اطلق المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام تقريره الخاص بكارثة الألغام في اليمن والذي أسماه “الألغام…القاتل الأعمى”.
ورصد تقرير (ACJ) ويوثق حالات القتل والإصابة وتدمير الممتلكات الخاصة، بفعل الألغام التي انفردت جماعة الحوثيين، عن بقية أطراف النزاع، بزراعتها في (17) محافظة يمنية دارت فيها معارك الحرب، خلال الفترة من يونيو 2014، وحتى فبراير 2022.
وقال معدّو التقرير إن جماعة الحوثيين ارتكبت هذه الممارسات بمنهجية في كافة المواقع العسكرية التي تسيطر عليها، وفي المناطق والطرق التي تنسحب منها، وعملت على صناعة الألغام الفردية بخبرات محلية في مصانع أنشأتها مستخدمة معدات الجيش في المناطق التي سيطرت عليها، ووزعت تلك الألغام وخزنتها في كافة المناطق بالمخالفة للاتفاقيات الدولية التي مصادقة عليها اليمن، وأن زراعة الألغام تمت بطريقة عشوائية، ودونما ضرورة عسكرية في أغلب الأحيان.
وذكر التقرير أن لألغام تسببت بمقتل عدد (2526) من المدنيين، منهم (429) طفلا و(217) امرأة، وإصابة (3286) آخرين، منهم (723) طفلا و(220) امرأة، في (17) محافظة يمنية، وأن 75% من المصابين بالألغام تعرضوا للإعاقة الدائمة أو التشويه الملازم لهم طيلة حياتهم.
ووثق المركز الأمريكي للعدالة في تقريره تدمير (425) من وسائل النقل الخاصة المختلفة بشكل كلي و(163) بشكل جزئي بسبب الألغام الأرضية، ومقتل (33) من العاملين في مشروع مسام السعودي لنزع الألغام في اليمن منهم (5) خبراء أجانب وإصابة (40) آخرين.
كما وثق (ACJ) تدمير (334) مزرعة بشكل كلي، ونفوق (2158) من المواشي بسبب زراعة الحوثيين للألغام، واتهم جماعة الحوثيين بزراعة الألغام الفردية في الطرقات والمراعي والمنازل وآبار مياه الشرب.
وتوصل التقرير إلى عدد من النتائج الكارثية التي تسببت بها الألغام كإعاقة وصول الأطفال إلى المدارس، ومنع المدنيين من الوصول إلى المراعي والمزارع، وإجبار المدنيين في القرى والأرياف على النزوح القسري، ومنع وصول المساعدات الانسانية للفئات الضعيفة.
وجاء في التقرير أن الفرق الهندسية لمشروع مسام تمكنت منذ انطلاق المشروع في 1 يوليو 2018، وحتى نهاية فبراير 2022؛ من نزع وإتلاف (322789 ) ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة؛ فيمَ بلغ إجمالي المساحة التي تم تأمينها من قبل فرق المشروع السعودي لنزع الالغام مسام حتى نهاية فبراير 2022 (30.837.206) مترا مربعا من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالذخائر غير المتفجرة والألغام والعبوات الناسفة.
وأوصى التقرير جماعة الحوثيين بالالتزام بمبادئ اتفاقية أوتاوا التي صادقت عليها اليمن، وأعلنت الجماعة الالتزام بها ضمن التزامها بكافة التزامات الجمهورية اليمنية؛ والتي تجرم استيراد وتصنيع وزراعة الألغام والعبوات الناسفة أياً كان نوعها أو شكلها.
وتضمنت التوصيات الموجهة لجماعة الحوثيين؛ الكف فوراً عن استخدام أسلحة الألغام الفردية بجميع أنواعها المستوردة أو المصنعة محلياً، وإتلاف كامل مخزونها من هذه الألغام، والالتزام قانوناً وأخلاقا بعدم معاودة تصنيعها أو استيرادها ثانية تحت أي مبرر.
ووجه توصيات أخرى للحكومة الشرعية بتقديم المساعدات اللازمة لضحايا الألغام وتوفير كلفة سفرهم إلى الخارج، وتحسين جهود إزالة الألغام بما يشمل التدريب والتنسيق بين الاجهزة العاملة في هذا المجال، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية الكفيلة واللازمة لمحاسبة المسؤولين عن زراعة الألغام الفردية أو الخاصة بالمركبات سواء كانوا أفراداً أو جماعات بوصفهم منتهكي حقوق الإنسان؛ أمام القضاء الوطني أو الدولي.
وطالب (ACJ)المجتمع الدولي بضرورة فتح تحقيق مستقل بشان استخدام جماعة الحوثيين للألغام بشكل مفرط وعشوائي؛ دونما ضرورة عسكرية تستوجب ذلك في غالبية الأحيان وبالمخالفة الصارخة لنصوص اتفاقية أوتاوا 1997، وإدراج القيادات العسكرية للجماعة المتورطين بجرائم قتل المدنيين بالألغام ضمن لائحة العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن، وتقديم الدعم للحكومة الشرعية لمساعدة ضحايا الألغام الأرضية للتخفيف من معاناتهم، وإنقاذ حياة ذوي الإعاقات الدائمة والإصابات، والضغط على جماعة الحوثيين للتوقف الفوري عن استخدام الألغام، وتقديم خرائط للمناطق التي زرعتها بتلك الأسلحة.
وإضافة إلى ذلك؛ أوصى المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) مشروع مسام السعودي لنزع الألغام في اليمن بمواصلة جهودهم في نزع الألغام، والوصول إلى كافة المناطق الملغومة في اليمن.