أعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة عرضت على طهران امتثالها للاتفاق النووي مقابل رفع العقوبات مشددا على أن واشنطن ستبقى العقوبات على إيران فيما يخص الصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب.
قللت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس من التوقعات إزاء المحادثات الرامية إلى استئناف واشنطن وطهران الامتثال للاتفاق النووي الإيراني ورجحت أن
يعود المبعوث الأمريكي إلى بلاده مع توقف المحادثات في مطلع الأسبوع.
وفي حين ردد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس وصف المحادثات بأنها “بناءة”، قال للصحفيين “مع ذلك، يجب ألا نسمح للتوقعات بأن تتجاوز ما نحن عليه الآن”.
وأعلنت البعثة الأوروبية، الخميس، عن جلسة، الجمعة، غدا الساعة 10 صباحا، في فيينا للدول الموقعة على الاتفاق النووي (من دون الولايات المتحدة)، لمناقشة ما توصلت إليه لجنتا الخبراء. الجلسة سيرأسها إنريكي مورا نيابة عن جوزيف بوريل باسم الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق، كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الخميس، أن محادثات فيينا ستشهد، الجمعة، عقد جلسة للأطراف المتبقية في الاتفاق النووي، على أن تأخذ الوفود استراحة بضعة أيام، وتعود إلى دولها للتشاور، وترجع إلى فيينا الأسبوع المقبل لاستكمال المحادثات.
وقال عراقجي: “لست في موقع القول ما إذا كانت المحادثات ناجحة أم لا، بالتأكيد لم تكن سلبية، ويمكن وصفها بأنها كانت بناءة وتتقدم إلى الأمام”.
وفي وقت سابق، توقع مندوب روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف في تغريدة له على “تويتر” أن تصدر نتائج لجنتي الخبراء في فيينا في الملف النووي إلإيراني متوقع مساء اليوم الخميس.
وفي حديث للعربية اعتبر أوليانوف أن تفعيل بنود الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة سيتطلب وقتا لتنفيذ تعهداته في حال توصل الطرفان إلى اتفاق حول ذلك.
وقال: “يتوجب علينا التمييز بين إحياء الاتفاق وإعادة تنفيذه لأن تفعيل الاتفاق يقتضي من الولايات المتحدة وإيران التوصل إلى اتفاق بينهما يكون مستداما. هذا الاتفاق يتطلب بعض الوقت، ربما أسابيع عدة في أحسن السيناريوهات حيث الصعوبات القائمة كثيرة ويتوجب حلها. وبمجرد الوصول إلى اتفاق وإلى انطلاق مسار تنفيذه، ستكون كل من إيران والولايات المتحدة في حاجة للوقت لتنفيذ التعهدات”.
وكان أوليانوف أوضح الأربعاء أنه اجتمع مع المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي، وناقش الطرفان القضايا المتعلقة بعودة جميع الأطراف للتنفيذ الكامل للاتفاق النووي.
بدوره، قال مندوب الصين في مفاوضات فيينا إنه يجب مناقشة الملف الإقليمي بشكل منفصل عن النووي الإيراني.
وانتهت الجولة الأولى من المفاوضات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي مساء الثلاثاء في فندق بفيينا بين الدول الغربية ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، بالإضافة إلى الصين وروسيا وإيران، وخلصت إلى ضرورة استكمال المشاورات بين مجموعتين من الخبراء.
كما تم تكليف مجموعتين من الخبراء بمهمة المزاوجة وبالتزامن بين قائمة العقوبات التي يتعين على الولايات المتحدة رفعها عن إيران، وقائمة الالتزامات التي يتعين على طهران العودة للعمل بها بموجب الاتفاق على أن تقدم المجموعتان تقريرا تزامنا مع موعد اجتماع اللجنة المشتركة.
وكان مسؤول من الاتحاد الأوروبي قد ذكر لوكالة رويترز أن المحادثات، التي قد تمتد لأسابيع، تستهدف الوصول إلى شكل ما من أشكال الاتفاق قبل انتخابات إيران الرئاسية في 18 يونيو، غير أن مسؤولين أميركيين وإيرانيين قالوا إنهم ليسوا في عجلة من أمرهم.