عقد رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، اليوم الأربعاء، اجتماعاً مع رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، لمناقشة أولويات المرحلة الراهنة على مختلف الأصعدة داخلياً وخارجيا، وتكامل الجهود لتجاوز التحديات الاستثنائية ودعم الحكومة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها، لتخفيف معاناة المواطنين ومعالجة الصعوبات الاقتصادية والمعيشية.
وتناول الاجتماع، مستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية والدولية، ورؤية الحكومة بدعم من مجلس القيادة الرئاسي والمكونات السياسية للتعامل معها، بما ينعكس على جهود استكمال استعادة مؤسسات الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، إضافة الى احتواء التدهور الاقتصادي، والخدمي، وتعزيز الشراكة مع الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، والشركاء الإقليميين، والدوليين.
وأحاط رئيس الوزراء، رئيس وأعضاء التكتل الوطني، بصورة شاملة عن مجمل الأوضاع في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية في هذا الظرف الاستثنائي الصعب، واولوياته كرئيس للحكومة.
وقال ” أجتمع معكم اليوم وقد حمّلني فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي واخوانه أعضاء المجلس، أمانة قيادة الحكومة في ظرف استثنائي صعب، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، ما يتطلب منا جميعاً الترفع فوق الخلافات، وتوحيد الجهود، وتقديم المصلحة الوطنية وتخفيف معاناة المواطنين على كل اعتبار”.
واوضح ان تكليفه بهذه المسؤولية الوطنية الجسيمة ليس تكريماً، بل أمانة أمام الله، وأمام المواطن، الذي يدفع منذ سنوات أثماناً باهظة بسبب الحرب المستمرة التي تشنها مليشيات الحوثي الإرهابية منذ انقلابها بقوة السلاح على السلطة الشرعية وبدعم إيراني أواخر العام 2014م.. مؤكداً ان الحكومة ستكون للجميع وبالجميع، وهذه المرحلة لا تحتمل المكايدات ولا الحسابات الضيقة، وتكاتفنا هو السلاح الأهم في مواجهة الانقلاب واستكمال استعادة الدولة، وتخفيف معاناة المواطنين.
وأضاف بن بريك “أمد يدي للجميع ولكل القوى والمكونات السياسية والوطنية سواء في اطار هذا التكتل او خارجه، وأقول لكم بعيداً عن المهاترات والمكايدات هدفنا واحد وهو استكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب”..لافتاً الى ان أولوياته العاجلة كرئيس للحكومة، إضافة الى الحفاظ على المركز القانوني للدولة ومواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي والإداري الشامل ومكافحة الفساد، ستكون في مقدمتها احتواء التدهور الاقتصادي، والخدمي وتخفيف معاناة المواطنين واستعادة التوازن في المالية العامة ايراداً وانفاقا، ودعم معركة التحرير، إضافة الى تعزيز العلاقة بالسلطات المحلية، وتقوية حضورها في خدمة المواطنين.
وشدد رئيس الوزراء، على ان تأمين الحلول لكل الإشكاليات التي يواجهها الوطن والمواطنين، يستوجب استشعار كل القوى والمكونات السياسية المنضوية في إطار الشرعية مسؤوليتها وواجباتها لدعم عمل الحكومة..مشيراً الى أهمية ان لا يغيب عن الجميع وفي خضم التطورات الإقليمية والدولية الراهنة الاستعداد لكل الخيارات لاستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي سلماً او حربا.
وتحدث في الاجتماع، رئيس المجلس الأعلى للتكتل الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وأعضاء التكتل، الذين عبروا عن دعمهم الكامل لدولة رئيس الوزراء، والعمل معه لتجاوز التحديات وتخفيف معاناة المواطنين، واستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وثقتهم الكبيرة في قدرته على التعامل بحنكة مع مختلف القضايا.. منوهين بما تضمنه حديث رئيس الوزراء من شفافية والمام بصعوبة التحديات والمرحلة ورؤيته الواقعية لمعالجتها وفق الأولويات الملحة والتي تمس حياة ومعيشة المواطنين، وضرورة التفاف كل القوى السياسية والاجتماعية لتشارك المسؤولية.
ومن جانب اخر ناقش المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية برئاسة الدكتور أحمد بن دغر رئيس التكتل، اليوم الأربعاء، مع القائم بأعمال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن شاو تشنغ، آفاق التعاون الثنائي في مجالات إعادة الإعمار، والانتعاش الاقتصادي، وتبادل الخبرات، بما يسهم في دعم اليمن.
وفي اللقاء اشاد رئيس المجلس، بعلاقات الصداقة التاريخية بين اليمن وجمهورية الصين الشعبية والدعم الإنساني والاقتصادي الذي تقدمه الصين لليمن في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأكد الدكتور بن دغر أن الصين تُعد شريكًا دوليًا مهمًا في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي وداعمًا حقيقيًا لليمن، وتوسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين خاصة في الجوانب التنموية والاقتصادية.
وأشار رئيس المجلس الى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تمثل العائق الأكبر أمام جهود السلام، وأن استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب بكل الوسائل باتت ضرورة وطنية لا تقبل التأجيل، داعيا الصين إلى لعب دور فاعل في توحيد المواقف الدولية الداعمة للشرعية وتعزيز الجهود الرامية لتحقيق سلام عادل وشامل، يقوم على المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
من جانبه، عبّر القائم بأعمال السفير الصيني عن تقدير بلاده للجهود التي يبذلها التكتل الوطني، مؤكدًا موقف الصين الثابت في دعم اليمن، وحرصها على دعم المسار السياسي السلمي، ودعم كل ما من شأنه أن يفضي إلى استعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في اليمن.