني قائلاً “لن يذهب صبركم هباءً فنحن مرابطون حتى دحر الانقلاب وإنهائه، ورفع علم الثورة فوق كل أراضي وجبال ووديان وسهول اليمن الغالي ، ثق ياشعبنا الأبي أننا لن نخيب آمالك.
ووجه رائد رسالة للانقلاب، ومن تحالف معه قائلاً: “اليمن عصية على كل من تسول له نفسه الانقلاب على ثوراته وتضحيات أبنائه وآمالهم في مستقبل وعيش كريم لهم ولأبنائهم، وقد لمست ذلك على مدى العامين الماضيين منذ بدء الانقلاب، فقتلاهم إن لم تكن قد ابتلعتهم رمال ميدي ودفنتهم صحراءها، فقد أكلتهم الكلاب، ومن يراهن على تحقيق آمال القرون الوسطى فلن يحصد إلا فوهات البنادق وأزيز الرصاص تخترق جسده، وتلحقه بمن تم الضحك عليهم من المغرر بهم وبشعاراتهم الزائفة، وآمالهم المدفونة في سبتمبر 62، ومهما حاولوا إحيائها من جديد فنحن لهم بالمرصاد.
نصر حاسم
أما في حرض فقد التقى “سبتمبر نت” النقيب صالح مسعد أحد القيادات العسكرية في اللواء 105، قائلا: “ستنتهي هذه الحرب بنصر حاسم وكبير على مليشيا الانقلاب وسيحتفل الشعب اليمني بعيد النصر، وإعادة من تبقى من تلك المليشيا المتخلفة والقذرة إلى جحورها لن تخرج منها بقية الحياة لتعيش مع أوهامها السخيفة في كهوف مظلمة طالما عاشت حياتها بداخل تلك الكهوف.
وأضاف: “نستطيع القول إن أبطال الجيش الوطني حققوا معجزات في تكبيد المليشيا الانقلابيه خسائر لا تحصى، لأنهم مدفوعين في بسالتهم بعدالة القضية وبفداحة الشعور بالظلم”.
وتساءل: “ألم تتحول أحلام الإنقلابيين إلى أوهام، والشعارات التي تم درسوها في كهوف التخلف المظلمة إلى آلام ومعاناة تكاد لا تنتهي؟ ماذا حققت تلك المليشيا؟ ألم تصل في ذروة جبروتها وتحالفها مع الخائن عفاش إلى عدن؟ أين هي الآن؟”.
وتابع: “هي كل يوم في تراجع، ولم تتمكن من استرجاع حتى متر واحد سقط من يدها، وأبطال الجيش الوطني والمقاومة الباسلة يلقنونها الدروس العظيمة والقاسية والرادعة لوساوس تلك المليشيا المتخلفة”.
ويضيف: “يعرف الجميع حجم المأساة التي أوقعتها مليشيا الموت الانقلابية بحق أطفال اليمن، حيث تقوم وتحت التجنيد الإجباري بتجنيد أطفال في عمر الزهور، وأحيانا اختطافهم من بين أيدي أهلهم وإخوانهم وبيوتهم للزج بهم في معارك خاسرة ضاعفت من مآسي أهالي أولئك الأطفال الذين قضوا في حروب عبثية لا تستهدف إلا القضاء على مستقبل اليمن وأبناءه وأطفاله”.
ماض في الطريق
ويؤكد النقيب/ صالح مسعد في حديثه مع “سبتمبر نت” أن “الجيش الوطني ماض في طريق تحرير ما تبقى من مناطق لازالت خاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية، وأن ذلك قريب ومن المحال أن تعود مليشيا الكهوف الظلامية لحكم اليمن من جديد، مهما بلغت التضحيات.
وأكد في ختام حديثه أن زوال المليشيا بات قريباً، وسنحتفل بالنصر الكبير وبناء اليمن الاتحادي الذي يعيش فيه الجميع على قدم المساواة، وينال المجرمين عقابهم الرادع جزاء ما اقترفته أيديهم وشعاراتهم من مآسي تجاه شعب اليمن وأهله الطيبين.
الإيغال في الدم
كما أجرينا للقاءات مع أفراد جبهتي حرض وميدي حيث قال: الجندي/ عبدالله المروع من أفراد اللواء 25 إن خطاب المليشيا موغل في الاستهانة بالدماء اليمنية من الأطفال الذين لا يتجاوزن الرابعة عشرة والخامسة عشرة الذين يزج بهم في القتال بالجبهات لأنهم مجرد زنابيل تحرق ليرقى القنديل إلى سلطة الرئاسة فهم لا يمثلون لديه إلا جسرًا يوصله إلى السلطة”.
ويضيف الجندي/ سهيل المراني من أفراد اللواء 25 أن “الحوثي يركز على المحافظات التي تملك مخزونا بشريا لتمويل حروبه العبثية، وهو ما اعتمدت عليه الإمامة سابقًا في مواجهة الثوار، ونهجت الميليشيا نفس المنهج، وتسلطت على أبناء تلك المحافظات البسطاء لدفعهم إلى أتون المهالك والقتال”.
كما يقول الجندي مهيوب قائد من أفراد اللواء 105: “لقد اعتمد الحوثي إضافة إلى ذلك على ولاء العديد من اليمنيين للمخلوع علي عبدالله صالح واستغلال هذا الجانب إضافة إلى حالة الفقر والعوز التي تعيشها تلك المحافظات للزج بأطفالها قبل الشباب إلى محارق الموت بلا مسؤولية أو ضمير أو إنسانية”.
ويشير الجندي سامح مقبل من أفراد اللواء العاشر إلى أن “ميليشيا الحوثي وصالح قد قامت بالعديد من حملات الحشد لأبناء المحافظات مستغلين حاجة المواطنين وفقرهم وولائهم الأعمى للمخلوع لتكون النتيجة الاستنزاف لشباب وأطفال المحافظات, لاستمالة أكبر قدر ممكن من الشباب والأطفال لجبهاتهم تعمد الميليشيا لتزيين الموت عبر مواكب قتلاهم المصحوبة بمكبرات الصوت التي تهيج المراهقين للاندفاع معهم دون معرفة العواقب الوخيمة التي تنتظرهم”.
يزينون الموت
ويؤكد الجندي/ سرحان الولي – اللواء 105- لم تسلم مديرية أو منطقة أو قرية في المحافظات اليمنية من قيام الحوثي وقياداته من استغلال حالة الحرب والزج بالطلاب في المدارس الابتدائية والمتوسطة، وإرسالهم إلى الجبهات دون معرفة أهاليهم إلا بعد مصرعهم، ومن ثم إرسالهم على السيارات والشاحنات المزخرفة بشعارات الحوثي وتسليمهم لذويهم جثثاً ملفوفة بشعار الحوثي القائم على القتل بدعوى أنهم أصبحوا شهداء حيث تستقبل تلك المحافظات بشكل يومي إعدادًا كبيرة من أبنائها، في مشهد قاتم”.
ويضيف الجندي كمال الحيمي أحد ابطال اللواء الثاني حرس حدود “لم تحقق تلك العصابات من مشروعهم سوى ازدياد عدد المقابر في العزل والقرى والمدن والمحافظات بشكل مخيف لم يعهده اليمنيون إلا بعد مجيء الحوثي وزمرته واستيلائهم على السلطة الشرعية بقوة السلاح، وهذا الاستنزاف البشري لأبناء المحافظات جاء جراء تسلط قيادات الحوثي المدعومة بأنصار المخلوع منذ بدء انقلابهم”.