فايز ناجي الضبياني:
بعد دخول الحوثيين صنعاء وفي ذلك اليوم المشئوم زحفوا إلى اغلب مناطق اليمن بعنصرية وطائفية وحقد أعمى ساعين الى تفكيك النسيج الإجتماعي وزرع الطائفية والعنصرية يساندهم مجموعة من الجهلة المتخلفين الشوارعيين الذين وجدوا لهم ملاذا ومأوى، فكرنا مع بعض الناضجين في قبيلة الحداء ومن جميع الأطياف السياسية ان يكون لنا تكتل وطني هدفه الحفاظ على لحمة القبيلة والبقاء صفا واحدا في مواجهة اي خطر قد يحدق بالقبيلة اجتمعنا اسسنا حددنا مكان الإشهار زراجة الحداء دعونا الناس، جهزنا الإعلانات ولأني المسئول الإعلامي كنت انا من يوزع الإعلانات على مناطق الحداء
وعلى مدخل مدينة ذمار يلقى يتم اختطافي أنا فايز الظبياني من قبل مليشيا الحوثي بتهمة الداعشية وينقلوني الى قسم الوحدة لامكث فيه يوما وليلة، اليوم التالي الساعة التاسعة سيارة هيلكس دبل وعلى متنها خمسة اشخاص، تم مناداتي من قبل أحد المليشاويين بـ فايز الظبياني تعال لأركب السيارة في الخلف في الوسط وبعد الخروج من بوابة القسم قاموا بكلبشتي والربط على عيني والإعتداء علي بالسب والضرب الى أن وصلت الى مكاني الجديد انزلوني بدروم عميق ليدخلوني زنزانة انفرادية متر في مترين ليس فيها ثقب ابرة، كانت قذرة مليئة بقوارير البول والقذارة ثم يأتي المحقق الغليض المجرم ليحقق معي ويضربني ويكهربني لأعترف بما لا أعرفه متهما لي بأبشع الجرائم، ثم يضيف قائلا انت في الإجرام كعبد المجيد الزنداني وعلي محسن رغم أني فخور بهما والدور الوطني الذي يؤديانه، ثم هددني بتعذيب يؤذي ابناء الناس حسب قوله .
ثم يعطيني كشاف وخمس ملازم للهالك حسين الحوثي قائلا هه اقرأ ليفارقني لأعيش في تلك الزنزانة الموحشة – البول، البراز، الظلام – لتمر اصعب اربعة ايام في حياتي ويقدم لي الأكل الذي لا تأكله الحيوانات من الإثنين الى الخميس وكانت الساعة الرابعة والنصف وكان السجن ملىء بالزنازين الجماعية والفردية وأعداد لا تقل عن الثلاثين سجينا لنسمع مضاد الطيران ليصرخ المساجين خاصة اصحاب الزنازين الجماعية اخرجونا يا أبناء كذا وكذا سيضربنا الطيران ماهي إلا دقيقتان إلا والمبنى فوق رؤوسنا ضربة بصاروخ دمر المبنى الشاهق ليصل الى فوق رؤوسنا ، لم يكن لدي من خيار سوى ذكر الله وأنا ارى الموت يحيط بي من كل صوب، وأدعوا اللهم لطفك اللهم لطفك اشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله، ثم اتجه نحو الباب لأجده قد فتح فتحة صغيرة نتيجة ضربة الطيران ،والدم يسيل من رأسي لألتفت فأجد البدروم قد دفن على ساكنيه وأجد من بجواري مدفون الى رأسه حاولت مساعدته دون جدوى، لينصحني بأن اذهب، وهو يقول سيخلصوا علينا معا اخرج لأرى جثث متدربيهم تملأ الحوش وأرى اثنين من المساجين هاربين أهرب معهم الى مدينة ذمار كنت مصاب حافي ممزق الثياب وكأني خرجت من قبر لأجد خزان ماء اشرب ثم أواصل سفري الى خارج المدينة وبعدها متنقل الى ان وصلت الى قريتي التي أشيع فيها اني قد مت لأجد اولادي واخواتي وابناء قريتي في حالة سيئة وبوجودي عادت الروح اليهم بعد أن كانوا فقدوا الأمل بعودتي.