صنعاء (أ ف ب) – دخلت الحملة السعودية على راس تحالف عسكري في اليمن الاحد عامها الثالث في وقت لا يزال المتمردون الحوثيون يسيطرون على صنعاء ومناطق اخرى في البلد الفقير، مؤكدين قدرتهم على “الصمود” مع استمرار المعارك وتوقف العملية السياسية.
وبعد سنتين من اولى الضربات في 26 اذار/مارس 2015، نظم المتمردون وحلفاؤهم من انصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح تظاهرة حاشدة في العاصمة شارك فيها مئات الالاف، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وتجمع الحشد الكبير في ساحة السبعين، ورفع المشاركون الذين اتى بعضهم من مناطق اخرى خاضعة لسيطرة المتمردين، اعلام اليمن، ورددوا هتافات مناوئة للسعودية الجارة مؤكدين على “الصمود حتى النهاية” مع استمرار الحملة العسكرية.
وكان صالح قال عشية التظاهرة في خطاب نشرته “سبأنت” ان “اليمنيين الأحرار سيظلون متمسكين بخيار التصدي والمواجهة والمقاومة طالما ظل تحالف العدوان بقيادة السعودية مستمرا في غيّه وغطرسته وفي عدوانه على بلادنا وتمسّكه بخيار الحرب”.
واكد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد المتمردين “ما دام عدوانكم مستمر فان صمودنا مستمر”، مضيفا “كان العدو يعيش الوهم ويقول سيحسم المعركة في هذا الشهر وفي هذا الاسبوع، ثم وجد نفسه غارقا في الوحل والوهم”.
في مقابل ذلك، اتهم تقرير صحافي نشرته وكالة الانباء “سبأنت” الموازية التابعة لحكومة هادي المتمردين الحوثيين بتنفيذ مشروع ايراني يهدف الى “ضرب استقرار” دول الخليج والمنطقة العربية وتحويل اليمن الى “ساحة ومنصة تستطيع ايران من خلالها اطلاق تهديداتها وابتزازها بشكل وقح للاقليم والعالم”.
– “جريمة حرب” –
بين 2004 و2010 ، خاص المتمردون الحوثيون ست حروب مع صنعاء خصوصا في معقلهم الجبلي في صعدة، كما خاضوا حربا مع السعودية بين 2009 ومطلع 2010 في اعقاب توغلهم في اراضي المملكة.
وفي تموز/يوليو 2014، شنوا هجوما كاسحا سيطروا خلاله على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال اليمن، ثم سيطروا على صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر، مستفيدين من عدم مقاومة الجيش لهم ومن تحالف ضمني لكتائب فيه لا تزال موالية لصالح.
وتقدم الحوثيون الى الغرب والشرق والوسط قبل ان يواصلوا الزحف جنوبا حيث سيطروا في اذار/مارس 2015 على اجزاء من مدينة عدن، ثاني كبرى مدن البلاد، ما دفع بالرئيس هادي للانتقال الى الرياض.
وفي 26 اذار/مارس من العام ذاته، بدأت السعودية على راس التحالف العربي بشن ضربات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم، ووفرت لقوات هادي دعما ميدانيا مباشرا، ما اتاح لها استعادة محافظات جنوبية، بينها عدن. الان ان المتمردين حافظوا على سيطرتهم على العاصمة والشمال اليمني.
ومنذ استعادة القوات الحكومية للمحافظات الجنوبية الخمس في 2015، لم تحقق هذه القوات اي اختراق عسكري كبير، باستثناء سيطرتها بداية العام الحالي على مناطق عند ساحل البحر الاحمر في غرب اليمن وتقدمها نحو ميناء الحديدة الرئيسي اثر معارك قتل فيها مئات من الطرفين.
ووسط فوضى العنف والسياسة، تقول الامم المتحدة ان المدنيين هم اكثر من يدفع ثمن استمرار النزاع. فبالاضافة الى خطر المجاعة، وعمليات القتل ونزوح مئات الالاف عن منازلهم، توقفت نحو 1640 مدرسة عن التعليم حارمة 1,84 مليون طفل من الدراسة لينضموا الى نحو 1,6 مليون طفل اخر لا يرتادون المدرسة منذ فترة ما قبل النزاع.
وفي 16 اذار/مارس الحالي، طال النزاع اللاجئين الصوماليين ايضا حيث قتل 42 منهم في هجوم على قارب قبالة اليمن. وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الاحد ان “ما يبدو أنه هجوم للتحالف قد يرقى إلى جريمة حرب”.