لا تزال تفاصيل الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز النووية في إيران غامضة، إلا أن تلك التطورات دفعت إسرائيل إلى التأهب بحسب ما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مساء أمس الأحد.
وفي حين لم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي يتبنى أو ينفي تورط تل أبيب في الهجوم، نفت الولايات المتحدة الضلوع بأي دور فيه.
فقد أكد مسؤول أميركي، دون الإفصاح عن هويته لـصحيفة “واشنطن بوست” اليوم الاثنين أنه لم يكن للولايات المتحدة أي دور في تفجير المنشأة الإيرانية.
ظريف يتهم إسرائيل باستهداف نطنز.. “لن نقع بالفخ”
وجهت طهران رسميا اليوم الاثنين أصابع الاتهام إلى تل أبيب عن استهداف منشأة نطنز النووية فجر أمس الأحد.
وشدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي على ضرورة عدم الوقوع في الفخ الذي نصبته إسرائيل.
كما أضاف خلال اجتماع اليوم للجنة الأمن القومي: “الإسرائيليون يريدون الانتقام، بسبب تقدمنا في طريق رفع العقوبات … لقد قالوا ذلك علانية لن يسمحوا بذلك. لكننا سننتقم منهم”.
يذكر أن الإذاعة الإسرائيلية، كانت كشفت أمس الأحد، وعلى غير عادة منع النشر في مثل تلك القضايا الأمنية في البلاد، أن الموساد نفذ هجوماً إلكترونياً استهدف المنشأة الإيرانية، ونقلت عن مصادر مخابراتية قولها إن الضرر الذي حدث في نطنز أشد مما أوردته إيران، لكن القناة الـ13 ذكرت أن الهجوم نفذ بمتفجرات ولم يكن سيبرانيا.
تكتم إيراني على الأضرار
وفي حين تكتمت السلطات الإيرانية عن الاعلان بشكل واضح ومفصل عن حجم الخسائر، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الحادث كان نتيجة عمل “إرهابي”، مضيفا أن طهران تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات ضد الجناة.
كما قال في تصريحات أمس :” بينما تدين إيران هذه الخطوة الفاشلة، تؤكد على ضرورة تعامل المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية مع هذا الإرهاب النووي وتحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات ضد مرتكبيه ومن أمر به ومن نفذه”، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
لا تعليق رسميا من إسرائيل
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي على الواقعة من إسرائيل التي تتهم إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية.
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في احتفال مع قادة الجيش والمخابرات، مساء أمس دون أن يشير مباشرة لحادث نطنز، إن “الحرب ضد تحول إيران إلى دولة نووية… مهمة ضخمة”.
أما المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية فاكتفى بالقول، بحسب ما نقلت رويترز “نحن على علم بتقارير وسائل الإعلام، لكن ليس لدينا تعليق في هذه المرحلة”.
يذكر أن هجوم نطنز وقع بعد يوم من تدشين إيران أجهزة طرد مركزي جديدة متطورة في الموقع.
وتقع المنشأة النووية في الصحراء بمحافظة أصفهان وسط البلاد، وهي محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، كما تخضع لمراقبة الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
تلويح إسرائيلي بـ”عملية عسكرية”
يأتي هذا بعد أن أعلن كوخافي، أن القوات الإسرائيلية تقف متأهبة مع قدرة هجومية مُحسنة وجاهزة في أي وقت كي تتحول من تدريب إلى عملية عسكرية حقيقية
وقال: “عمليات الجيش الإسرائيلي في أنحاء الشرق الأوسط ليست خفية عن أنظار الأعداء”، مضيفاً: بعد شهر سنجري تدريباً بحجم ضخم، لم يسبق أن جرت تدريبات مثله حتى اليوم. وسيكون هذا عبارة عن شهر حرب، وسنتدرب خلاله على مختلف الخطط، وعلى أساليب القتال ومجمل القدرات العسكرية التي طُوّرت”
كما شدد على أن الجيش جاهز لتحويل هذا التدريب إلى عملية عسكرية حقيقية”
تعاون في الملف الإيراني
يذكر أن هجوم نطنز الذي وقع فجر أمس الأحد، تزامن مع زيارة وزير الدفاع الأميركي لإسرائيل.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس تعهد أمس بالتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف الإيراني وعبر عن أمله في أن تتم حماية أمن إسرائيل في أي اتفاق نووي جديد تتوصل إليه واشنطن مع إيران. وقال لنظيره الأميركي لويد أوستن الذي يزور بلاده “إسرائيل تعتبر الولايات المتحدة شريكا كاملا في كل مسارح العمليات وليس أقلها إيران”.
كما تابع قائلا “سنعمل عن كثب مع حلفائنا الأميركيين لضمان أن يؤمن أي اتفاق جديد مع إيران المصالح الحيوية للعالم وللولايات المتحدة ويمنع سباق تسلح خطر في منطقتنا ويحمي إسرائيل”.
فيما قال أوستن، لجانتس إن واشنطن تعتبر التحالف بين الجانبين محوريا للأمن الإقليمي.
يذكر أن عدة مسؤولين إسرائيليين كانوا هددوا سابقا باللجوء لعمل عسكري ضد إيران، كملاذ أخير، إذا اعتبروا أن الدبلوماسية وصلت لطريق مسدود.