عدن ـ سبأنت : ألهم توهج ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة عام 1962م، التي فجّرها الثوار الأحرار بوجه الإمامة بنهجها الشمولي، والتي يحتفل اليمنيون بذكراها السنوية الـ 59، إرادة وعزيمة أبناء اليمن بمختلف فئاتهم وأطيافهم لمواصلة نضالهم المستمر منذ نحو سبع سنوات ضد الإماميين الجدد مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران الذين انقلبوا على الدولة واشعلوا الحرب ضد اليمن واليمنيين وارتكبوا المجازر والجرائم الدموية والوحشية بحق المدنيين الأبرياء بينهم نساء وأطفال، وذلك بهدف تحقيق الهدف الأسمى المتمثل باستكمال تحرير أراضي الوطن والقضاء على انقلاب الحوثيين واستعادة وبناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدالة والمساواة بين كافة أبنائها بدون استثناء، بدعم ومساندة أخوية وصادقة من تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
ويحتفل الشعب اليمني، سنوياً بهذه المناسبة العظيمة ذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر، التي أعلنت إنتهاء عصر الإمامة الكهنوتي وتحرير شعب رزح تحت طائلة الخرافة والظلم والتخلف والعبودية والعزلة عن العالم لعقود من الزمن، وقيام النظام الجمهوري والدولة التي تتسع لكل اليمنيين، حيث شكّل ذلك اليوم العظيم، تحولاً هاماً في تاريخ اليمن الحديث، ولم تكن هذه الثورة وليدة اللحظة، بل سبقتها إرهاصات ومحاولات، خلال أعوام 1948 و 1955 و 1959م، وعلى الرغم من إجهاضها، إلا أنها أنتجت وعياً شعبياً وخلقت جيلاً ثورياً كان له دوراً بارزاً في قيام ثورة 26 سبتمبر 62م الخالدة والدفاع عنها.
كما تعد ثورة سبتمبر بقيمها وأهدافها النبيلة ومكتسباتها الوطنية محل فخر واعتزاز اليمنيين، كونها نقلت اليمن واليمنيين من عهد الظلام الإمامي الكهنوتي إلى مسار المضي نحو النظام الجمهوري الذي يحاول الإماميون الجدد “الحوثيون” طمس هذا الحلم والعودة بالتاريخ إلى الوراء عقوداً من الزمن من خلال انقلاب تلك المليشيات المدعومة من إيران على السلطة الشرعية ومؤسسات الدولة، مستخدمة في سبيل ذلك وسائل دموية من قتل وتنكيل وتخريب وتدمير وتجريف للهوية الوطنية، فضلاً عن إلحاق بالغ الضرر بوحدة الأرض والإنسان وإعادة تقسيم المجتمع والوطن على أساس عرقي ومناطقي وسلالي لتوسيع فجوة الفوارق والامتيازات بين الطبقات بعدما ألغتها أهداف الثورة السبتمبرية.
ويجدد اليمنيون تمسكهم بالثوابت والمبادئ الوطنية في مشوار نضالهم ومواجهتهم للانقلاب الحوثي وآلة القتل الحوثية واستعادة الدولة، منطلقين في سبيل تحقيق ذلك من عظمة أهداف ومبادئ ثورة سبتمبر ضد الإمامة عام 1962م، تلك الثورة التي دقت المسمار الأخير في نعش الإمامة السلالية البغيضة وطوت صفحتها الملطخة بدماء اليمنيين إلى الأبد، كما يؤكد نضال اليمنيين ضد الإماميين الجدد حالياً أن أبناء اليمن يسيرون بخطى ثابتة على نهج آبائهم وأجدادهم من الثوار والأحرار الذين كللوا نضالهم وثورتهم ضد الإمامة بتحقيق النصر العظيم وإنهاء مرحلة سوداء من تاريخ اليمن الحديث قائمة على الظلم والطغيان، لتسطع شمس الحرية في الـ 26 من سبتمبر عام 1962م، مبددة أوهام وأحلام الإمامة في حكم اليمن بالحديد والنار، وهو الدرس الذي لم يستفد منه الانقلابيون الحوثيون الذين قرروا خوض مغامرة خاسرة في مواجهة اليمنيين، دون أن يضعوا في الحسبان أنه مهما طال الزمن فأنهم سيلقون نفس مصير أجدادهم الإماميين.
