يعد اليوم العالمي للمرأة الذي يُصادف الـ 8 من شهر مارس من كل عام، مناسبة كبرى تعزز عزيمة وصمود المرأة اليمنية في مواجهة التحديات والظروف الصعبة التي تواجهها على مختلف المستويات نتيجة الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد حالياً، لاسيّما في ظل استمرار الممارسات الإجرامية والإرهابية التي تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني بحق مختلف فئات وشرائح أبناء الشعب اليمني ومنها شريحة المرأة.
وجسّد الاهتمام الذي حظيت به المرأة اليمنية من جانب الحكومة مدى المكانة الرفيعة التي بلغتها بفضل أدوارها المحورية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من شتى جوانب الحياة، وصولاً إلى مشاركتها وإسهاماتها في تحقيق التغيير في البلاد، وذلك من خلال حضورها البارز في الوظيفة العامة وتقلد أعلى المناصب وأبرزها البرلمانية والوزارية والقضائية والدبلوماسية، فضلاً عن عملها في مجالات واسعة مثل التعليم والصحة والهندسة والأمن وغيرها من المجالات الحيوية.
كما لعبت المرأة اليمنية، أدواراً نضالية ووطنية بارزة اتسمت خلالها بالصلابة والشجاعة وتقديم التضحيات الغالية، في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، عبر مشاركتها في نجاح الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م ضد الحكم الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن، و 14 أكتوبر 1963م ضد الاستعمار البريطاني البغيض في جنوب الوطن، وكذا في تحقيق الاستقلال الوطني من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، وصولاً إلى مساهمة المرأة اليمنية بشكل كبير حالياً، في مواجهة الإمامة الجديدة بوجهها الأكثر بشاعة ودموية ممثلة بمليشيا الحوثي الإرهابية.
كما واجهت المرأة اليمنية، جرائم الحوثي القمعية بالتحدي وعدم الخضوع رغم ما لحق بها من أذى وحرمانها من حقوقها والزج بها في غياهب السجون بتهم كيدية ومحاكمات صورية انتقامية، حيث زادت تلك الممارسات الإجرامية الحوثية، المرأة عزيمة وصمود على مقارعة المليشيات الحوثية السلالية، ومواصلة مسيرة النضال الوطني إلى جانب أخيها الرجل في سبيل الانتصار للوطن وبناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدالة والمساواة بين كافة أبناء الشعب اليمني.
وعززت تلك النجاحات الكبيرة والأدوار النضالية للمرأة اليمنية على المستوى الوطني، ثقة المجتمع الإقليمي والدولي بالمرأة في بلادنا من خلال تقديم الدعم لمختلف المبادرات والأنشطة النسوية، فضلاً عن إشراك المرأة اليمنية في صناعة السلام.
كما نظمت المساحة الآمنة للنساء والفتيات بمديرية حيس محافظة الحديدة، فعالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان وتنفيذ مؤسسة فورهيومن للتنمية.
وتناولت الفعالية العديد من المواضيع التي تهم المرأة، حيث تم عقد جلسة حوار مفتوح لبحث قضايا المرأة من مختلف جوانب الحياة، والتعريف باليوم العالمي للمرأة وأهمية هذا اليوم في تسليط الضوء على حقوق المرأة وجهودها المستمرة من أجل المساواة، وحقوق المرأة ودورها الهام على مستوى الأسرة والمجتمع بشكل عام.
كما تطرقت الفعالية، الى أهم القضايا التي تخص المرأة مثل الزواج المبكر، والعنف بأنواعه وأسبابه، وحرمان الفتيات من التعليم، وأثر تغير المناخ على النساء والفتيات ،وأهمية ضمان حصولهن على حقوقهن في جميع الظروف.
وشملت الفعالية جلسات توعوية تفاعلية هدفت إلى زيادة الوعي حول حقوق المرأة، بالإضافة إلى جلسات دعم نفسي جماعي للنساء والفتيات بهدف تعزيز ثقتهن بأنفسهن ورفع معنوياتهن.
وأكدت الفعالية، على أهمية دعم وتمكين المرأة في جميع المجالات، والعمل على تعزيز مكانتها وحقوقها في المجتمع.