دعا الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب الجمعية البرلمانية الآسيوية بادانة لكل الممارسات التي تقوم بها المليشيات الحوثية الإرهابية وما تمارسه من تحدٍ صارخ للقوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والشرائع السماوية، وموقف داعم للشرعية اليمنية، ومع حق الشعب اليمني في الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحقوق والحريات.
جاء ذلك في كلمه القاها في الجلسة العامة الـ 13 للجمعية البرلمانية الآسيوية المنعقدة في أنطاليا التركية،والتي عقدت تحت عنوان “تعزيز تعددية الأطراف في الديناميات العالمية المتغيرة” والهادفة الى تعزيز العمل البرلماني المشترك في مختلف المجالات والمحافل الدولية، حول عدد من القضايا ذات الصلة.
فيما يلي نص كلمة رئيس مجلس النواب :
بدايةً اهنئكم بالعام الميلادي الجديد واتوجه باصدق آيات الشكر والتقدير للبرلمان التركي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والاعداد والتنظيم..
السلام عليكم من بلد يئن و شعب يتألم (شعب مثقلاً بالجروح والأحزان ومرارات الحروب والعنف واراقة الدماء)، واني لا جد في رحاب زملاء اعزاء من يشعرونا بالقرب والاهتمام والتضامن مع شعبنا المقهور المغلوب على أمره، آتي اليكم ناقلاً تحايا شعبنا الأبي لكم ولشعوبكم وتحايا مجلس القيادة الرئاسي، ورئيسه الدكتور رشاد العليمي وزملائه أعضاء المجلس وزملائكم البرلمانيين.
وبالمناسبة أقف أمامكم اليوم في هذا الاجتماع المهم الذي يسودني حياله أمل كبير في أن يلبي تطلعات شعوب أكبر قارات العالم مساحةً وسكاناً وثروات، وأن نحسم الخطوة الأخيرة في التحول نحو برلمان أسيوي باعتبار ما ستمثله هذه الخطوة من نقلة نوعية، تساعد في تعزيز دور هذه التجمع البرلماني الآسيوي حتى يأخذ مكانه المستحق إلى جانب المنظمات والبرلمانات الإقليمية والدولية وأن نضع – ومن هذا الموقع – الذي نصنعه بقلوب وضمائر صادقة، اللبنة الأولى (للبرلمان الأسيوي) تنتظم فيه دول القارة الكبرى ضمن المصالح الاقتصادية والمواقف السياسية الكبرى وبما يضمن تحقيق المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها دول القارة وعلى رأسها ما تتعرض له من إرهاب ومليشيات وارباك وتدخلات وظروف اقتصادية تتطلب المزيد من التنسيق بين برلماناتها لمؤازرة الجهود التي تبذلها الحكومات الوطنية في هذه المجالات.
الاخوة والاخوات:
إن أمامنا العديد من التحديات التي تتطلب العمل بشكل جماعي من أجل الانتقال إلى منظمة إقليمية قوية وقادرة على تجاوز التحديات الكبيرة المشتركة التي تواجهها الدول الآسيوية، والتي تتعلق بالتدخلات الخارجية من جهة، والتدخلات البينية داخل المنظومة القارية الاسيوية ذاتها من جهة أخرى، وبما يحقق ويعزز احترام سيادة الدول واعتبار الامبراطوريات و الاستعمارية البائدة تراث من التاريخ مكانه الكتب ولا مكان له في الحاضر او المستقبل.
إنه من غير الخفي أن هناك دولاً لها تمثيل بيننا هنا في هذه القاعة يروق لها على الدوام التدخل في شؤون دول أخرى في نفس القارة والعمل على زعزعة استقرارها وتدمير مكتسباتها وتفتيت أمنها وضرب مصالحها و مثال على ذلك هو ما تتعرض له بلادي اليمن من تدخلات مخضبة بالحقد والطمع من قبل النظام الإيراني، والتي اهلكت الحرث والنسل واحرقت الأخضر واليابس وقضت على كل مقومات الدولة اليمنية الحديثة، بدعمها وتبنيها بالسلاح والمال والفكر جماعة مليشاوية مسلحة هي جماعة الحوثي الارهابية، لقد تعامى هذا النظام عن رؤية التاريخ الحديث، المشترك بين شعوب القارة و ذهب الى الماضي السحيق لأحياء فكر الاستعمار القديم واعتبار شعوب ودول منطقة الخليج العربي واليمن فرائس وطرائد تنصب لها مصائد الارهاب والتشكيلات المليشاوية المسلحة، ونشر الجهل والتخلف بدلاً من بناء دولته القائمة على التعاون والاخوة والجوار والاحترام المتبادل والمصالح الاقتصادية المشتركة، ومن أجل ذلك كله نحتاج إلى التصدي لمحاولات إعادة الاستعمار وأن تتعايش دول القارة بانسجام وتعاون وكامل ونتعايش فيما بينها وينبغي أن يشكل البرلمان الاسيوي نقطة البدء في تعزيز قيم الشراكة القائمة على النفع والافادة وتجريم كل تدخل غير قانوني وكل انتهاك لسيادة الدول الاخرى من أية دولة كانت.
الأخوات والأخوة…
إنني أقف أمامكم للمرة الثانية وبلدي تعاني من التدخل الإيراني ودعم المليشيات المتمردة الإرهابية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والمال والنفط التي دمرت كل منشآت البلد وثقافته وحضارته ومناهجه التعليمية والغت بما أسمته مدونة السلوك الوظيفي الدستور والقانون والشرائع السماوية وجعلت من كلام سلالتها الارهابية بديلاً لكل ما انجزته اليمن من تشريعات على طريق بناء الدولة الحديثة.
إن حجم معاناة اليمنيين تتسع يوماً بعد يوماً وحجم المأساة الإنسانية تبلغ ذروته وحكم على زملائكم النواب الذين يرفضون انقلاب المليشيات الإرهابية الحوثية بالإعدام وصودرت ممتلكاتهم بسجن أقاربهم.
وإنكم كزملاء برلمانيين مدعون إلى موقف يرفض ويدين تلك الممارسات الارهابية والمخالفة للقانون الدولي والقوانيين والدساتير الوطنية في كل دولة طبيعية، وإنني اتوخى عليكم من هذا المنبر أن تعلنوا تضامنكم مع زملائكم المحكوم عليهم بالإعدام وعددهم ٤٦ عضواً وبقية أعضاء البرلمان المعرضين للخطر جراء فتاوى منفلته بالقتل تصدرها هذه الجماعة ومع حق الشعب اليمني في الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحقوق والحريات.
ومن هنا أطالبكم بأن تتضمن قرارات اجتماعانا هذا قرارات ادانة لكل الممارسات التي تقوم بها المليشيات الحوثية الإرهابية وما تمارسه من تحدٍ صارخ للقوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والشرائع السماوية، وموقف داعم للشرعية اليمنية.
الأخوات والأخوة..
لقد عانت اليمن وشعبها وما يزالان المر والعلقم والوجع الذي لا يضاهيه وجع منذ ما يناهز العشر سنوات، وقد آن الاوان لأن يضع هذا الحقد الاعمى رحله، وان موقفكم من هذه المعاناة حيال شعب يستحق الحياة والرخاء والامن سيشكل ملمحاً بارزاً لهذا التكتل البرلماني بمساندة الحق واصحاب الحق .
كما شارك البركاني، في اعمال الجلسة المسائية للجمعية البرلمانية الآسيوية وتم الاستماع لكلمات رؤوساء البرلمانات ورؤساء الوفود المشاركة.