*بشرى العامري :
كانت صورة المرأة اليمنية في اغلب وسائل الاعلام طوال عقود بانها المناضلة الطموحة التي تتحدى الصعاب وتطمح للحصول على فرصة متساوية في العمل المجتمعي والسياسي النازعة للسلم والتعايش مع الاخرين, وشاركت بقوة في ثورة 2011 وتصدرت المشهد الثوري .
لكن هذه الحرب الانقلابية اتت لتقضي على كل ما حققته المرأة اليمنية خلال سنوات طويلة وأعادتها إلى حلقة مفرغة تسيطر عليها الصراعات والتجاذبات السياسية، بل وضاعفت من معاناتها وجعلت مصيرها مبهما وسط تجاهل واضح من جميع القوى المحيطة بها، وأغرقتها في دوامة من العنف كانت هي ضحيتها الأولى.
ولذلك لم تتوانى نساء اليمن عن تنظيم تظاهرات حاشدة في صنعاء ضدّ جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية بقوة السلاح، وطالبن ببناء دولة مدنية خالية من الميليشيات والعصابات ومغتصبي السلطة, وتم الاعتداء عليهن بشكل مباشر في اكثر من مسيرة احتجاجية, وتم قمع كل المسيرات بعدها لكن المرأة اليمنية لازالت تصر حتى اليوم على الخروج بين الحين والاخر مؤكدة على رفضها للاستسلام لتلك المليشيا التي اتت لسلبها كل حقوقها عنوة .
صور لتعاطي الاعلام عن النساء في الحرب
أوردت العديد من التقارير الإخبارية المتعلقة بوضع المرأة في اليمن، بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في سبتمبر 2014 ، تعرض النساء للتحرش اللفظي والجنسي، والتهديد بالاغتصاب ومنعهن من العمل، ونالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل ميليشيات الحوثي في المدن والمؤسسات التي يسيطرون عليها، أو التظاهرات التي يشاركن فيها، وتنوعت بين المضايقات والتحرشات والاعتداءات، وأكدت ناشطات على أن الحوثيّين أشدّ بشاعة ممّن سبقوهم، نظرا لأنهم يخططون للتضييق على المرأة, واعادتها قسرا الى المنزل والقضاء على اي نشاط مجتمعي او سياسي لها.
وباتت الحرب تهدد حقها في الحياة، وتعرضها للتشريد والتهجير، والمداهمات، وغيرها من الانتهاكات، فضلا عن انتهاكات أخرى من بينها تسرب آلاف الطالبات من التعليم، ومخلفات الفقر والبطالة والتسول، وغياب ضمانات نجاح أي حوار بين القوى الوطنية، تحت سلاح الميليشيات.
و تزداد معاناة المرأة قساوة في ظل انقطاع الخدمات العامة، مما يدعوهن للقيام بمهمات شاقة في ظل انشغال الرجال بالحرب وبالبحث عن فرص لإعالة أسرهن.
وتدير ملشيا الحوثي وصالح مايناهز السبعمائة سوق سوداء في العاصمة صنعاء فقط حيث يعيش سكانها في ظل ازمة مفتعلة للمشتقات النفطية بمافيها الغاز المنزلي والانقطاع تام للكهرباء فيما تتوفر في تلك الاسواق اسطوانات الغاز باضعاف سعرها , فتلجأ الكثير من النساء الى استخدام وسائل بدائية كنشارة الخشب أو الكرتون او الفحم لطهي الطعام.
ويلاحظ اختفاء دور منظمات المجتمع المدني المتخصصة في قضايا المرأة وهي بالعشرات والتي كانت تضج الساحة اليمنية بالبيانات والتنديدات والوقفات والاحتجاجات لقضايا جندرية وحقوقية, خصوصا وان المرأة اليمنية اليوم تتعرض لابشع انواع الانتهاكات, وتصمت تلك المنظمات بشكل مخجل ومخز دون ان تصدر حتى بيانا واحدا يدين اي انتهاك طال النساء وخصوصا الناشطات والاعلاميات ونساء المجتمع المدني الذي وصل الى 31 اعتداء حتى الان بحسب رصد شبكة اعلاميون من اجل مناصرة قضايا المرأة.
