قال المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن إن مستقبل اليمن خطير فيما يلوح شبه المجاعة في البلاد، داعيا المانحين إلى تقديم الدعم لتجنب الكوارث المحتملة.
وفي حوار مع موقع اخبار الامم المتحده قال جيمي ماكغولدريك إن هناك سبعة ملايين شخص “لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم القادمة”، حيث يدخل الصراع في اليمن عامه الثالث- بين القوات الحكومية المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين.
ماكغولدريك أشار إلى مؤتمر المانحين الذي سيعقد على المستوى الوزاري الشهر القادم في جنيف، قائلا إنه يحتاج إلى تحقيق نتائج عاجلة إذ إن النداء الذى تبلغ قيمته 2.1 مليار دولار أمريكي لم يـُمول سوى بنسبة 7 في المائة.
المزيد في الحوار التالي:
أخبار الأمم المتحدة: اندلع الصراع قبل عامين في اليمن، البلد الذي يعاني بالفعل من مشقة اقتصادية واجتماعية. عندما حاورت السيد ستيفن أوبراين خلال زيارته الأخيرة إلى اليمن، قال إن الوضع يزداد سوءا. كيف يمكنك أن تصفه الآن؟
جيمي ماكغولدريك: أنتِ على حق. ندخل السنة الثالثة من هذه المأساة الرهيبة في هذا البلد. ما يحدث هو أن قوة الشعب الشرائية تدهورت بسبب عدم الحصول على رواتب، وعدم وجود مصانع أو وظائف متاحة للناس. هناك العديد من القيود على الاستيراد، والقطاع المصرفي، والوضع الاقتصادي على آخر رمق. الناس يكافحون على كلا الجانبين ليتمكنوا من شراء الغذاء وإطعام أسرهم. لذلك لدينا 7 ملايين شخص في هذا البلد لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة، هذا جزء من مأساة واسعة النطاق. في الوقت نفسه، ينشب الصراع، وتشن عمليات عدائية في الساحل الغربي. كان آخرها على سبيل المثال في الشهرين الماضيين حيث نزح ما يقرب من 60 ألف شخص بسبب العملية العسكرية الجديدة على الساحل الغربي من قبل التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وغيرهم.”
أخبار الأمم المتحدة: سبعون في المئة من سكان اليمن بحاجة إلى المساعدة. رقم ضخم.. هل انتشرت المجاعة أم لا؟
جيمي ماكغولدريك: نحن في صدد إجراء “أي بي سي” أو “تصنيف متكامل للأمن الغذائي”، الأمن الغذائي يستمر في التدهور. هناك 17 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة عاجلة، 7 ملايين منهم في حاجة ماسة لأنهم لا يعرفون حقا من أين ستأتي الوجبة المقبلة لإطعام الأسرة. وقد حددنا أجزاء كثيرة من البلاد، من خلال هذا التصنيف، على أنها مناطق ضعيفة جدا. نحن الآن في طور محاولة الوصول إلى المستوى المجتمعي لنقيم الوضع. ما يحدث هو أن تدهور الأزمة المصرفية، والصراع، وانعدام القوة الشرائية، أدى إلى انزلاق المزيد والمزيد من الناس في صفوف الضعفاء. لا تقدم السلطات في صنعاء أية خدمات اجتماعية أو صحية وأي شيء. 50٪ من المستشفيات لم تعد موجودة. إذا، عندما يكون هناك انعدام أمن غذائي، وخمسون في المئة من المراكز الصحية لا تعمل، ومشكلة إمدادات المياه… فهذه هي المكونات المثالية لما نواجهه في هذا البلد. وإذا استمرت هذه الظروف، فإن خطر المجاعة سيرتفع جدا.”
أخبار الأمم المتحدة: تحدثت عن ال “أي بي سي” أو نظام تصنيف الأمن الغذائي المتكامل ، هل يمكن أن تشرح هذا الأمر للمستمعين؟
جيمي ماكغولدريك: “أي بي سي” هو نظام تصنيف الأمن الغذائي المتكامل، حيث نذهب إلى أجزاء من البلد ونجري تحقيقا بشأن توافر الغذاء، والحالة التغذوية، وتوافر الصحة، وسعر السلع.. ونضع فهما للوضع القائم وكيف يندرج في مختلف الفئات، التي تمتد من الفئة رقم واحد إلى الفئة رقم خمسة. الفئة رقم خمسة هي فئة المجاعة. أما الفئة رقم أربعة فهي حالة الطوارئ. في اليمن، هناك مناطق تندرج في المرحلة الرابعة وأخرى في المرحلة الثالثة، لذلك فإننا في وضع صعب للغاية .. بيئة هشة للغاية.
أخبار الأمم المتحدة: في 25 نيسان / أبريل، سيعقد مؤتمر للمانحين في جنيف لحشد الأموال لليمن. كيف تستعدون له، وما الذي تتوقعون منه؟
جيمي ماكغولدريك: سيترأس الأمين العام أول حدث دولي كبير له، وسيشارك في استضافته كل من الحكومتين السويسرية والسويدية اللتين ستعقدانه في 25 نيسان / أبريل في جنيف، على المستوى الوزاري.
والهدف هو جذب الانتباه الذي تشتد الحاجة إليه وإيجاد فهم أفضل من جانب الحكومات والجمهور حيال معاناة شعب اليمن التي دامت فترة طويلة جدا. تتنافس اليمن مع سوريا والعراق، ولا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه كواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية إنْ لم تكن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم. والشيء المؤسف هو أننا في فترة صعبة جدا، نحن في مرحلة حرجة من حيث جمع الأموال، إذْ لم نحصل سوى على 7٪ من النداء الذي تبلغ قيمته 2.1 مليار دولار. نحن بحاجة لتغطية جميع القطاعات وتوفير احتياجات 12 مليون نسمة يعانون في عوز فائق. لدينا الآن 7 في المائة، وإذا لم نتمكن من تغيير ذلك، فإن إمكانية حدوث المجاعة وغيرها من القضايا الإنسانية الخطيرة ستكون جزءا كبيرا من جدول أعمالنا في العام المقبل.”
أخبار الأمم المتحدة: ما هي رسالتك قبل المؤتمر إلى مجتمع المانحين؟
جيمي ماكغولدريك: رسالتي هي أنه يجب أن يأتوا إلى هنا ( المؤتمر) وهم مدركون أن خطة الاستجابة التي وضعناها سليمة جدا من الناحية المنهجية. فهي ترتكز على دلائل واضحة، وقد تم تحديد أولوياتها بالفعل. نحن بحاجة إلى المال يوميا، نحن لا نحتاج إلى تعهدات، وإلى وعود، وإلى الحديث عن إعادة الإعمار والانتعاش. نحن بحاجة إلى أن يكون هذا الحدث إنسانيا بحتا حيث يأتي الناس إليه لفهم حجم ونطاق الأزمة، إذ لا تستطيع الكلمات والأرقام أن تصف المعاناة والألم والظلم الذي يواجهه شعب هذا البلد. عليهم أن يأتوا طوعا إلى هذا المؤتمر وأن يكونوا على استعداد للمساعدة في إنقاذ اليمن.