دبي وام : دعت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى بذل المزيد من الجهود للقضاء على شبح الجوع في العالم.
واعتبرت أن الجوع “أكبر مشكلات العالم التي يمكن حلها”، والتي لا تحتاج إلى قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا الحيوية أو نجاحات باهرة في الهندسة الوراثية للتغلب عليها.
ونوهت الأميرة هيا بنت الحسين – في مقال بقلم سموها – بمناسبة يوم الغذاء العالمي إلى إحصاءات تشير إلى أن ثلث الغذاء الذي ينتجه العالم سنوياً /نحو 1.3 مليار طن/ يذهب سُدى أو ينتهي مصيره بكل بساطة إلى صناديق القمامة، في الوقت الذي لا يعي فيه كثيرون حول العالم أن الغذاء-وفي أبسط أشكاله – سلعة أقل ما يمكن أن تُوصف به أنها “ثمينة” لنحو 800 مليون شخص يعانون من الفقر والجوع في مناطق متفرقة من العالم.
ووصفت سموها.. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنه صاحب التأثير الأكبر في ساحة العمل الإنساني العالمي ..مؤكدة ان عطاء سموه امتداد لنهج أرسى أسسه الآباء المؤسسون، وقيم نبيلة غرسها رعيل الأوائل في نفوس أبناء الإمارات، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وجزمت بأن ما يميز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كرمز إنساني عالمي، هو حرصه على معالجة حالات الأزمات الإنسانية بالتحرك الفوري والاستجابة العاجلة، وضع حلول استراتيجية فعّالة لمعالجة الجذور المتسببة في الأزمة بهدف القضاء عليها.
وقالت سموها: ربما يجهل كثيرون أن من بين كل تسعة أشخاص هناك شخص يعاني من أجل الحصول على وجبة واحدة تساعده على التشبّث بالحياة، وأن 800 مليون إنسان يبيتون كل يوم جوعى؛ وقد لا يلتفت كثيرٌ إلى معاناتهم اليومية.
وأعربت سموها عن الأسى لتحمل الأطفال هذه التبعات، مشيرة إلى أن هناك 5 ملايين طفل يلقون حتفهم سنويا بسبب المرض؛ غالبيتهم بسبب سوء التغذية.
وأضافت: بل إن ما يضاعف من مرارة هذا الواقع الصادم أن العالم ينتج من الغذاء ما يفوق ما يمكن أن يُطعِم كل البشر مجتمعين، بل يكفي أن نعرف أن حجم الفاقد من الغذاء كل عام يزيد على نصف إنتاجه سنوياً من محاصيل الحبوب.
وتابعت: وعلى الرغم من ذلك، يُوصف الجوع بأنه “أكبر مشكلات العالم التي يمكن حلها”، موضحة أن ذلك الوصف قد يكون دقيقاً إلى حدٍ بعيد؛ مؤكدة أننا لا نحتاج إلى قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا الحيوية أو نجاحات باهرة في الهندسة الوراثية للتغلب على مشكلة الجوع، بل إن جلَّ ما نحتاجه هو فقط بذل مزيد من الجهد.
وخلصت إلى القول بأن الاقضاء على شبح الجوع يتطلب أن نتعاطى مع المشكلة من منظور آخر بتعاطفنا مع ضحاياه وبذل قصارى جهدنا لتخليصهم من تلك المعاناة.
وتحدثت سموها عن أنها عملت عن قرب مع كثير من ذوي القلوب الكبيرة من مسؤولي إغاثة إلى فاعلي الخير والمتبرعين، ورواد العمل الاجتماعي، والأطباء وأطقم التمريض، وأصحاب حملات التبرعات، ورموز عديدة بارزة في مجال العمل الإنساني، ووجدت بينهم أبطالاً حقيقيين يستحقون كل الإشادة والعرفان.
وقالت: ومع من أن كل هؤلاء أناس لا يمكن أن نوفِّيهم حقهم من التقدير والثناء، إلا أنني أؤمن أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هو صاحب التأثير الأكبر في ساحة العمل الإنساني العالمي. فمن خلال التعاون الذي جمعني بمؤسسات خيرية وإنسانية عالمية كبرى، لمست عن قرب الأثر الإيجابي البالغ الذي تحدثه إسهاماته في هذا المجال، مع إصرار سموه على توفير مختلف أوجه الدعم بصورة عملية وفعّالة وبقلب كبير يتسع لكل ذي حاجة.
