كشف نائب وزير الصحة اليمني عبدالله دحان انصنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين تحتل النسب الأعلى من الإصابات بوباء الكوليرا، بسبب تردي الأوضاع الصحية، وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة من قبل المنظمات الصحية الدولية.
أكد نائب وزير الصحة اليمني الدكتور عبدالله دحان، أن محاصرة وباء الكوليرا في البلاد ما تزال قائمة ومستمرة، وأن الإحصاءات الصادرة في الآونة الأخيرة من حيث أعداد المرضى تعد من الحالات التراكمية منذ شهر أبريل الماضي.
وأوضح دحان خلال تصريح إلى جريده «الوطن» السعوديه ، أن الإحصاءات يتم إصدارها بشكل رسمي عن وزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية، لافتا إلى أن حالات إجمالي وباء الكوليرا بلغت 307000 حالة، و1700 حالة وفاة.
وشدد دحان على أن الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة والكوادر المتعاونة معها تعد كبيرة رغم قلة الإمكانيات، لافتا إلى أن كوادر الوزارة تتواجد ميدانيا بكل المحافظات وبالتعاون مع الجهات والمبادرات الخيرية وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة، والهلال الأحمر الإماراتي والكويتي، والمنظمات الدولية الأخرى.
صعوبات عالقة
أوضح دحان أن الصعوبات التي تواجه الوزارة تتمحور حول كيفية إيصال المساعدات للمناطق المتضررة وذات الانتشار الأكبر لوباء الكوليرا، واكد أنه تم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية لإيصال المساعدات العاجلة للمرضى في المناطق الخارجة عن سيطرة الشرعية.
وأضاف دحان «المشكلة الأخرى التي تواجهنا أننا نعاني من مشكلة الإصحاح البيئي المتردي، والذي هو بحاجة إلى عمل سريع لتحسين ظروفه وكفاءته، باعتبار أن الكوليرا تنشأ في البيئة التي تعاني نقص المياه الصالحة للشرب والأطعمة الملوثة».
وأكد دحان أنه تم تنفيذ المشاريع الميدانية بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة عبر تعقيم المياه وتطهيرها، موجها أصابع الاتهام للميليشيات الانقلابية حول مسؤوليتها في وصول الأوضاع المعيشية والصحية للمواطنين إلى هذا المستوى.
انتشار الوباء
أوضح دحان أن وباء الكوليرا ضرب البلاد مرتين في الفترة السابقة، حيث استمرت الموجة الأولى منذ شهر أكتوبر 2016 وحتى مطلع العام الجاري، وتصدرت محافظات كل من عدن وتعز ولحج وأبين النسب الأعلى من الإصابات، فيما سجلت الموجة الثانية أكبر نسبة لها في العاصمة صنعاء التي تخضع تحت سيطرة الانقلابيين.
وأشار دحان إلى أن تنقل المواطنين ونزوحهم إلى المحافظات الأكثر أمنا، ساعد في زيادة أعداد الإصابات، و سجلت محافظة تعز حالات عديدة من الإصابات بسبب استمرار الحرب التي تفرضها الميليشيات عليها.
وثمن دحان تحركات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العاجلة لاحتواء وباء الكوليرا في اليمن وتبرعه بـ66.7 مليون دولار، لافتا إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار الدعم اللامحدود للمملكة، مشيرا إلى أن مركز الملك سلمان يتصدر الجهات الدولية الرائدة في دعم اليمن ماديا وإغاثيا، لاحتواء الأمراض المنتشرة وحصرها، ومساعدة النازحين في العودة إلى مناطقهم.