من جانب اخر اعيب شخصيا على اغفال الاعلام في تناوله لدور المرأة الايجابي في الحرب وخصوصا الناشطات في المجتمع في الاعمال الطوعية للاغاثة والمساعدات الانسانية والاغاثية للمدنيين والنازحين حيث لاحظت كثيرا ان غالبية المبادرات الشخصية والطوعية تتم من قبل نساء وناشطات وشباب, بالاضافة الى السعي لانشاء مبادرات وتشاورات لاحلال السلام بدلا عن الحرب.
رصد الاعلام لانتهاكات طالت ناشطات واعلاميات
طالت الاعلاميات والناشطات عدد من الانتهاكات الممنهجة من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية منذ سيطرتها على العاصمة :
- 26 يناير 2015 توعد مسلحي الحوثي بالإعتداء على النساء في المظاهرات التي تخرج ضد الإنقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة والمطالبة بخروج المسحلين الحوثيين من العاصمة صنعاءو المدن اليمنية, وقال الصحفي اسعد العماد مراسل بوابة اليمن الاخباريه ” ان حوثيين بزي عسكري توعدوهم بالضرب وعدم استثناء النساء من ذلك وقالوا “سوف نعتدي حتى على النساء ” السيد قال سقفنا مفتوح” .
- 31 يناير 2015 قتلت بلقيس الخولاني واصيب أربعة من أبناءها بينهم طفلة رضيعة عمرها ثمانية أشهر وزوجها، وذلك أثناء خروجها من منزل والدها بالقرب من إحدى نقاط اللجان الشعبية التابعة للحوثيين, ولعل هذه الجريمة كانت اولى جرائم اعتداء الحوثيين على النساء بشكل مباشر في العاصمة.
- وفي ذات اليوم قامت تلك الميليشيا الحوثية بتفريق مسيرة بجولة القادسية والاعتداء على المتظاهرين بالضرب وكان من ضمن المصابين الناشطة فريدة اليريمي وهويدا المذحجي والتي تم ضربها وجرها من شعرها في شارع مؤدي إلى ساحة التغيير أثناء مشاركتها في المسيرة ومن ثم اختطافها ورميها من سيارة جيب في الشارع مما ادى لاصابتها ودخولها المستشفى.
- تعرضت ايضا فتاتين للاعتداء اللفظي بسبب عدم ارتدائهن العباءة السوداء ونزع الحجاب عن اخرى في احدى الوقفات الاحتجاجية امام مقر الامم المتحدة بالعاصمة صنعاء.
- 24/2/2015 تم اختطاف الدكتورة اليمنية شيرين مكاوي والتي تعمل كمترجمة خاصة اثناء مرافقتها لمستشارة صندوق التنمية الاجتماعية الفرنسية ايزابيل دران, من قبل مجهولين وسط العاصمة التي يطبق الحوثيون السيطرة التامة على كل مداخلها ومخارجها في وضح النهار ونقلهن الى جهة غير معروفة خارج العاصمة وهذه الحادثة الاولى من نوعها لاختطاف امرأة يمنية بهذه الطريقة, وتم الافراج عنها بعد اسابيع عدة.
- 25 فبراير2015 قامت مليشات الحوثي بمحاصرة عدد من النساء المشاركات في مسيرة رافضة للانقلاب بالقرب من المؤسسة الاقتصادية العسكرية.
- 4 مارس 2015 تم الاعتداء على النساء في مسيرة رافضة للانقلاب بشارع الرباط من قبل مسلحين حوثيين يرتدون زي اجهزة الامن والشرطة.
- 14 مارس 2015 نائب وزير الثقافة هدى ابلان تعتكف في منزلها نتيجة للضغوطات والتهديدات التي تتعرض لها منذ فترة من قبل جماعة الحوثي المسلحة بسبب عدم رضوخها للاملاءات ورفضها للتعيينات من خارج الوزارة وخارج إطار النظام والقانون.
- 14 مارس 2015 تعرضت 7 نساء للضرب المباشر خلال المشاركة في مسيرة بجولة القادسية بينهن الناشطة فريدة اليريمي ونسرين الهويدي ومحاصرتهن في مقر التنظيم الناصري الذي لجأن اليه للاحتماء من تلك الاعتدءات.
- ا /ابريل 2015 ارسل الحوثيون طقمين مسلحين إلى منزل عضوة الحوار الوطني الناشطة نادية عبد الله بصنعاء في محاولة لاعتقالها الا أنها لم تكن حينها متواجدة في منزلها وجاءت محاولة اعتقالها بسبب مواقفها المناهضة للحوثيين وتحركاتهم في جنوب البلاد وقتل المدنيين.
