محمد الربع :
أنصار الشرعية في اليمن يشبهوا مجموعة تعطلت عليهم سيارتهم وسط صحراء قاحلة
نزلوا يشوفو وقد التواير غرزت بين الرمل
كل واحد يلتفت يمين شمال لايشوف الا جبال رملية تتناقلها الرياح وحسوا أنهم واقعين في ورطة وضايعين في صحراء بلا ملامح .
يبدأ العطش ينشف ريقهم والجوع يتسلل لبطونهم
السواق قالها لهم بوضوح أنا وحدي والله ما أقدر اسوي لكم شي .
ومافي حل الإ نتساعد وتدهفوا معي السيارة شوية شوية حتى نحصل طريق تقدر ترجعنا الى بيوتنا .
كل واحد يشوف للثاني ، عددهم مجتمعين ليس قليل ، وقوتهم كافية لإخراج السيارة من بين الرمل .
قال لهم واحد : هيا قوموا نسحب السيارة الى متى بتجلسوا تتفرجوا بانموت مشردين بهذه الصحراء قوموا نخرج السيارة ونخارج نفوسنا .
تحركوا جميعهم ..كل واحد اتجه الى جهة بالسيارة وبدأو يدهفوا والسيارة بدأت تتمايل للحركة .
واحد يدهف بجوار رفيقه ألتفت له قائلا : ليش أنت تدهف معنا وأنت مؤتمر ؟
يرد الثاني : بس قدنا معاكم وكلنا ركاب سوا في السيارة ..
يرد الأول : لالا ابدا انت مالك دخل احنا غرزنا بسببكم لا تدهف ولاشي مالك دخل مننا .
شخص آخر شاف واحد ماسك عند الباب ويدهف فصرخ فيه.. مابتسوي ..
يرد عليه .. بندهف ..يرد الأول .. اها وليش بتدهف معنا وانت إصلاحي وانتم من الذين خرجتوا في 2011 تطالبوا بتغيير السواق ..؟ لا تدهف ولاشي روح اجلس بعيد شكلك تريد تركب الموجة وتأخذ مكان السواق .
السواق وهو بيدعس بنزين شاف واحد بالمراية فأنزل الزجاج وناداه : يافلان انت شكلك من جماعة علي محسن صح ؟
رد عليه : من جماعة الجن شوف الطريق أمامك خلينا نتخارج احنا بندهف عشان نخرج سيارتك وعادك تتقارح فوقنا .
وبينما واحد يقوم بإزاحة الرمل من حول الإطار عشان تسهل حركة السيارة ..يأتي واحد ليمسك به من الخلف .. ايش بتسوي ؟
رد عليه : ولا شي بنساعد في إخرج السيارة ..
لالا ياحبيبي متشكرين انت بالذات سمعنا ان جدك السابع عشر انه هاشمي ..
هاشمي أيش وسط الصحراء هذي .. قد الصحراء نستني اسم أمي قد احنا مودفين كلنا ومصيرنا واحد .
لالا تسلم لانريدك معانا ولاإحنا بحاجة لمساعدتك .
واحد ماسك بشبك الصندوق ويسحب ، شافه اللي خلفه وهمس للي جنبه هذا ليش بيدهف معنا شكله شمالي دحباشي صح ؟
قال : أيوه .. واضح من الثوب والجنبية .
الشمالي سمعهم والتفت : هيا مالكم يا أبو معوز وفوطه ؟ شكلكم حراكيش جنوبيين أكيد .. انتم اللي ايش دخلكم تدهفوا السيارة وانتم ماترتاحوا للسواق وتقولوا انكم جنوب عربي .
قام واحد مطوع رفع ثوبه القصير ويدف السيارة بقوه وبجهد كبير ، شافه واحد اشتراكي وولع حبة سجارة وضحك : اهي اهي ، عشنا وشفنا مابقي الا المطاوعة المتشددين يدهفوا .. أيش دخل الدين بدهف السيارات يامطاوعة .. هل كان السلف الصالح بيدهفوا سيارات .. اللعنة .
وهكذا مازالت سيارتهم مغرزه وسط الصحراء مع ان كل ركابها مصيرهم واحد وورطتهم واحدة وجهنم الصحراء لن تشفق على أحد منهم .
وهذه ليست قصة سيارة الشرعية ولكن هذه قصة تغريزة سيارة اليمن بأكمله منذ عقود ، كل راكب من ركابها يفتكر بأنه الأولى بقيادة السيارة وليس بحاجة للآخرين .
ولن تنجوا سيارة الوطن إلا إذا أحس جميع ركابها أنهم مسؤلون عن إخراج بلدهم إلى بر الأمان .
?