تحول مدفع رمضان في العاصمة اليمنيةصنعاء، إلى مزار للكثير من الأهالي الذين يتناولون الإفطار بالقرب منه، إذ اعتاد سكان المدينة سابقًا سماع دويه يلف أرجاءها في رمضان من كل عام.
وبعد أن كان المدفع رفيق سماء المدينة ليعلن موعد الإفطار والسحور في الشهر الفضيل، بات الآن جزءًا من الماضي بسبب استيلاء الحوثيين وأتباع علي عبدالله صالح على صنعاء في العام 2014.
وكان المدفع يطرز الحياة الرمضانية بشيء من الروحانية، إذ تترقب الآذان الصوت الذي يشتت صمت تسلل الظلام إلى المدينة، وما أن يطلق المدفع قذيفته حتى تتصاعد أصوات المآذن معلنة دخول وقت الإفطار، ليتكرر المشهد ذاته في وقت الفجر عندما يطلق المدفع حمولته معلناً بداية الإمساك.
ويتذكر عبدالله المروني المدفع الرمضاني، قائلًا: “منذ كنت صغيرًا وأنا أنتظر صوت المدفع ليهز المدينة لتصدح المساجد بالأذان فقد كان المدفع يوحد مواعيد الإفطار والإمساك للناس أما الآن فقد تغيرت المواعيد وبات كل مسجد يؤذن متى أراد”.
وأضاف المروني في تصريحات لـ”إرم نيوز”: “بعض المساجد في أحياء صنعاء تؤذن وفق المذهب الذي تؤمن به، الحوثيون ينتظرون حتى ظهور أول نجم في السماء ويتأخرون على الإفطار لنحو خمس دقائق بينما أتباع المذاهب الأخرى يؤذنون بعد غروب الشمس، فيما تلتزم بعض المساجد بتقويم وزعته وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية فيه مواعيد الإفطار والإمساك”.
ويقول إمام مسجد “الفاروق” في صنعاء، إن “وظيفة المدفع كانت توحيد مواعيد الإفطار والسحور في رمضان، أما الآن فبات إعلان الإفطار والإمساك حالة مزاجية لبعض أئمة المساجد”، مؤكدًا أن “وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية لم تعد تتابع مثل هذه الاختلافات في مساجد أحياء صنعاء”.
ويضيف: “بعض المساجد القديمة تبث عبر مكبرات الصوت قراءة القرآن عبر إذاعة صنعاء الرسمية وتكتفي ببث الأذان من المسجد الكبير بصنعاء، وذلك لتفادي أي إشكاليات قد تحدث بسبب التقدم أو التأخر.
ومن أعلى جبل “نقم” المطل على صنعاء، يتم حشو فوهة المدفع بالخرق البالية وتعبئة مخزن المدفع بالبارود قبل دقائق من موعد الإفطار، ليتم إشعال فتيل المدفع مطلقًا دويًا يسمع لمسافات طويلة كإشارة إلى انتهاء موعد الصيام.
وفي آخر أيام رمضان، يغطى المدفع بأغطية سميكة للحفاظ عليه من المطر والأتربة، ليتم استخدامه في العام المقبل، لكن هذا المدفع في زمن الحوثي اختفى وغاب صوته تماماً.