أكد معمر الارياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة، أن الاحتفال الفني بالنغم اليمني على ضفاف النيل، يعكس عشق الشعب اليمني للسلام، ودليل إضافي على حيوية وعظمة الشعب.
وأضاف الإرياني في كلمته التي القاها بحفل السمفونيات التراثية (نغم يمني على ضفاف النيل) التي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة؛ إن الحفل رسالة حب وسلام لكل محبي السلام حول العالم، خلاصتها أن اليمن بعراقته الممتدة هو منطلق السلام والإنسانية والحضارة.
وفي الحفل رحب الارياني بقيادات الدولة التي شاركت في الحفل وفي مقدمتهم سلطان البركاني رئيس مجلس النواب وحيدر العطاس ونصر طه مصطفي مستشاري رئيس الجمهورية واحمد بن مبارك وزير الخارجية وعدد من البرلمانيين واعضاء السلك الدبلوماسي وجمع من المواطنين، كما رحب بالضيوف من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، الذي حضروا لمشاركة اخوانهم في هذه المناسبة والتي تعبير عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، وأواصر القربى والجوار، قائلا: “لن ننسى هذه المواقف النبيلة تجاه الشعب اليمني”.
ونقل للحضور تحيات رئيس الجمهورية، المشير/ عبدربه منصور هادي، راعي الاحتفال الكبير “السمفونيات التراثية”؛ التي تقام في القاهرة عاصمة الثقافة والفنون التي احتضنت كل القامات الفنية والإبداعية.
وأعرب الارياني عن سعادته لتدشين أول فعالية مشتركة بين وزارة الإعلام والثقافة والسياحة، ومؤسسة حضرموت للثقافة، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، معتبرا ذلك باكورة نشاط وتدشين كبير لمؤسسة حضرموت للثقافة، بهدف إعادة الاعتبار للموروث الفني اليمني المتنوع، وإخراجه بقوالب جديدة، تساهم في حفظه وحمايته وانتشاره.
وأكد حرص الوزارة من خلال هذا النشاط اظهار الوجه الحقيقي لليمن وللشعب اليمني المتطلع نحو الحياة والمتشبث بالأمل.
وأردف قائلاً: “وحتما فإن هذا الحفل الكبير سيساهم في إبراز الوجه المشرق لليمن، بأدبه وفنه وموسيقاه وفنانيه، وهي الصورة البهية التي عرفها عنا العالم على مر العصور، والتي تعرضت مؤخرا للتشويه، بفعل الحرب التي تسبب بها انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، ومساعيها بكل السبل إلى طمس معالم الهوية والفن اليمني، واستبدالهما بثقافة التحريض على القتال، وإذكاء روح الفتنة والحرب”.
وأوضح الارياني إن الانسان اليمني حرص على تقديم بلاده بصورة باذخة الجمال من خلال الفن وصوت النغم العذب، وذاكرة البهجة وتجليات الحس المرهف الذي يشكل ذروة الإبداع الفني في الأغنية اليمنية، والصوت العذب والعزف الذي يداعب أوتار التراث اليمني.
ونوه بما قدمته اليمن من عمالقة الفن في الغناء والموسيقى، فيما لا تزال ترفد الساحة الفنية بالشباب الذي يعمل على تجديد الأغنية اليمنية، وإدخال الآلات الموسيقية الجديدة، لتحديثها.
وأشاد بالشراكة بين الوزارة ومؤسسة حضرموت للثقافة، لافتاً إلى أن هذه الفعالية الفنية تعتبر واحدة في مسيرة تطوير الأغنية والنغم اليمني والوصول بهما إلى العالم.
وتطرق الوزير الارياني إلى الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي الإرهابية، وأرهقت كاهل الفن والفنانين، وجعلت هذا المجال الإبداعي أكثر معاناة، وزادت من تعقيد واقع الفنون في اليمن؛ لاسيما مجال الموسيقى والغناء.
واستطرد: “إلا الروح الفنية للإنسان اليمني تتغلب على هذا الواقع، وتصر على أن ينتصر النغم على الأصوات الناعقة بالعنف، لتتجاوب مع روح الفنان سهول وجبال ووديان وصحارى وشطآن اليمن”.
وتقدم وزير الإعلام والثقافة والسياخة بجزيل الشكر والتقدير للاشقاء في جمهورية مصر العربية، بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما عبر عن الشكر والتقدير لوزارة الثقافة المصرية، ممثلة بمعالي الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم، ودار الأوبرا المصرية، ومديرها سعادة الدكتور مجدي صابر، لاستضافتهم الفعالية الفنية التي أتاحت للنغم اليمني أن يشنف أسماع أعداد أكبر من المهتمين بالتراث اليمني الفني والموسيقي.
