كتبها أحد رفاق “بدر” متحدثا عن حجم القهر الذي يعانيه المختطفين في سجون الحوثي :
المهندس بدر خالد مراد خريج الدفعة الثالثه قسم هندسة حاسوب جامعة الحديدة، أستاذ في مركز تنمية المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الحديدة يعمل في إحدى المكتبات ومركز التصوير الكائن أمام الجامعة ، مهندس ومبرمج لجميع أجهزة الحاسوب ، وإخراج وطباعة وتنسيق البحوثات الجامعية والبرامج ولغات البرمجة.
يرقد الان في أحد المستشفيات بعد أن اطلقت المليشيات المسلحة “الحوثيين” النار عليه وعلى ثلاثة من رفقائه يوم الخميس الموافق ٤/٦/ ٢٠١٧م داخل السجن المركزي بالحديدة، واصابته إصابة بالغة وخطيرة في جسده كادت أن تؤدي بحياته للموت .
مخطتفين ومعتقلين ومسجونين عزل لا يحملون حتى سكينا ، يتم إطلاق الرصاص الحي عليهم مباشرة ، وهم بين اورقة وجدران السجن ، أي ظلم هذا ، وأي عنجهية هذه ، وفي أي غابة نحن !!!!
المهندس بدر تم نقله هو ورفقائه المختطفين من سجن القلعة الى السجن المركزي في بداية شهر مارس ٢٠١٧ م ، بعد أن مكث في سجن القلعة سنة كاملة من يوم إختطافه في ١٥ مارس ٢٠١٦ م ، وهو يقبع خلف القضبان مقهورا ، مظلوما ، دون محاكمة يعانى من الامراض ، وهمجية السجان ، يتعرض يوميا للإهانة والتعذيب .
بدر لم يحمل السلاح يوما ، ولم يذهب إ لى أي جبهة ، ولا ينتمي لاي حزب أوجماعة أو تيار عرفناه إنسان مستقل برأيه وفكره ، لا يجامل أحد ولا يخاف من اي طرف ، ينتقد الجميع ، ويناقش الجميع ، ويقدم خدماته للجميع .
عرفناه مهندس ، وأستاذ ، مثقف ، مهذب ، محترم ، مسالم ، محايد ، إيجابي فيما يعرض عليه ، لا يتردد في خدمة الجميع ويسعى لمنفعتهم ، بشوش ، مبتسم ، نادر الشكوى ، دائم الإنجاز ، صلب المراس ، قليل الاقوال ، كثير الفعال ، لا تضجر من مجالسته ، ولا تشبع من حديثه وكلامه ، منتظما في شؤونه ، متميزا في عمله وعلمه وعطائه ، متعدد المواهب ، حب العمل يجري في عروقه ودمه ويشغل فكره ووقته ، لا يكل ولا يمل ولا يعرف اليأس ولا الأحباط ، الحيوية والنشاط من أهم صفاته ، مبادرا ولديه طمووح واسع ، متواضع ، لين الجانب حلو المعشر ، سيما التقوى والصلاح بادية عليه ، إنه نسمة عليلة تنعشك وجدول رقراق لاتمل من رؤيته ،
أرادوا قتلك وتصفيتك بعد ان تفننوا في تعذيبك وتغييبك أنت وبقية المختطفين والمخفيين قسرا ،بعد هذا التعذيب الوحشي ، كنت تبتسم رغم الالم ، كنت تسخر من تعذيبهم ، كانت إبتسامتك تغيظهم ، إيمانك يدلف بهم إلى سحيق الوحشية ، لانك مهندس لانك استاذ جامعي لانك من طبقة المثقفين والمتعلمين ، وهم حثالة أميين ورعاع وقتله ، خرجوا من الكهوف ، لذا توجهوا نحو قامتك الشامخه ، نحو جسدك الذي ارهقته وأنت تقدم خدماتك لكل طلاب وطالبات الجامعة ، ارادوا قتلك والتخلص منك ومن كل المتعلمين والمثقفين.
ولمن لا يعرف هذا الإنسان البدر !!! فأول ما يلتفت نظرك إليه بساطته وتواضعه وبشاشته ووقاره ، إنطباع مريح يرتسم في عقلك ، فإن تحدث وقفت إجلالا لفكره وثقافته ورجاحة عقله ووضوح الرؤية عنده ، تحيط بك بلاغته ، وقوة حجته وأسلوبه الذي تميز به فهو يجمع بين الفكاهة والسخرية وحب المزاح وعمل المقالب ، ما جعله يتميز عن غيره ،
لكننا والله لن ننساكم ، لن ننسى تضحياتكم وصبركم وثباتكم وإيمانكم و تحملكم التعذيب والإهانه ، فنحن ندعوا لكم في كل وقت وحين ونسأله تعالى ان يفك اسركم ويردكم إلى اهلكم ومحبيكم سالمين شامخين ،
فبصبركم وثباتكم ، أعطيتم للاجيال القادمه دروس سوف تدرس في مناهجهم ، سوف نحكي لهم عن جيل لم يخضع ولم ينحني أو ينكسر ، بقي متشبثا بحريته وكرامته ووطنه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، سنحكي لهم عن جيل استعصى عن الإنكسار ، سندون في جبين الكون كيف قضيتم ومكثتم الايام والشهور والسنين في سجون القتلة ، صابرين ، محتسبين هازئين بصلفهم ساخرين من حقدهم ووحشتيهم .