* عبدالباسط القاعدي:
التذاكي الذي يمارسه البعض من خلال استهداف أطراف في الشرعية وإظهار الحرص على أطراف أخرى لا يقل خطورة عن ما يقوم به الانقلابيون كونه ينبني على فكفكة الشرعية من الداخل وهو الفعل الذي عجز عنه الانقلاب.
تعمل غرف ومطابخ الإنقلابيين على هذا النوع من العمل وتمول أطرافاً قد تبدو من الوهلة الأولى خصوماً لها لكنها تخدمها من خلال تبني خطاب المساواة بين الإنقلابيين وبين أطراف داخل الشرعية.
تماسك وترابط الشرعية بكافة مكوناتها شرط النصر وأي استهداف للشرعية هو استهداف لحاضر ومستقبل اليمن، وهو عبث أكثر خطورة من ممارسة الإنقلابيين كونه يتدثر بغطاء الشرعية ويمارس النخر من الداخل.
إن استهداف أي طرف في السلطة الشرعية الممثلة برئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الحكومة وكافة أعضائها ومؤسسات الدولة هو استهداف للشرعية ذاتها.. ولذا فإن استهداف أي طرف في الشرعية هو استهداف لبقية الأطراف، فاستهداف الرئيس على سبيل المثال هو بمثابة استهداف لنائبه ولبقية أطراف الحكومة والعكس صحيح حتى وإن حاول المستهدف ارتداء ثوب الناصح أو أي لبوس آخر.
وبالتأكيد فممارسة النقد البناء أمر مطلوب ومرحب به وهو مختلف عن الضرب من تحت الحزام الذي يقوم به البعض ممن يحسب نفسه زوراً وبهتاناً على الشرعية ثم يعمل بكل جهد على ضرب علاقتها ببعضها البعض ويروج الأكاذيب وينشر ما تنتجه المطابخ القذرة من شائعات.
والإشكالية أن هذه الأطراف التي توجه سهامها نحو الشرعية لا تلتفت للإنقلابيين ولا تثيرها جرائمهم بحق اليمنيين إلا في حالة واحدة فقط وهي حين تقارن بين سلوك هذا الطرف أو ذاك من الشرعية مع سلوك تحالف المليشيات الانقلابية.
إن الشراكة والتعاون القائم بين الشرعية بكل أطرافها وبين التحالف العربي أمر لا يقبل التشكيك أيضاً، وأي استهداف لهذا الأمر يعد بمثابة الإخلال بأمن اليمن والمنطقة ويصب في خدمة المشروع الإنقلابي ومموله ايران.
ويمكن القول إن الإنقلاب مكون من شقين، الشق الأول هو الوجه الظاهر في صنعاء والمكون من تحالف قوى الشر (الحوثي- صالح)، وهناك وجه خفي للإنقلاب وهو الذي يخدم بممارساته الشق الظاهر.. ومن خلال البحث والتمحيص سنجد أن هذين الشقين يتغذيان من حبل سري واحد.
وفي هذا السياق فإن الحراك الجنوبي السلمي الوطني جزء من مكونات الشرعية، وصوته مسموع ومرحب به، وهو شريك في مناهضة الانقلاب وصناعة مستقبل اليمن، أما الأصوات المتطرفة في الجنوب وفي الشمال التي تدعي مناهضتها للمشروع الإنقلابي لكنها تعمل على استهداف الشرعية أو بعض مكوناتها بحدية أعلى من استهداف الإنقلاب أو مساوية له فهي أصوات تخدم الإنقلاب وإن ادعت غير ذلك.
في المراحل المفصلية من تاريخ الأمم والشعوب يتم التغاضي والسكوت وتجاوز بعض العثرات من أجل المصلحة الأشمل، أما التفرغ لتتبع العثرات وتضخيمها فلا يفهم سوى في سياق العمل التخريبي.
* وكيل وزارة الاعلام للشئون الفنية والإدارية