هذه خواطر متناثرة عن المشترك الجميل بين المغرب واليمن، وبين اقطار شتى ، وتأتي مفردات اللهجة الدارجة في مقدمة كل حديث عن مشتركنا الثقافي والتاريخي
وحيث ذكرنا اللهجة واللغة المتداولة، فلا يمكن ألا تكون مفردة كلمة (هدرة ) هي المفتتح.
فتعال نهدر أي تعال نتحدث.
هضر أو هدر: ومعناها عند المغاربة تكلمّ، والهدرة: الكلام.
والبعض يكتبها ( هضرة) ، هي عن كل الكلام الذي نهدر فيه أو نتحدثه، وفي اليمن وخاصة مدن مثل عدن وتعز ما تزال الناس تقول ( هدرة )، خاصة عن الكلام الذي لا قيمة له. فيقولون عن الذي حديثه لا معنى له : أن ( هدرته خايبة).
وتلك عبارة مغربية أصيلة وكأنك في قلب عدن أو ريف تعز .
وحسب ما ذكره الباحثين وحسب قواميس اللغة فكلمة هدرة (( أصلها في لسان العرب هذر والهذر في لسان العرب الكلام الذي لا يعبأ به.
فأخرج المغاربة الهذر من المعنى الخاص الذي هو الكلام الذي لا يعبأ به، إلى المعنى العام الذي هو الكلام.))
__
واخا واخا
_
في كل لقاء بالمغرب ستجد كلمة تتردد في كل وقت وحين، وهي ( واخى) أو تكتب واخا، حسب النطق الدارج .
وهي مفتاح أساسي في اللهجة المغاربية وله وقع جميل.
وتأتي كمعظم مفردات اللهجة الدارجة في عموم اقطار المغرب العربي من القاموس العربي.
وفي كل بحث عن مفرده نجد أنها مفردة قاموسية، وإن بدت غريبة على إذن المتلقي من غير أبناء المغرب فذلك بسبب عدم استعمالها في الدول الأخرى لا لخطأ بالكلمات.
وبالنسبة للكلمة الشهيرة( واخى )
فهي من العربية الصميمة فحسب القاموس المحيط
(تَوَخَّى رِضاهُ: تَحَرَّاهُ )
الوَخْيُ: القَصْدُ، والطَّرِيقُ المُعْتَمَدُ، والقاصِدُ
وَوَخَّاهُ للأمْرِ تَوْخِيَةً: وجَّهَهُ له.
واستعمال الكلمة في المغرب العربي شبيه تمامًا بكلمة «حاضر» في العامية المصرية، أو كلمة ( طيب باليمني )، وبقية دول المشرق وهي موافقة أو مسايرة.
ولوخّى استعمال آخر هو : وخّى التي تستعمل في التوعّد: وخّى عليك.. (حتّى ترجع وتشوف )
وهو وعيد في حالة نطقها بتشديد معين، ومثل ذلك نطقنا لكلمة حاضر وطيب التي لها نفس الاستخدام الآخر ، فنحن نقول لشخص من باب الموافقة الأولية وتطييب الخاطر ( حاضر ) أو ( طيب) ، وأحيانا تقال حسب الموقف كنوع من الوعيد
( حاااااضر) أو ( طيييب) ، ومثلها كلمة( واخى) واخا سيدي واخا.
وأضيف.. في المعجم العربي: {وَخى الأمر: قصده.. وَخّى الأمر: تطلّبه دون سِواه.. توخيت الشيء إذا قصدت إليه وتعمدت فعله وتـحرّيت فيه}.. إذا قلتُ وخّى فهذا يعني أنني وافقت على فعل ما طلب منّي وبأنني سأتوخّاه
إضافة لما ذكرناه فحين يقول أحدهم (واخا/وخى/وخاه) جوابا عن سؤال الغير فكأنه أرضاه ،
وفي المثل المغربي الشعبي
واخا ما تفي بالغرض ،ما تخسًر الخاطر ، وتعني نوع من المراضاة، لا هو التزام بالتنفيذ ولا تكسر خاطر المتحدث إليك اذا له طلب .
وإلى خاطر جديد حول المشترك الجميل