أكد أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء، السبت 11 مارس، أن الرواتب ليست للإستخدام السياسي وليست للكسب وحشد الأنصار والتأييد، ولا يجوز ولا يحق لأحد منا أن يتاجر بقوت الناس، وليس هناك حكومة في بلد ما في هذا العالم تستطيع دفع رواتب كل الموظفين ونصف موارد البلاد بيد خصومها “.
وقال رئيس الوزراء في مقال له اليوم ” التزمنا سنة ونصف بسياسة اقتصادية ومالية تقضي بتوصيل إرسال كل الإيرادات إلى البنك المركزي عندما كان تحت سيطرتكم، حتى استكملتم نهبه، ونهب احتياطياته من النقد الأجنبي.. ثم امتنعتم عن دفع الرواتب للمناطق التي تقع تحت سيطرة الشرعية، ومن ثم رواتب من تجنون الضرائب والجمارك والإتاوات وفائض النشاط بإسمهم، ممن يقعون تحت سيطرتكم “.
وخاطب الإنقلابين قائلا ” أكملتم عبثكم عندما ظهر عجزكم عن دفع مخصصات الطلبة، وأوقفتم موازنات المستشفيات، ومرافق الكهرباء والمياه وتوقفتم عن دفع التزامات الدولة الخارجية، تدفعون البلاد دفعاً لكارثة لا تبقي ولن تذر وها نحن نقوم بدفع ما أمكننا من المرتبات، والالتزامات إعتماداً على القليل من موارد الدولة، مع علمنا وعلم الشعب اليمني أنكم تعبثون بموارده، وبمئات المليارات “.
وأضاف :” دعونا نتجرد قليلاً ونعود إلى المنطق والعقل، على الأقل في هذا الشأن الهام، فنحيّد الموارد كلها، ونغلب مصلحة الشعب على كل مصلحة، وذلك كخطوة أولى، نحمي بها الناس من التجاذبات والبيع والشراء بآلامهم وأوجاعهم. من سيأخذ موارد البلاد كلها عليه أن يتحمل مرتبات الموظفين كلهم، وأن يضمن بقاء الخدمات.. المرتبات مصدر قوت الناس، وقد جربناكم وفشلتم، وأفقرتم البلاد وأفرغتم خزينتها. وكانت مليئة بالأموال” .
وأردف الدكتور بن دغر قائلا :” أعيدوا لخزينة الدولة 581 مليار كنتم قد حصّلتموها في العام الماضي فقط، غير ما فرضتموه خفية على شركات الاتصالات وبعض المؤسسات التجارية الكبرى التي خافت بطشكم. هذا الرقم وحده يكفي لدفع المرتبات لتسعة أشهر كاملة. الجميع يعرفون أنكم لا “تبالون” ولكن لكل شئ حد لا يمكن تجاوزه وقد تجاوزتم المعقول واللامعقول.. ألم يعترف أحدكم بأنكم قد قمتم بتحصيل 400 مليار ريال.. وللأسف لم يقل كل الحقيقة للناس”.
وقال ” أرسلنا المرتبات للتربية والتعليم والزراعة والجهاز المركزي للمحاسبة في صنعاء والتربية في تعز واتخذنا كافة الإجراءات لصرف المرتبات في بقية المحافظات التي تسيطرون أنتم على مواردها، وأرزاقها، ليس في ذلك منه على أحد، وسنواصل ذلك واجباً علينا ورسالة وفاء لشعبنا الذي لن يمنحكم فرصة أكبر لتنهبوا حقوقه، تقاتلونه بها، وتدمرون كيانه، تدفعكم فقط شهوة السلطة، وهي متاحة لكم لو قبلتم فقط بمخرجات الحوار الوطني حكماً بيننا وبينكم”.
وأضاف :” لا يمكن أن نضمن جميعاً استمرار صرف المرتبات دون التزام صارم بتوحيد جمع الإيرادات في محفظة واحدة هي محفظة البنك المركزي ومركزه عدن اليوم، كما كانت صنعاء مركزه بالأمس، وكانت جميع الإيرادات تذهب إليه، لا تتاجروا بهذه القضية، لا تنهبوا لتحاربوا بها، هذه أموال الشعب وخطراً على المجتمع ، فهذا إجراء مدمر لمالية البلاد واقتصادها، ينبغي أن يخضع مركز البنك وفروعه في المحافظات، ومنابع ومصادر الإيرادات كلها لسلطة واحدة وهي سلطة الشرعية التي جعلتموها هدفاً لمطامعكم “.
وأكد ان طريق الخلاص الدائم هو السلام وقال:” أما طريق الخلاص الدائم فهو السلام وعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي، والسلام الأقرب والأسرع والضامن لوحدة بلدنا، واستقرارها، إنما يكمن في العودة إلى مرجعياتها الوطنية، وما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وما نصت علية مخرجات الحوار الوطني، وما التزمتم به من قرارات دولية، وأولها القرار رقم 2216.
واختتم رئيس الوزراء مقاله بالقول ” لا تتعللوا بالتحالف العربي، فهم لم يأتوا إلا بعد أن تماديتم في غيكم، واعتديتم على الشرعية، وقتلتم ونهبتم في طريقكم إلى صنعاء وإلى عدن دون شفقة أو رحمة، وبعد أن كشف حلفاؤكم الإقليميون عن نوايا سيئة للنيل من أمننا القومي، يدفعونكم دفعاً لتنفيذها، لقد فرضتم على اليمنيين، وعلى العرب جميعاً حرباً تخوضونها أنتم لصالح أعداء الأمة، ونخوضها نحن للضرورة، دفاعاً عن قيمنا ومكاسبنا الوطنية ..عودوا إلى رشدكم إن بقي فيكم راشد، واقبلو سلام المرجعيات، سلام الشجعان وستتوقف الحرب فوراً، هذا هو طريق السلام. وليس في الأفق طريق آخر. بالسلام سنكسب جميعاً، سنكسب وطننا، وسنكسب حياتنا، ومستقبلنا والله أن دم يمني واحد أغلى من كل سلطة وأثمن من كل مال “.