ولفتت إلى العام 2014، وفي أعقاب القصف الإسرائيلي الغاشم لقطاع غزة وما خلَّفه من دمار وخراب، حيث كان أهل القطاع في أشد الحاجة إلى يد المساعدة، مشيرة إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، كان في هذا الوقت أول من بادر بالتوجيه بإرسال مساعدات عاجلة لنجدة أهل القطاع.
وقالت: أمر سموه بمد جسر جوي عاجل لنقل المعونات من “المدينة العالمية للخدمات الإنسانية” في دبي إلى العاصمة الأردنية عمان، ومن ثم شحن الغذاء ومواد الإغاثة، بالتعاون مع وكالة غوث اللاجئين “الأونروا”، إلى سكان القطاع المضارين جرَّاء الاعتداء الآثم، دون تأخير وتسويف.
وعلقت على ذلك بالقول: أدرك سموه آنذاك أن الموقف يتطلب تحركاً حاسماً وسريعاً، وقد كان. وتابعت: وقبل أسابيع قليلة، أمر سموه بتوجيه معونات عاجلة إلى لاجئي جنوب السودان في المنطقة الحدودية مع أوغندا، لإغاثة الفارين من المواجهات المسلحة في الجنوب.
وتحدثت سموها في المقال عن “المدينة العالمية للخدمات الإنسانية”، التي قالت إنه: ليس من قبيل المصادفة أن تكون وليدة أفكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وهي الفكرة التي تحولت الآن بفضل دعم ورعاية سموه وتشجيعه المستمر إلى أكبر مركز عالمي للمساعدات الإنسانية، لتقوم المدينة على مدار سنوات بأدوار رئيسة في الاستجابة العاجلة وتقديم العون للمناطق المنكوبة جرّاء الكوارث الطبيعية أو تلك من صنع الإنسان.
وذكرت من ذلك – على سبيل المثال- مناطق في باكستان، ونيبال، وهايتي، واليونان، والسودان، وغيرها، ليقدّم سموه بذلك نموذجاً نادراً للقائد الذي يولي عنايةً واهتماماً بالغين لدعم جهود الإغاثة الدولية وإعانة الناس في مختلف بقاع الأرض في أوقات الشدائد والملمات.
وأضافت سموها: وعلى الرغم من عطاءه الدائم الذي لا ينقطع لأهله وشعبه، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يظل دائما مشغولاً بالكيفية التي يمكن من خلالها الوقوف إلى جانب المجتمعات الأقل حظاً في عالمنا وكيفية الاستفادة من التقدّم الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات في شتى المجالات، لمساعدة إخوة لنا في الإنسانية.
ووصفت عطاء سموه الجزيل بأنه لا يعرف حدوداً جغرافية أو سياسية ولا يُلقي بالاً لفوارق عرقية أو دينية، فالجميع بشر يستحقون العون الذي لا يتوانى سموه في تقديمه لهم بكل الحب وكلما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وشددت على أن ذلك العطاء امتداد لنهج أرسى أسسه الآباء المؤسسون، وقيم نبيلة غرسها رعيل الأوائل في نفوس أبناء الإمارات، مشيرة في هذا الصدد إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يعد رمزاً شامخاً من رموز العمل الإنساني وكانت له أياد بيضاء عديدة وإسهامات خيرية في مناطق شتى من العالم، مانحاً بذلك دولة الإمارات مكانة رفيعة في مقدمة الدول الراعية للعمل الخيري على الصعيد العالمي.
وقالت سموها في المقال: واليوم، نرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وهو يسير على الدرب ذاته، مؤكداً أن دولة الإمارات كانت وستظل النموذج والقدوة في مجال العمل الخيري والإنساني، والمثال المحتذى في إعلاء القيم الإسلامية الرفيعة وإحياء التقاليد العربية الأصيلة التي طالما أكدت مبادئ التآخي والتعاون والتكافل بين الناس.
وأوضحت أن فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في العطاء تتخطى مجرَّد توفير المأكل والمأوى، ولكنها تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير؛ فقد أدرك سموه أن الفقر ما هو إلا عَرَض لداء أكبر وأخطر يكمن في تراجع معدلات التنمية بما لذلك من انعكاسات سلبية جسيمة على فرص التعليم، والتمكين الاجتماعي، والأمن، والأهم من ذلك مفهوم القيادة والحوكمة الرشيدة.