وأبدى أبناء الشعب اليمني رغم ما خلفه انقلاب الحوثي من وضع مزري ومعاناة مأساوية في مختلف مجالات وقطاعات الحياة ولاسيّما الخدمية والمعيشية والإنسانية، أبدوا صلابة فولاذية في مواجهة الانقلاب وجرائمه الإرهابية التي يندى لها الجبين وتجرمها القوانين والأديان السماوية المختلفة، حيث لجأ الحوثيون إلى ارتكاب المزيد من الانتهاكات والممارسات الإجرامية – وللذكر لا الحصر – الجريمة البشعة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية، مؤخراً، بإقدامها على تصفية وإعدام 9 مختطفين من أبناء تهامة بينهم قاصر والعاشر كان قد توفي في سجون المليشيات الحوثية نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له ورفاقه، وجاءت هذه الجريمة الحوثية بعد محاكمة صورية من أجهزة غير شرعية بتهمة التخطيط والتعاون في قتل أحد قيادات المليشيا الحوثية الانقلابية المدعو صالح الصماد، وذلك بالتزامن مع أول تحركات المبعوث الدولي إلى اليمن هانز غروندبرغ، في المنطقة لإنعاش جهود السلام وحل الأزمة اليمنية.
ودأب الحوثيون على محاولة تمرير أكاذيبهم وممارسة المزيد من التصعيد والإجرام بحق اليمنيين من خلال تسخير أجهزة القضاء والنيابة العامة غير الشرعيين للعمل تحت سيطرتها وتوجيه العاملين فيها لإصدار قرارات التصفية بحق مواطنين يمنيين بتهم ملفقة، واستخدام المسميات الرسمية لهذه الأجهزة كأدوات خاصة لتزييف الحقائق وشرعنة نزعة المليشيا الدموية ومنهجها في إزهاق حياة المعارضين للانقلاب المليشياوي والرافضين لجرائمه، محاولين من خلال تلك الممارسات شرعنة جرائمهم ومواصلة ترهيب أحرار وثوار اليمن، إلا أن ذلك لم يزد شرفاء اليمن إلا عزيمة وإصرار على مواصلة التصدي للانقلاب الحوثي ومواجهته بكل عنفوان وإيثار وبسالة والتعهد بالقضاء عليه.
ومقابل ذلك عرت المواقف الموحّدة لليمنيين والمجتمع الإقليمي والدولي المنددة والمستنكرة بجريمة الحوثيين بإعدام 9 من أبناء الحديدة ظلما، مدى إيغال الحوثيين في ارتكاب الجرائم بدم بارد بتهم ملفقة بينها التخطيط في قتل قياداتهم، وذلك للتغطية على تصاعد حدة الصراعات المسلحة والتصفيات الدموية بين أجنحة مليشيا الحوثي الانقلابية في إطار حرب المصالح الشخصية داخل صفوف المليشيا الحوثية، والتي باتت يوماً بعد آخر تطفو على السطح وتفوح رائحتها الكريهة معكرة صفو اليمن واليمنيين التواقين للحرية والسلام والأمن والأمان والتقدم والنمو والازدهار.
وبدون شك فان المرحلة الراهنة تستدعي وتستوجب من جميع أبناء اليمن المزيد من تعزيز الجبهة الوطنية ورص الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية العليا والسير على خطى تضحيات الشهداء والجرحى الأبطال لمواصلة تحقيق الانتصارات العظيمة واجتراح الملاحم البطولية في ساحات وميادين الشرف والبطولة بجبهات القتال خلال مواجهة العدو المشترك المتمثل بمليشيا الحوثي الانقلابية، دفاعاً عن تراب الوطن وحماية المكتسبات الوطنية بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية، وبالتوازي مواصلة القيادة السياسية والحكومة بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، الجهود السياسية في المحافل الإقليمية والدولية لبحث حل للأزمة في اليمن بإشراف ورعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.