- 23 / يونيو 2015 توفيت الناشطة الحقوقية عائشة الحيمي متأثرة بجراحها إثر إصابتها بطلق ناري في يناير من قبل مسلحين في نقطة تفتيش حوثية في شارع الدائري اخترقت الرصاصة جنبها لتخرج من الجنب الآخر.
- 29 يونيو 2015 هدد مسلحون حوثيون الناشطة الشبابية هند قطران بعد توجيه عدد من التهم الأخلاقية لها بسبب ملابسها وتوعدوها بالتصفية.
- 9/ اغسطس الماضي تم اختطاف ست نساء قياديات في التجمع اليمني للاصلاح اثناء اجتماعهن في مقر عملهن وهن «أمة السلام الحاج ,عائشة حربه, سميرة الشعور, وذكرى السنيدار، و”فاطمة حربة، ويسرى المقرمي وإيداعهن بسجن الجديري واطلاق سراحهن بعد ساعات بحضور اولياء امرهن.
- 12 اغسطس الماضي تم احتجاز القيادية في نقابة الصحافيين اليمنيين سعادة علاية، مع عدد من موظفي الشبكة اليمنية لحقوق الانسان بصنعاء اثناء اقتحام ميليشيات الحوثي لمقري المنظمتين.
- منعت سلطات الحوثيين الدكتورة شفيقة سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة وعضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري من السفر مرتين على التوالي في شهر اغسطس الماضي بعد تعميم اسمها في جميع المطارات .
- 1/ ديسمبر 2015 تم اختطاف احدى موظفات الصليب الاحمر وهي التونسية نوران حواس اثناء توجهها للعمل وتجري اللجنة الدولية اتصالاتها مع الحوثيين لاجل الافراج عنها كونهم المسئولين حاليا عنما يحدث من اختلالات امنية داخل العاصمة وغيرها من المناطق التي تقبع تحت سيطرتهم.
- 5 ديسمبر 2015 تم قتل الاذاعية جميل جميل في ظروف غامضة وقامت مليشيات الحوثي بفرض طوق حراسة على مستشفى الجمهوري بصنعاء التى تتواجد فيها جثة المذيعة وتمنع الاقتراب منها, وكشفت المصادر للاعلام ان المذيعة جميلة تعرضت قبل وفاتها بساعات لضغوطات ووتهديدات من قبل مليشيات الحوثي عندما ابلغتهم بانها ستعود الى عدن, ورفض الحوثيون طلب النقابة متابعة حيثيات وفاة المذيعة بقناة عدن جميلة جميل غانم, وعرضها على طبيب شرعي وتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة, التي مازالت غامضة حتى اللحظة رغم مرور مائة يوم على وفاتها.
- 2 يناير 2016 تم الاعتداء على عشرات النساء اللواتي تظاهرن، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ووقف إجراءات ملاحقة ومطاردة الناشطين بالضرب، ووجهوا إليهن شتائم مقذعة، كما اقتادوا بعضهن إلى أقسام الشرطة، وطالبوا البقية بفض التجمع والمغادرة.
- 31 يناير 2016 موظفة يمنية أقدمت على إحراق نقابها في ساحة رئاسة الوزراء التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، احتجاجاً منها على الإجراءات التعسفية للمليشيات واقدام المسؤولين الحوثيين على طردها من عملها وعدم صرف مستحقات زوجها.وتقوم تلك المليشيات باستقطاعات اجبارية على رواتب الموظفين لدعم نشاطاتها الحربية.
- 20 يناير 2015 تعرضت الناشطة سمر دحان الجرباني للاعتداء اثناء مرورها في شارع عام وسط العاصمة في وضح النهار، حيث قام شخصان يستقلان دراجه نارية بالاعتداء عليها بالضرب حتى اغمي عليها واخذ هاتفها عنوه ولاذا بالفرار قبل ان يتم القبض عليهما وإخلاء سبيلهما من قبل قسم الشرطة لانهما ينتميان لجماعة الحوثي, فيما نقلت الناشطة سمر التي تقوم بمتابعة ملف المختطفين بصنعاء الى المستشفى لاصابتها البالغة.
