في خبر شكل صدمة لدى عدد من المراقبين أعلنت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في تقرير متلفز لها عن مقتل نحو ألف من مقاتليها من أبناء محافظة إب في عدد من جبهات القتال منذ اندلاع حربها على اليمنيين.
وشكل ذلك أول اعتراف رسمي من المليشيات عن حجم خسائرها البشرية في المحافظة الخاضعة تحت سلطاتها.
إلى ذلك كشفت مصادر طبية في محافظة ذمار لصحيفة “عكاظ” السعودية،عن مقتل نحو(3500) مسلح حوثي من أبناء المحافظة من بينهم قيادات عليا في ذات الفترة.
ورصدت بعض التقارير الإعلامية التي تم تسريب بياناتها عن طريق مصادر خاصة داخل جماعة الحوثي الانقلابية مقتل نحو (580)مسلح حوثي خلال شهر يناير كانون الثاني الفائت في عدد من جبهات القتال المختلفة.
على ذات الصعيد قُتل الرجل الثالث في مليشيا الحوثي والرجل الأمني الأول للجماعة(طه المداني)،منذ أكثر من عام،ولم يعرف أحد من أنصار الجماعة بمصيره كل تلك الفترة حتى كُشف عن الخبر مطلع الشهر الجاري عبر تسريبات،وذلك في تغييب واضح وممنهج من الجماعة حول مصير قياداتها حرصاً منها على عدم تعرض جبهاتها المنكسرة للانكسار اكثر، الأمر الذي دفع بالجماعة إلى محاولة طي هذه الفضيحة بفرض نوع من الهيلمان والبهرج والاحتفاء الزائف بمقتله.
في ذات السياق يُقتل العشرات من المسلحين الحوثيين في الجبهات ولا أحد يكترث لجثثهم أو حتى البحث عنهم والتعرف على مصيرهم في نكران صارخ لصنائعهم وتضحياتهم التي يقدمونها لمشروع الانقلاب المتهاوي.
ولم يعزي زعيم الحركة الحوثية يوماً ما أسرة فقيد من قتلاهم قتل في الجبهة، كما أنه استكثر على نفسه أن يذكرهم ذات مرة في خطاب من خطاباته الطويلة المملة.
على سياج الحدود يُقتل المئات ممن زج بهم الحوثي في معركته الخاسرة، من أجل تصوير دقيقتين لتقرير ميداني تعرضه قناة المسيرة، يُخادعون به أنصارهم بأنهم باتوا في الأراضي السعودية وعلى مقربة من دخول الرياض كما يتوهمون، فيستقطبوا بذلك مغررين جدد يلحقوا بمن سبقهم إلى حتفهم .
بعد خطاب الحوثي الأخير غامرت مجموعات بالتسلل إلى موقع عسكري محاولةً إضرام النار في إحدى عربات الجيش السعودي، عبر سلاح “الولاعة”!!! فلقي العشرات منهم مصرعهم من دون تحقيق بغيتهم وهواجس قائدهم المختبئ.
ويحتفي الحوثيون بقتلاهم في مناسبة أطلقوا عليها “أسبوع الشهيد”،وفي هذه المناسبة تستنفر فيها الجماعة كل مقدراتها ليس لتخليد القتلى وإنما لاستدرار الدعم المالي من المواطنين تحت إكراه السلاح، أو لاستجلاب مقاتلين جدد عبر التضليل على كثير من المغفلين او إجبار كثير من البسطاء المغلوبين وبمؤازرة من قيادات المخلوع ومشائخ حزبه الذين طوعوا القبائل والحزب لخزينة الحرب .
وتتناثر جثث قتلى الحوثي على الأرصفة وبين الشعاب والوديان، في جبهات كثيرة، ليتدخل الصليب الأحمر لدفنها في مقابر جماعية من دون تدوين هوياتهم التي عادة ما تكون مجهولة وغير واضحة الملامح بعد تعرضها للتحلل نتيجة طول المدة.
لا يكترث الحوثي لمن يموت في جماعته وإن حاول إبراز ذلك في لوحات دعائية ينشرها في الشوارع وعلى الحيطان وفي معارض الصور ،فذلك من أجل استدرار المال والتغرير على العامة واستذكار المظلومية الكاذبة التي طالما روج لها.
فثلاجات المستشفيات الحكومية تمتلئ بالقتلى والمقابر كل يوم في ازدياد، وفي الأيام الأخيرة استخدمت المليشيات ثلاجات الفاكهة واللحوم لتكديس قتلاها التي تزايدت أعدادها مع تعدد جبهات القتال.
وعلى طريقة التفضيل يقتل ابن القبيلي والمواطن الغلبان فيرمى للوحوش والكلاب والطيور، فيما تزف جثث القتلى من الأسر الهاشمية في مواكب تشييع خضراء، وتبنى لهم المقابر وتزين وتصبح فيما بعد ذلك مزاراً،في فرزٍ طبقي ٍ مقيت عملت الجماعة الانقلابية على تكريسه بكل ما أوتيت من قوة .
ويُقتل المقاتل الحوثي فيرمى على الأرصفة أو يُدفن بلا ذاكرة ولا تخليد،حتى إذا ما احتاجوا لمقاتلين جدد أقاموا المعارض لعرض ضحايا حربهم الخاسرة وألزموا أسرهم على دفع مقاتلين جدد للأخذ بثأرهم بعد أن يوعزوا في صدورهم حمية الانتقام وغريزة الثأر.
جرائم الحوثي لا تتوقف عند القتل والإختطاف والتفجير والنهب والانقلاب ،فهذا نهج ومسيرة، فبالإضافة إلى ذلك ترتكب المليشيا الانقلابية جرائم بحق أنصارها بدءاً من استقطابهم إلى معاركها الخاسرة حتى مصرعهم في الجبهات،ومنذ انحيازهم للانقلابيين بوعي وبدون وعي وحتى مقتلهم،تطوى صفحات تأريخهم،ويرحلون كضحايا بلا ذاكرة