استغلت الميليشيات الحوثية فقر بعض النساء، الناجم عن الظروف الأمنية المتردية في البلاد، لتجنيدهن في صفوفها وإقحامهن في معارك خاسرة، في وقت لم يعتد المجتمع اليمني المعروف بصونه كرامة المرأة والحفاظ على مكانتها، على توريطها في المعارك الدموية.
قامت الميليشيات الانقلابية، باستغلال المتسولات والنساء اللاتي يعانين ظروفا اجتماعية ومعيشية صعبة، بأدلجتهن وترويضهن لما يطمحون إلى تحقيقه، من خلال تعليمهن بعض الأساسيات كـ”الصرخة”، ورفع الشعارات المؤيدة للحوثي، واقناعهن بالانضمام إلى المعسكرات التدريبية.
تهريب المعلومة
أكدت الإعلامية والناشطة الحقوقية بشرى العامري، أن الحوثيين استخدموا النسوة من غير ذويهن، إضافة إلى النساء البسيطات، واللاتي يسهل على الميليشيات ترويضهن، فضلا عن العميلات اللاتي جُنّدن للقتال مقابل مبالغ مالية، مبينة أن هدف الحوثي هو ضرب النساء بالنساء من أجل نسف العلاقات الاجتماعية، وكسب بعض الشرعية التي تبرز فئة النساء على أنها داعمة للميليشيات الانقلابية.
وأشارت العامري إلى أن هدف الميليشيات يرقى إلى الاستفادة من النساء كعناصر استخباراتية تمرر لهم المعلومات الضرورية عبر الاندساس في البيوت أو المقرات التابعة للشرعية، فضلا عن سرقة مجوهرات النساء اللاتي تُقتحم بيوتهن عنوة.
أسباب التحويث
أرجعت العامري عملية الانضمام إلى حركة الحوثي من النساء إلى عدة أسباب، منها وجود عدة منتميات سابقا إلى حزب المؤتمر التابع للمخلوع علي صالح، واللاتي تمت عملية إدماجهن في الحركة كتحصيل حاصل، بعد التحالف الذي عقده المخلوع مع الحركة، كما أن انتماء النساء للحزب يرجع إلى سبب البحث عن وظائف أو مناصب معينة.
وأضافت العامري “أن السبب الآخر الذي يدفع النساء للتحوث، هي الإغراءات المالية، فيما تحتضن الحركة الحوثية عددا من العلمانيات، واللاتي ما يزال أمرهن مستغربا، وكيف انتمين إلى حركة دينية بحتة تمارس القمع على النساء، وتحتقرهن بأبشع صور الذل والمهانة”.
كما أرجعت التناكف بين الأحزاب ومحاولة كسر صعود أحدها على الآخر، ضمن الأسباب التي دفعت بالنساء إلى التحوث.
أسواق النخاسة
وأشارت الناشطة والإعلامية وفاء الوليد، إلى أن المتمردين الحوثيين، خصوصا الذين يرون أنفسهم السادة، يقدسون نساءهم ويرونهن الأفضل من بين سائر النساء في المجتمع، ويستحيل تجنيدهن والزج بهن في ميادين القتال، على عكس النساء الأخريات اللاتي يطلق عليهن مصطلح “زنابيل”، ولا يرقين إلى درجة نسائهن “حسب اعتقادهم”.
واستشهدت الوليد بالتهديدات التي طالتها من أحد المسلحين الحوثيين، حينما كانت تفضح إرهابهم، والذي هددها بالبيع في سوق النخاسة لو استمرت في الكتابة، فيما يتم تسمية سوق بيع النساء بسوق “الزينبيات” و”الحسينيات”.
امتهان الخدمة
أوضحت الناشطة وفاء الوليد، أن الميليشيات الحوثية لم يقتصر إرهابها على تجنيد النساء، بل طالت انتهاكاتهم إلى استخدامهن في عمليات الطهي وغسل الأمتعة للمسحلين،
وتوزعت المهام بين النساء “الزينبيات” أي الأقل مكانة، لتقديم الخدمات للجنود، فيما يتسخدم القسم الآخر من النساء لخدمة العناصر المسحلة تحت ذريعة “المجهود الحربي” لتقديم الوجبات للمرابطين على الثغور والجبهات -حسب زعمهم- وهي درجة أعلى من الأولى.
وأشارت الوليد إلى أن مسلحي الحركة أرغموا النساء على تقديم الوجبات الضرورية لهم في الشوارع والميادين، فضلا عن تقديم الوجبات للجنود على جبهات القتال، وهو ما يعرض حياتهن للخطر، في وقت يتم قتل ذويهم واختطافهم من البيوت عنوة، وحرمان الفتيات من حق التعليم، من أجل خدمتهم لتوجيه فوهات البندقيات تجاه الشعب اليمني.