استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم الخميس، في العاصمة المؤقتة عدن، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، فرجينيا جامبا، والوفد المرافق لها الذي يزور عدن حاليا.
واطلع رئيس الوزراء من المسؤولة الأممية، على نتائج اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة الخاصة بمنع تجنيد الأطفال في اليمن، التي عقدت في عدن، ولقاءاتها بالمسؤولين المعنيين، في اطار التعاون المشترك مع الحكومة لحماية الأطفال ومنع تجنيدهم واستخدامهم في النزاعات المسلحة.
وتطرق اللقاء، الى أوضاع حقوق الطفل في اليمن، والتعاون القائم مع الحكومة لبناء قدرات المؤسسات المعنية بحماية ومنع تجنيد الأطفال، إضافة الى الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق الأطفال والتنسيق مع كافة الجهات الدولية الفاعلة لوضع حد لانتهاكات المليشيات للقانون الدولي الإنساني واستمرارها في تجنيد الأطفال، والعمل على إعادة دمج وتأهيل الناجين منهم.
وجدد رئيس الوزراء، التزام الحكومة بالعمل عن قرب مع الجانب الأممي لتنفيذ خارطة الطريق الموقعة مع الأمم المتحدة لمنع تجنيد الأطفال، وما اتخذته في هذا الجانب من إجراءات للحد من استخدام الأطفال أثناء النزاع المسلح، لافتا الى جهود الحكومة في انهاء تجنيد الأطفال والقضاء على العنف ضدهم والتي تجسدت في التوقيع على خطة العمل للحد من تجنيد الأطفال في 2014 والتوقيع على اعلان المدارس الامنة، وبروتوكول تسليم الأطفال المشاركين في الاعمال المسلحة الى اهاليهم، وتوقيع خارطة الطريق للامتثال لاتفاقية خطة العمل الموقعة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة للحد من استخدام وتجنيد الأطفال في الصراع المسلح في 2018 .
وأوضح الدكتور معين عبدالملك، ان الإجراءات الحكومية الفعالة التي تم اتخاذها اثمرت في شطب الجيش اليمني من القائمة السوداء الخاصة بتجنيد الأطفال اثناء النزاع المسلح بقرار من الأمين العام للأمم المتحدة.. مشددا على أهمية ممارسة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مزيد من الضغوط على مليشيا الحوثي لمنع تجنيد الأطفال والزج بهم في معاركها، والذي يمثل انتهاكاً خطيراً لحقوق الطفولة والمقامرة بمستقبلهم واستخدامهم كوقود لحربها العبثية، وافكارها المتطرفة، بجانب انتهاكاتها في قتل وقنص الأطفال.
وأكد رئيس الوزراء، الحرص على التعاون في انشاء مركز لإعادة دمج وتأهيل الأطفال في العاصمة المؤقتة عدن.. منوها بالتعاون القائم مع الأمم المتحدة ومركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني في إعادة تأهيل الأطفال وادماجهم في المجتمع.
بدورها أشادت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بجهود الحكومة اليمنية في عملية منع تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاع، والحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع الحكومة لتوفير اكبر قدر من الحماية للأطفال في اليمن.. وعبرت عن تقديرها لمستوى التعاون الذي ابدته الحكومة اليمنية على مدى السنوات الماضية والنجاح الذي تحقق بتنفيذ خارطة الطريق الموقعة مع الأمم المتحدة لمنع تجنيد الأطفال.
كما أعربت عن أملها بأن يسود السلام في اليمن قريباً ليمنح الأطفال فرصة بمستقبل خالي من العنف.
وكانت اللجنة الفنية المشتركة الخاصة بمنع تجنيد الأطفال في اليمن قد اختتمت ، اليوم بعدن، لمناقشة أعمالها، بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فرجينيا جامبا، المعنية بقضايا الأطفال في مناطق النزاعات، والوفد المرافق لها.
واستعرض الاجتماع، الذي يأتي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، وبمشاركة 32 مشاركا من مختلف الجهات الحكومية المعنية على مدى يومين، ملخص الإنجازات التي تم تحقيقها منذ بداية المشروع في الوزارات المشاركة، وأهم التحديات والصعوبات.
وأكد مدير عام المنظمات والتقارير الدولية بوزارة الشؤون القانونية وحقوق الانسان عصام الشاعري، أن الحكومة اليمنية ملتزمة بتنفيذ كل الإجراءات والتدابير الفعالة في معالجة وضع الأطفال الذي جندتهم مليشيات الحوثي، وتطبيق القواعد العامة الواردة في القانون اليمني و الدولي الإنساني بشأن حماية الأسرى ومعاملتهم.
وأضاف “ان مليشيا الحوثي تستغل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي فرضتها الحرب، لاستقطاب وتجنيد الأطفال، حيث تقوم مليشيات الحوثي بتجنيد آلاف الأطفال في ساحات القتال والمخيمات الصيفية، كما قامت بتغيير المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها، وتستغل الفقر وتدني الحالة الاقتصادية للاسر لدفعها إلى إرسال أبنائها للقتال في صفوفها في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح الشاعري أن الحكومة اليمنية عملت على إعادة تأهيل أكثر من 480 طفلا بالشراكة مع المجتمع المدني ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما أعادت الحكومة أكثر من 300 طفلا إلى أسرهم عبر المنظمات المحلية والدولية، وعادت ما يقارب 400 طفل إلى أسرهم بعد تأهيلهم وتقديم الرعاية الصحية، واستوعبت 52 طفلاً في مراكز الرعاية المؤقتة.
من جانبها، أشادت فرجينيا جامبا على الجهود المبذولة من قبل اللجنة رغم الظروف الصعبة في تنفيذ إجراءات المشروع المتعلق بخارطة الطريق، مشيرة إلى أهمية الاستمرار في العمل المشترك لإعطاء الأطفال في اليمن حياة افضل عبر انتزاعهم من أوضاعهم الصعبة وحمايتهم وتقديم الدعم النفسي لهم وبناء قدراتهم لخدمة المجتمع.
وأكدت أن الجهات المعنية يجب أن يكون لديها معايير واحدة تجاه حماية الأطفال بشكل فعال، عبر إعداد وتنفيذ لوائح لحل الإشكاليات التي تواجه الأطفال في مراكز الادماج والتأهيل، والعمل المشترك في إيصال المساعدات اللازمة للأطفال، و تفعيل الحملة الإعلامية والتوعية العامة ، وإعداد الخطة الوقائية لمنع التجنيد.
هذا وقد استعرض الاجتماع أعمال كافة أعضاء اللجنة في مختلف الوزارات والمحافظات اليمنية بحسب خارطة الطريق الموقعة بين الحكومة والأمم المتحدة، بالإضافة إلى العمل على تفعيل الخطة الإعلامية عبر استهداف جميع وسائل الإعلام خلال الفترة القادمة، وتجهيز خطة متكاملة لعام 2024.