ناقش وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح مع الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لدى اليمن ديفيد جريسلي، والوفد المرافق له الزائر لمحافظة مأرب اليوم، تداعيات العدوان الحوثي المتواصل على محافظة مأرب وآثاره الإنسانية المأساوية على حياة ملايين المدنيين والنازحين في المحافظة.
واستعرض الوكيل مفتاح خلال لقاء ومؤتمر صحفي عقده اليوم، مع المسؤول الأممي في مدينة مأرب مستجدات الوضع الإغاثي والإنساني في المحافظة في ظل استمرار تصعيد المليشيات الحوثية الانقلابية في مديريات مأرب الجنوبية متسببة بموجات نزوح وتهجير قسري لآلاف الأسر بشكل يومي.
وتطرق إلى الجرائم والانتهاكات الحوثية المتواصلة بحق المدنيين والمهجرين في محافظة مأرب واستهدافها الممنهج للمدنيين والنازحين وقصفها المتعمد للقرى والمناطق ومخيمات النازحين في جميع مديريات المحافظة عموما والمديريات الجنوبية بشكل خاص مخلفا عشرات القتلى والجرحى من المدنيين جلهم من النساء والأطفال سقطوا خلال الأيام الأخيرة بصواريخ وقذائف الحوثي التي تقصف بها مناطقهم بصورة يومية.
تصحيح جوانب القصور والاختلالات
وشدد على ضرورة تصحيح جوانب القصور والاختلالات في عمل منظمات الأمم المتحدة وتجنب بعض الممارسات والأخطاء التي تحرف مسار العمل الإنساني نتيجة ارتهان تدخلات بعض منظمات الأمم المتحدة لقرارات المليشيات الحوثية في صنعاء، والعمل على توسيع المركز الإنساني المتقدم في مأرب ليشمل جميع الهيئات والمنظمات الأممية بما يضمن استقلالية وحيادية قرارتها.
وأوضح وكيل محافظة مأرب أن النازحين الجدد والمهجرين من مديريات رحبة وماهلية وحريب والعبدية والجوبة خلال الشهرين الماضيين يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية في 16 مخيما جديدا خصصت لهم في مديريتي الوادي والمدينة لاستيعاب موجات النزوح والتهجير القسري المستمر بشكل يومي.
ودعا الأمم المتحدة ومنظماتها وكل شركاء العمل الإنساني إلى القيام بواجبهم الأخلاقي الإنساني تجاه أكثر من 13 ألفا و500 أسرة تضم نحو 93 ألفا 387 مدنيا هجرتهم المليشيات الانقلابية من مديريات مأرب الجنوبية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين.
مشيرا إلى أن هؤلاء المهجرين يعيشون في مخيماتهم الجديدة التي تفتقر لأبسط الاحتياجات الإنسانية الأساسية وغياب لأهم الخدمات الضرورية وافتقارها لأدنى متطلبات الحياوة الكريمة في ظل ضعف تدخل المنظمات الدولية وانعدام مشاريعها الإنسانية الإغاثية والإيوائية الطارئة في تلك المخيمات التي يتوافد إليها الآلاف بشكل يومي.
احاطة لمجلس الامن
من جانبه أوضح الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لدى اليمن ديفيد جريسلي أن زيارته لمحافظة مأرب تهدف للاطلاع على مستجدات الأوضاع الإنسانية في المحافظة عن كثب وتقديم إحاطته بتلك المستجدات أمام رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي ووضعهم في صورة الأحداث الأخيرة المتسارعة في مأرب ونقل معاناة وأوضاع النازحين والمهجرين حديثا إليهم خلال جلسة مجلس الأمن المقرر انعقادها غدا.
وأكد أنه وجه المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة في محافظة مأرب بإعداد خطة استجابة عاجلة بمبلغ 10 ملايين دولار تخصص لإغاثة وإيواء المهجرين والنازحين حديثا وتلبية أهم احتياجاتهم بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 3 ملايين دولار لزيادة المخزون الإنساني للمنظمات الأممية العاملة في مأرب بما يمكنها من مواجهة أي مستجدات إنسانية طارئة مستقبلا.
مجددا حرص الأمم المتحدة ومنظماتها على تعزيز التعاون والتنسيق مع السلطة المحلية في محافظة مأرب والعمل معا على مواجهة التحديات الإنسانية الراهنة ورفع تيرة الاستجابة الطارئة خلال الفترة القادمة من خلال حشد مزيد من الشركاء الدوليين والموارد الجديدة للمساهمة في تقليص الفجوة الإنسانية القائمة وتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في المحافظة.
بعد ذلك قام الوكيل مفتاح والمنسق الأممي جريسلي والوفد المرافق له بزيارة ميدانية لمخيمي النقيعا والسميا في مديرية الوادي اللذين يضمان نحو 200 أسرة مهجرة مؤخرا من مديريات مأرب الجنوبية واطلعا على أوضاع النازحين في المخيمين ومعاناتهم وتلمس أهم احتياجاتهم.
داعين المنظمات الأممية والدولية وكافة شركاء العمل الإنساني في المحافظة إلى النزول إلى هذه المخيمات وكافة المخيمات الجديدة وسرعة إغاثة وإيواء النازحين والمهجرين في تلك المخيمات وتوفير أهم احتياجاتهم الغذائية والإيوائية وتوفير الخيام والفرش وباقي الاحتياجات الضرورية ولاسيما مع دخول فصل الشتاء وبرده القارس.
كما قام وكيل محافظة مأرب ومعه ممثل الأمم المتحدة والوفد المرافق له بزيارة ميدانية الى مستشفى كرى بمديرية الوادي طافا خلالها في أقسام المستشفى واطلعا من مدير المستشفى الدكتور لؤي سليمان على الخدمات الطبية والعلاجية التي يقدمها المستشفى لمرتاديه وعلى أهم الاحتياجات الضرورية وأبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهها إدارة المستشفى وسبل معالجتها.