دبي (أ ف ب) – في نحو 24 ساعة، ألقى مهربون 300 مهاجر في البحر قبالة ساحل اليمن، متسببين بغرق عشرات منهم وفقدان آخرين كانوا يحلمون ببلوغ البلد الفقير الغارق في الحرب أملا في العبور نحو بلد خليجي مجاور للعمل.
وقالت منظمة الهجرة الدولية ان المهربين أجبروا الخميس 180 مهاجرا على القفز في البحر، ما ادى الى غرق خمسة منهم، وفقدان أثر خمسين آخرين، من دون ان تحدد جنسيات المهاجرين او موقع الحادث.
ووقع الحادث غداة مأساة إنسانية مماثلة أجبر خلالها الاربعاء مهرب 120 مهاجرا على القفز في المياه قبيل بلوغ ساحل شبوة في الجنوب بعدما خشي أن يتم اعتقاله لدى وصول المركب الى منطقة قريبة من الشاطئ.
وقالت المنظمة في بيان نقلا عن ناجين “أجبر مهرب اكثر من 120 مهاجرا صوماليا واثيوبيا على القفز في البحر فيما كانوا يقتربون من ساحل محافظة شبوة اليمنية في بحر العرب”.
واشارت المنظمة الى العثور على قبور في الرمال ل 29 مهاجرا على شاطىء في شبوة بعد ان قام ناجون بدفنهم، لكنها تحدثت عن غرق نحو خمسين.
وأفاد احد مسؤولي الطوارىء في المنظمة في عدن فرانس برس ان المهربين “دفعوا المهاجرين بشكل متعمد الى البحر خشية اعتقال السلطات لهم عند وصولهم الى الشاطىء”. واضاف انهم “ببساطة عادوا من حيث اتوا لتحميل المزيد من المهاجرين ومحاولة تهريبهم الى اليمن”.
ويعاني اليمن، احد أفقر البلدان في العالم، من نزاع مسلح مستمر منذ سنوات بين المتمردين الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف عسكري عربي تقوده المملكة السعودية.
وأدى هذا النزاع حتى الآن الى مقتل اكثر من ثمانية آلاف شخص وجرح 47 الف شخص آخرين على الاقل منذ ان اطلقت السعودية حملتها العسكرية دعما لحكومة هادي في آذار/مارس 2015، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية.
– رحلة خطيرة –
لكن رغم النزاع الدامي، يحاول مهاجرون بلوغ اليمن في ظل غياب الرقابة على الحدود البحرية بسبب الحرب، أملا في العبور نحو دولة خليجية مجاورة مثل السعودية او سلطنة عمان.
وتقول منظمة الهجرة الدولية ان حوالى 55 الف مهاجر وصلوا الى اليمن من القرن الأفريقي منذ بداية العام، معظمهم يأملون بايجاد عمل في دول الخليج. وتعتبر الرحلة البحرية خطيرة في هذا الوقت من العام بسبب الرياح القوية في المحيط الهندي.
وافاد مسؤول الطوارىء في المنظمة ان هناك “العديد من النساء والأطفال سواء بين الذين قضوا نحبهم او المفقودين” في حادث الاربعاء. وقدّرت المنظمة متوسط أعمار المهاجرين الذين كانوا على القارب بنحو 16 عاما.
واوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في اليمن لوران دي بوك نقلا عن ناجين ان المهرب دفع المهاجرين الى البحر بعد ان شاهد أشخاصا اعتقد أنهم مسؤولون.
وأضاف دي بوك “قالوا لنا ايضا ان المهرب عاد الى الصومال لاستكمال عمله ونقل المزيد من المهاجرين الى اليمن على الطريق نفسه”، مضيفا “هذا أمر صادم وغير انساني”.
وتضم مخيمات عديدة في جنوب اليمن لاجئين صوماليين.
وفي آذار/مارس الماضي، فتحت مروحية عسكرية النار على قارب يحمل 140 مهاجرا، ما ادى الى مقتل 42 منهم وجرح 34.
وألقى تقرير سري للأمم المتحدة اطلعت عليه فرانس برس في تموز/يوليو بالمسؤولية في اطلاق النار على التحالف الذي تقوده السعودية، في عملية تعتبر انتهاكا للقانون الانساني الدولي. وذكر التقرير ان قوات التحالف هي الطرف الوحيد في النزاع القادر على تشغيل مروحيات عسكرية في هذه المنطقة.