كما أعرب عن الشكر الكبير لمؤسسة حضرموت مجلس إدارتها وقيادتها وكوادرها المتميزين، والتي كان لها الدور الأكبر في إقامة الفعالية، موضحاً انها أثبتت بانها جديرة لتكون سفير الفن والنغم اليمني الأصيل، مثمنا دور الفنان المايسترو اليمني محمد القحوم على تأليف المقطوعات الموسيقية المستوحاة من التراث اليمني، الثري بقالب فني معبر ومؤثر.
وأشاد الارياني بالجهود الكبيرة التي بذلت على مدى أكثر من ستة أشهر، معرباً عن تقديره لكل من أعد وساهم وبذل الجهد للوصول إلى هذه اللحظة، مختتما كلمته بالدعاء أن يحفظ اليمن وشعبها الصابر الذي يقاسي الألم والوجع، ويترقب بزوغ فجر استعادة الدولة وإحلال السلام، ليعود سعيدا.
وفي كلمة مؤسسة حضرموت الثقافية، أشارت تقوى العبد، إلى أن المؤسسة تتبنى مفهوما للثقافة بوصفها منظومة من المعارف والموروث الثقافي والأدب والفنون والأخلاق.
وأكدت نيابة عن مجلس أمناء المؤسسة وإدارتها التنفيذية وأقسامها الابداعية، أن المؤسسة تهتم بناحية التنمية الثقافية للإنسان والمجتمع التي لا تقل أهمية عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإن من أهداف هذه التنمية التي تضمنها النظام الداخلي اكتشاف المواهب الأدبية، ودعم إبداعات المثقفين، وتنمية المهارات، وحفظ التراث وتعزيزه. ودعم القيم الثقافية الإنسانية.
وأوضحت أن السيمفونية يفوح منها عبق الماضي والحاضر معا لشعبين شقيقين طالما غنيا في دروب الحياة المفعمة بالمحبة لكل ما هو جميل وأصيل، وإن مؤسسة حضرموت هدفت لتعود الليلة إلى ذواكرنا عشرات المرات لجمالها وخصوصيتها، ولأن مؤسسة حضرموت للثقافة أرادت أن تكون كذلك بجهد مشترك من الطرفين اليمني والمصري.
وأشارت إلى أن اليمن أحبت الموسيقى وتفاعلت معها تراثا وواقعا، مؤكدة سعي المؤسسة إلى تأسيس مشروعية ثقافية متكاملة ترسم خارطتها على الأمداء القريبة والبعيدة، آملة أن تكلل بالنجاح المتميز الذي يجعل لهذه الليلة دفئا إضافيا مختلفا عن كل ليلة، لقلوب هي ينابيع محبة وسلام.
وفي الحفل عزفت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو محمد القحوم، المكونة من أكثر من ١٢٠ عازفا، يمنيا ومصريا، تسع سيمفونيات تراثية، حكت كل مقطوعة قصة مختلفة من خلال مختلف الآلات والألوان الموسيقية.
وقدمت الفرقة ألحانا من مختلف مناكق اليمن، تميزت بالتنوع والعراقة، وعكست جزء مفعم بالحياة من الثقافة المتوارثة للإنسان اليمني.
وحرص مشروع السيمفونية التراثية على منح المقطوعات المزيد من الحيوية، من خلال الاهتمام بالجانب البصري المصاحب للأداء الموسيقي، ومن خلال الملابس والديكور والاضاءة والجو العام، عاكسا أدق صورة فنية ممكنة عن تراث وثقافة اليمن وحكاياتها الشعبية الخالدة.
والمقطوعات التسع المعزوفة في الحفل، هي: الكاسر – حر الغريب، العدة – الحرب والسلام، خطر غصن القنا، الينبعاوي، مدروف الأصالة، على مسيري، ليل دان، مزمار الهبيش، ووطن.
وتأتي فعاليات السيمفونية التراثية كمحاولة لتقديم جزء من الآداب والفنون اليمنية والعربية، بما يتيح لهذه الثقافة الغنية الوصول إلى العالم بصورة جذابة تعكس قيم المجتمع الأخلاقية وسماته الجمالية في قالب موسيقي متقن.
ويهدف المشروع لدمج الألوان الفنية التراثية في الموسيقى العالمية، إثر تأليف مقطوعات موسيقية مستوحاة من ألوان تراثية أصيلة ووضعها في قالب موسيقي عصري.
ويعتبر حفل القاهرة هو الثاني ضمن مشروع السيمفونيات التراثية، الذي بدأ بحفل “أمل من عمق الألم” في العاصمة الماليزية كوالالمبور في العام ٢٠١٩.