- 1 فبراير 2016 تعرضت الاعلامية بشرى الناشري اخت الرسام الكاريكاتوري نايف الناشري الذي برز في ثورة 2011 لطلقات نارية مباشرة من مجموعة من الحوثيين الذين استولوا على منزل اهلها بعد محاولتها مع والدتها العودة وأخذ حاجيات خاصة، من منزلهم الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ اكثر من شهر. ومنعت الميليشيا اسعافها مستشفى الثورة مبررين ذلك بان ” غرف العمليات مخصصة للقادمين من جبهات نهم ثم رفضوا اجراء العملية لها بحجة انها اخت العميل، وهو ما استفز والدتها التي كانت تبكي من القهر على ابنتها التي تنزف أمامها” وبعد وساطات أسعفت إلى مستشفى أهلي حيث أجريت لها عملية لاستخراج الرصاص ووقف النزيف, وتم اعتقال زوجها واخ اخر لها وخالها من اجل الضغط عليهم للتوقيع بانها اصيبت برصاص راجع, وقبل ايام قليلة يفصح اخوها عن بتر ساقها بعد اصابتها بالغرغرينا بسبب تأخر علاجها.
- 8 فبراير 2016 قتلت الطالبة مرام العريقي وهي تستقل سيارة اجرة لتذهب الى الجامعة مع رفيقتين.
- 11 فبراير 2016 قام المدعو عبدالله جبران أحد عناصر مليشيا الحوثي وصالح في جامعة صنعاء بإطلاق النار على الطالبة أسماء ابراهيم الصبري أمام كلية التربية وتم نقل الطالبة إلى المستشفى فيما لا تزال في العناية المركزة حتى هذه اللحظة.
- 13 فبراير 2016 تعرضت الناشطة الحقوقية والاعلامية المعروفة احلام عون لمحاولة اغتيال بسيارة مرسيدس مجهولة ﻻ تحمل ارقام بعد خروجها من مبنى هيئة الاستثمار في صنعاء, وكانت نقابة موظفي هيئة اﻻستثمار التي ترأسها احلام قد دعت الى اضراب نتيجة تعسفات وتهديدات يمارسها مندوب اللجان الحوثية في الهيئة كما انها تشغل منصب أمين سر التنظيم الوحدوي الناصري باﻻمانة.
وفي عدن :
- في 4 مايو استشهدت الدكتورة هيفاء محمد عمر زوقري وأصيب أبناؤها في قصف عشوائي للحوثيين وهي ناشطة في الحراك الجنوبي، ودكتورة علم نفس في كلية الآداب جامعة عدن.
- 18 أبريل 2015 استشهدت الدكتورة نيفين جميل قاسم محمد الطيب الأستاذة بكلية الحاسب الآلي بجامعة عدن برصاص قناصة مليشيات الحوثي وصالح المتمركزة على مدخل مديرية كريتر .
- في اواخر يونيو تم تفجير منزل الاعلامية ذكرى عراسي في عدن وهي التي قذفت رئيس وفد الحوثيين في جنيف حمزة الحوثي بالحذاء..
وفي تعز:
– محاصرة اربع نساء اثناء مشاركتهن في اعتصام بتعز رفضا للانقلاب .
– 23 مارس 2015 أصيبت الناشطة الحقوقية اشراق المقطري اثناء مشاركتها في المظاهرات امام مقر قوات الامن الخاصة رفضآ لتواجد الحوثيين,واصيبت بحالة اختناق نتيجة اطلاق الجنود القنابل المسيلة للدموع مما ادى الى دخولها بغيوبة نقلت على اثرها الى احد مشتشفيات المدينة.
– 22 يناير 2016 تواردت انباء قيام مجموعة من المنحرفين الحوثيين على اختطاف إمراءة من مدينة تعز على أنها سبية حرب. واختصم عليها فريقين من ذات الجماعة وتم نقلها الى ذمار ومايزال مصيرها غامضا حتى الان.
– 7 اكتوبر 2015نجت الزميلة ” انيسة العلواني ” مراسلة تلفزيون بلقيس في تعز من رصاص قناصة حوثي أطلق النار على سيارتها أثناء نزولها للتغطية الميدانية بمنطقة ثعبات بتعز فيما أصيب سائقها بطلق ناري.
– تناول الاعلام لقصص كثيرة موجعة ومؤلمة لنساء اصبن في منازلهن او اثناء خروجهن للبحث عن الماء والطعام لاطفالهن بالقنص والقصف العشوائي للحوثيين على مناطق متعددة واحياء سكنية مكتضة بالنساء والاطفال, حيث قتلت 169 امرأة والجرحى 438 جريحة.
