يعد الكعب العالي رمزآ للأنوثة والأناقة رغم متاعب إرتداؤه ومشاكل العظام والتشوه الذي يتسبب به، لكن أحد أسرار الكعب أنه يعود للرجال في الأصل، هم أول من استخدموه للدلالة على المكانة الإجتماعية.
يعود أول ظهور للكعب العالي إلى عهد الإغريق حوالي العام 3500 قبل الميلاد، كما وُجدت رسومات مصرية قديمة على جدران القبور الفرعونية تُظهر أنه كان شائعاً خلال تلك الفترة.
إلا أن الظهور الفعلي للكعب العالي، بصورة قريبة إلى ما نعرفه به اليوم، كان في العام 1533 عندما ارتدته كاترين دو ميديسيس في حفل زفافها على الملك هنري الثاني، حيث تم تصنيعه خصيصاً لها في مدينة فلورنسا الإيطالية.
ولكن قبل أن يتحول الكعب العالي إلى أكسسوار أنثوي بامتياز، كان الجنود يستعينون به للحفاظ على ثباتهم أثناء امتطاء الخيل في آسيا.
وفي نهاية القرن السادس عشر انتقلت هذه الموضة إلى أوروبا عبر بعثة دبلوماسية فارسية.
عتُبر الملك الفرنسي لويس الرابع عشر أكبر جامع للأحذية ذات الكعوب العالية التي كان يلجأ إليها نظراً لقصر قامته. حتى إنه أصدر مرسوماً في العام 1670 يقضي بعدم السماح بارتداء الأحذية الحمراء ذات الكعوب العالية إلا لأعضاء بلاطه.
كان ملك إنجلترا تشارلز الثاني من هواة هذه الكعوب رغم طول قامته. وسرعان ما انتقلت في تلك الفترة موضة الكعوب العالية إلى النساء من الطبقة الأرستقراطية كمحاولة لتقليد الرجال. وهكذا أصبح الكعب العالي أكسسواراً تعتمده النساء من الطبقات العليا والمتوسطة في القرن السابع عشر.
وقد راج الكعب العالي في سبعينيات القرن الماضي واعتمده الرجال والنساء على السواء، وكان “كعب المطرقة” الأكثر شهرة حينها، أما “الكعب الإبري” المعروف بالـStiletto فظهر في العام 1950 في إيطاليا، ثم قام بتطويره المصمم الفرنسي شارل جوردان ليغزو القارة الأمريكية في الفترة نفسها.
وإذا كان إقبال السيدات على الكعب العالي قد تراجع في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إلا أنه عاد للواجهة مرة أخرى في مطلع الألفية الثانية ليرتفع إلى أكثر من 12 سنتيمتراً.