قتل نحو 400 مسلح من مليشيات الحوثي في اليمن خلال الساعات الاثنتين والسبعين الماضية في العبدية على بعد حوالى 100 كيلومتر جنوب مدينة مأرب
وقال التحالف العربي اليوم الأربعاء حسبما نقلت عنه قناة “الاخبارية” الحكومية “نفذنا 19 عملية استهداف لعتاد وعناصر الميليشيا بالعبدية خلال 24 ساعة الماضية وتدمير 12 آلية عسكرية تتبع للميليشيا والخسائر البشرية تجاوزت 108 عناصر إرهابية”.
وأعلن التحالف الاثنين والثلاثاء مقتل نحو 300 مسلح من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في ضربات جوية مع احتدام المعارك في محيط مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن المجاور للمملكة.
ولم يعلن التحالف كيف أحصى هذه الأعداد كما لا يمكن لوكالة فرانس برس التحقق منها في شكل مستقل. ولا يعلن الحوثيون عن خسائرهم.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات الحوثيين يحيى سريع أعلن الثلاثاء أن قوات المتمردين “أصبحت اليوم على مشارف مدينة مأرب من عدة جهات، بعد أن دحرت الخونة والمرتزقة من مديريات عدة بمأرب وتمكنت من تحريرها بشكل كامل”.
وأفادت مصادر عسكرية الثلاثاء أن الحوثيون سيطروا على مديرية الجوبة جنوب محافظة مأرب.
وقالت المصادر لوكالة فرانس برس، شرط عدم الكشف عن هويتها، إن القوات الموالية للحكومة اليمنية انسحبت من مواقعها في مديرية الجوبة بعد اشتباكات عنيفة مع المتمردين.
وأكد سكان في المنطقة أن الحوثيين دخلوا المنطقة، موضحين أنّهم يتقدمون “بسرعة”.
-“تقدم مهم للغاية”-
تقع مديرية الجوبة في وسط محافظة مأرب ومن شأن سقوطها أن يمهد الطريق لتقدم المتمردين إلى عاصمة المحافظة.
وجاء ذلك غداة قول رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معين عبد الملك سعيد الاثنين “نحن واثقون من أنّ مأرب لن تسقط. نحن جاهزون للتصدّي للحملة الحوثية”، مشدّداً في لقاء في القاهرة على أنّ “المعركة ستحدّد مصير مستقبل اليمن”.
وأفاد المحلل السياسي المتخصص في شؤون اليمن آدم بارون والمنطقة فرانس برس أنّ تقدم الحوثيين “مهم للغاية على المستويين الاستراتيجي والنفسي. هذه هي المناطق التي كانت تعد آمنة تماما منذ عام أو عامين فقط … بالنسبة للقوات الحكومية”.
وأوضح أنه “الآن بات جزء كبير من الطريق (بين مأرب ومحافظة البيضاء في الوسط) تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم”، مشيرا إلى أن السيطرة على “أي طريق يعد مهما في هذه المرحلة” من القتال.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ المتمردين الحوثيين، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.
وصعّد المتمردون الحوثيون أخيرا من هجماتهم على مدن جنوب المملكة بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية. وبعد فترة من الهدوء النسبي استمرت نحو أسبوع، استأنف المتمردون هجماتهم مجددا في شكل شبه يومي.
أسفر النزاع في اليمن عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، كما تسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
وتسبب النزاع كذلك بانهيار في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها في البلاد، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات حيث تتفشى الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.
والخميس، رفض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تمديد تفويض الخبراء الذين يحققون في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بعد ما وصفته منظمات حقوقية بحملة ضغط مكثفة من السعودية.