صورة المرأة في الاعلام الموالي للمليشيا الحوثية :
يصنف الحوثيون الناشطات والنساء اللواتي يمارسن العمل الحقوقي والنشاط السياسي بالعهر والانسلاخ من الاسلام .
ويعمد الاعلام الموالي للحوثيين الى اظهار صورة المرأة الداعمة للحرب والمضحية باولادها ومالها ناسفين بذلك صورة المرأة اليمنية المحفورة في الاذهان منذ زمن الملكة بلقيس النازعة للسلم والتعايش , واصبحت اليوم تتعرض للتوقيف والتفتيش، وتعاني القتل والاختطاف في الشارع أو المنزل. كما لا يتورع الانقلابيون الحوثيون عن مداهمة البيوت واقتحامها وانتهاك حرماتها، بينما كان العرف القبلي يحافظ على كثير من حقوق المرأة التي لا يوفرها القانون اليمني، حتى وصموا بانهم مرتكبي العيب الاسود والمعروف قبليا ان كل اعتداء على المرأة، مهما كان السبب والمبرر، وتتم معاقبة كل من يقترف هذا الذنب بالمقاطعة التامة من كافة أفراد المجتمع.
اما بالنسبة للنساء المواليات للفكر الحوثي والمنضويات تحت نهجه فيصر الاعلام الحوثي على اظهارهن في صور تدعو للعنف ومواصلة الاقتتال والانتقام وتحمل السلاح وتتبرع بالذهب والمجوهرات لتمويل ودعم الحوثيين , او تزور مقابر قتلاهم وتؤكد على اصرار المواصلة في تأجيج هذه الحرب حتى النصر, بل ويستخدمن في مداهمة المنازل والاعتداء على النساء والرجال في المظاهرات وضربهم بالهراوات والاحجار وغيرها, وتشويش اي وقفة احتجاجية وفضها ان لزم الامر , كما يستخدمن في مواقع التواصل الاجتماعي من اجل التحريض وبث العنصرية والكراهية والدعوة للجهاد والقتال وشحذ حتى النساء من اجل الموت في سبيل مخططاتهم.
ووصل الامر الى ان يؤكد رئيس المكتب السياسي للجماعة صالح الصماد، في منشور على صفحته بموقع “فيس بوك” على ضرورة اشراك النساء في القتال بحجة إن الجماعة تعاني نقصاً حاداً وحالة من الارتباك في أغلب الجبهات، وأنه لا يمكن الصمود أكثر, واقترح أن تتم الاستعانة بالنساء في تعويض نقص المقاتلين.
ويعتبر الفكر الحوثي الأكثر تشدّدا ضمن سياق بيئة معادية لحقوق المرأة، وتنطلق ممارساته القمعية للمرأة من معتقد ديني عقائدي بعيدا عن العادات والتقاليد السائدة في البلاد, فالنهج الحوثي لايعترف بدور المرأة السياسي والنشاط الحقوقي البتة ولاتوجد في صفوف قياداته نخبة نسوية اطلاقا وهو يستعين حاليا في اي نشاط سياسي له محليا او دوليا بنساء مستأجرات من توجهات اخرى مختلفة لتحقيق مكاسب خاصة, وماتقوم به النساء حاليا في مكتبهم السياسي هو من باب تسهيل وتسيير العمل الدعوي والحشد بين اوساط النساء, ويستخدمن ايضا في الاعتداء على المتظاهرين نساء ورجال وفي مداهمة بعض البيوت مؤخرا.
حتى النساء التابعات للحركة الحوثية وقريبات القيادات الداخلية للحركة والمنضويات في جبهات القتال وفي المسيرات عادة مايتم تسميتهن باسماء حركية ام فلان او باسماء اولية دون القاب او بالقاب مناطقية وليست عائلية, وتمنع المرأة في كثير من ابسط حقوقها لعل ابرزها في عدم حتى اظهار وجهها في وسائلهم الاعلامية حتى وان استشهدت حد قولهم. وترتدي المرأة الحوثية نقابا اسودا يخفي كل معالمها ولايظهرمنها اي شيء وحتى عندما تقتل او تستشهد حد قولهم فانها تكون مجرد صورة رمزية دون وجه او ملامح تؤكد ان ليس للمرأة اي دور ريادي بينهم.
*ورقة عمل للكاتبة مقدمة ضمن هامش اعمال الدورة 31 لمجلس حقوق الانسان – جينف