وتابعت: لذا، جاءت مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” عند تشكيلها العام الماضي بآمال عريضة للمساهمة في معالجة المحصِّلة النهائية لتلك المشكلات وهي الفقر والحرمان.
وتحدثت بالتفصيل عن المؤسسة بما تشمله تحت لوائها من مبادرات مهمة، تهدف إلى توفير فرص التعليم لنحو 20 مليون طفل واستثمار ما يناهز ملياري درهم في تأسيس مراكز للأبحاث الطبية والمستشفيات في المنطقة، إضافة إلى ضخ 500 مليون درهم في جهد يرمي إلى التوصُّل لحلول جذرية لمشكلة شُح المياه الصالحة للشرب.
ونوهت إلى أن من أهداف هذه المبادرات تدريب الكوادر الشابة لتخريج جيل ذي كفاءة وقادر على إعمال قواعد الحوكمة الرشيدة في مجتمعه، وتأسيس حاضنات يمكن للشباب المبدع والعلماء والباحثين العمل من خلالها للتوصل إلى حلول ناجعة ومتميزة للمشكلات التي تعترض طريق التنمية في المجتمعات.
وقالت إن الطموحات والآمال التي تعمل المؤسسة على إحرازها عظيمة وكبيرة، وهكذا دائماً الأمر مع كل المبادرات التي تحمل توقيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد والتي تتميز جميعها برجاحة الفكر وسداد الرؤية ورفعة القيمة ونبل المقصد.
ونوهت إلى أن المؤسسة تبني على الإنجازات التي قادها سموه في مجال العمل الإنساني والتي شملت حتى الآن توفير الطعام والماء الصالح للشرب والتعليم والرعاية الصحية ومتطلبات الحياة الأساسية لمجتمعات أقل حظا في مختلف أنحاء العالم؛ وشمل ذلك علاج نحو 23 مليون مريض لتجنيبهم الإصابة بالعمى، وتقديم العون لنحو مليون ونصف المليون أسرة في 40 دولة، كذلك توفير المياه الصالحة للشرب إلى حوالي /6.5/ مليون شخص.
وقالت سموها: أسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بدور رئيس في ترسيخ مكانة دولة الإمارات في صدارة الدول المانحة للمساعدات التنموية بأكثر من /1.3/ % من إجمالي ناتجها المحلي قامت بضخها في قنوات العمل الإنساني والمساعدات الخارجية لأكثر من 100 دولة حول العالم، بإجمالي يفوق خمسة مليارات درهم من بلد لا يتعدى تعداد سكانه الثمانية ملايين شخص.
وأعربت عن اعتقادها بأن أكثر ما يميز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كرمز من رموز العمل الإنساني العالمي، هو حرصه على معالجة حالات الأزمات الإنسانية على مستويين؛ أولهما التحرك الفوري والاستجابة العاجلة للتخفيف من معاناة الناس، وثانيهما، وضع حلول استراتيجية فعّالة لمعالجة الجذور المتسببة في الأزمة بهدف القضاء عليها أو على الأقل تحييدها والتخفيف من أثرها الدائم.
ووصفت المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنها ستبقى نموذجاً يحتذى لما يمكن القيام به إذا ما توافرت لدى قيادات العالم الرغبة الحقيقية والعزيمة الصادقة على إحداث التغيير المنشود في واقع المجتمعات الأقل حظاً، إذ يمكننا آنذاك تحقيق الحلم الذي طالما راودنا في القضاء على الجوع والفقر.
وخلصت سموها في المقال إلى أنه ومع إحياء العالم لمناسبة “يوم الغذاء العالمي”، ربما يكون الوقت قد حان كي نمنح جانباً من اهتمامنا لهؤلاء الجوعى الذين يقارب عددهم المليار شخص، ونفكر في معاناتهم اليومية مع المرض والعطش والجوع، ونمعن النظر في السبل التي يمكننا بها رفع المعاناة عن كاهلهم كي نبدّل عبوس الألم ببسمة أمل ونعيد إليهم من جديد الرغبة في الحياة.
واختتمت بالقول: إن من يعيش على أرض الإمارات لا يحتاج للنظر بعيداً كي يجد مصدر الإلهام الذي يعينه على تحديد الطريقة التي يمكن أن يشارك بها صنع عالمٍ جديدٍ يتبدد فيه الخوف من شبح الجوع.