أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية، الاثنين، تقريراً جديداً عن الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز لشهر مارس من العام الجاري 2017، تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والأوضاع الإنسانية والخدمية للمحافظة.
وأعلن ائتلاف الإغاثة في تقرير له يوم امس عن مقتل 64، وجرح 115 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال مارس الماضي، بينها إصابات خطرة، جراء استمرار الحرب في مديريات المحافظة.
ومن بين إجمالي الضحايا المسجل، وصل عدد القتلى من الأطفال 17، في حين أصيب 10 آخرين، كما تم تسجيل مقتل امرأتين، وإصابة 5 أخريات، بعض تلك الإصابات كانت خطرة.
“تضرر وتدمير”
وقال الائتلاف أن 45 منزل ومنشأة وممتلكات خاصة وعامة تضررت جراء الحرب خلال مارس الماضي. موضحا في تقريره أن 5 منازل تعرضت للتفجير، كما تعرضت 36 منزل ومنشأة لأضرار كلية وجزئية وإتلاف ممتلكات خاصة جراء القصف، في حين تضررت مدرستين للتعليم العام، بالإضافة إلى مسجدين.
ويؤكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تقريره بأن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي.
“تهجير قسري”
وأشار الائتلاف في تقريره إلى أن 87 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها في ريف محافظة تعز، ولم تحصل هذه الأسر على مساعدات ايوائية عاجلة بسبب توقف المنظمات المانحة عن إرسال مساعداتها الإنسانية إلى تعز.
“المساعدات الإغاثية”
وفي منتصف مارس كان ائتلاف الإغاثة الإنسانية واعضائه وشركاؤه قد عقدوا مؤتمرا صحفيا وأطلقوا حملة الكترونية بعنوان “تعز مأساة إنسانية” بالتزامن مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في المحافظة في ظل صمت وتجاهل رهيب لمعاناتها من قبل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية.
وأوضح الائتلاف أنه وسط هذا الصمت، يتعرض أبناء هذه المحافظة للموت وأمراض سوء التغذية بسبب الفقر، وانقطاع المرتبات الشهرية للموظفين، وتوقف إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين جراء الحرب منذ أغسطس 2016 وحتى مارس 2017.
واستمراراً لارتفاع حدة المأساة في تعز، فإن غالبية الأسر النازحة والمهجرة لم تحصل على مساعدات ايوائية أو غذائية، ولا زالت مشردة في مخيمات مصنوعة بطريقة بدائية، وآخرها عمليات تهجير ونزوح أهالي بلدات الوازعية، الكدحة، تبيشعه جنوب غرب تعز، ومما يزيد من فداحة مأساة النازحين والمهجرين تعرض منازلهم للتضرر والتدمير جراء التفجير أو القصف العشوائي والمباشر منذ بدء الحرب وحتى اليوم.
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية قد حذر في مناسبات كثيرة من خطورة تردي الأوضاع الإنسانية في تعز، وأنها باتت على شفا مجاعة محققة وكارثة إنسانية وشيكة، وهو مالم يتم الاستجابة له، مجددا مناشدته مرة أخرى للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها.
لافتاً إلى أن الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت تعز -الأكثر سكانا في اليمن- مدينة منكوبة جراء الحرب والحصار، كما أعلنت منظمات دولية في أحدث تقاريرها أن تعز هي أكثر المحافظات تضررا من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين.
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية قد أصدر في يناير من العام الجاري خارطة متكاملة بالاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين والنازحين في مديريات محافظة تعز، وتم تسليمها للجهات المختصة وعلى رأسها اللجنة العليا للإغاثة في اليمن، واللجنة الفرعية في المحافظة، ومنظمات الإغاثة الدولية المانحة.