في مناطق من المغرب مثل المنطقة الشرقية يستعملون كلمة “دروك” وهو قد يحيل إلى درك وأدرك .
وهي ملاحظة استفدت منها في اشارة على شرح كلمة ( دابا ) التي نشرنا عنها في الحلقة السابقة لهذه ،من الصديق الباحث د. مختار بنعبداللاوي.
وتلك كلمة لها ما يشبهها لدينا،
ففي مناطق الشرق المغربي ،أو الغرب الجزائري تجد مفردات متطابقة مع مفردات كثيرة بدول المشرق واليمن بالذات ،وهو تعزيز لقاسم مشترك ممتد ومستمر .
واعود إلى( دروك) وهي في مناطق عدة بالمغرب تعني الآن مثل ( دابا) ، وحتى لا يدركنا الوقت اقول ان للكلمة ما يشبهها في قرانا اليمنية أيضا! .
وأدرك في اللغة
دَرَّكَ، يُدَرِّكُ، مصدر تَدْرِيكٌ،
دَرَّكَ المطرُ وغيرُه: تتابع كأَنه يُدْرِكُ بعضُه بعضًا.
ونقول تدارك الشيء اي لحقه
ومن هنا ارتبط اسم ( الدرك ) ، بجزء من قوات حفظ الأمن في دول عديدة.
فكلمة الدرك تطلق على قوات الأمن، وبخلاف الانطباع الشائع فالكلمة عربية الأصل وبحسب المعجم الوسيط معناها : “تدارك الخطأ بالصواب والذنب بالتوبة” ، ” والدرٌك : هو اللحاق ” !
وفي الحديث يقال : “مشيت حتى أدركته” و “عشت حتى أدركت زمانه” ويقال: “دركت الفرس الطريدة ” أي اللحاق .
وقد وردت كلمة الدرك في معجم لسان العرب بالقول : “ادرك الشيء أي بلغه” ووفق معجم المنجد وردت كلمة الدرك بأنها:
” قوة عسكرية يعهد إليها بحفظ الأمن والنظام ، والواحد منهم دركي”
” ، وفي معجم الصحاح في اللغة يقال :”تدارك القوم أي تلاحقوا ولحق أخرهم بأولهم”.
وفي اليمن نقول إدرك فلان اي الحق به ، ونقول دَركٌته اي لحقته لحقت به ، او وصلت اليه في الوقت المناسب ،وهي الأقرب لمعنى (دروك )في بعض مناطق المغرب العربي الكبير.
وعموما جاءت كلمة درك لجزء من قوات الشرطة من هذا المعنى، وهو مفردة أصيلة كما اسلفت تعني حسب التعريف القانوني :
( قوة عسكرية نظامية مكلفة للقيام بمهام متعددة (إدارية، قضائية، عسكرية) هذا النوع يختلف عن باقي القوات المسلحة لارتباطها بالمواطنين في إطار قيامها ببعض واجبات الشرطة. )
هذا هو التعريف للدرك وتستخدم هذا الاسم في بلدان عده مثل المغرب والجزائر والأردن ولبنان ، وفي بلدان أخرى هي الأمن المركزي !!
وفي مناطق عديدة في المغرب يقولون(فلان عليه الدّْرْكْ) ، بمعنى عليه الضغط او كل الشغل والتعب عليه او نقول عطاها الدرك يعني مركز عليها .
وفي اليمن أيضا اذا جاء إليك أمر قهري من السلطات يلزمك بالحضور الفوري إلى الدولة والمتابعة القانونية، نقول
الدرك عليك.
ولكن مالنا نحن والشرطة الآن ولنبقى في ملاحقة اللغة (وإدراك) معانيها.
واعود إلى اليمن واذكر بالكلمة التي ربما لم تعد تلفت نظرنا ، وهي( دروك ) المغاربية والقريبة من استخدامنا ،ونقول لمن نريد اللحاق به فورا والآن، درٌك بسرعه، او درٌك فيسع !! وتعني أدرك الأمور بسرعة والحق بها.
وهي بالمغربي أيضا فيسع دابا.
وادركنا الوقت وإلى خاطر جديد حول المشترك الجميل