عند غياب الدولة، تحضر الفوضى، والبلطجة لتطال حتى أولئك الذين يمثلون الدولة ويرتدون بزاتها، ويتقلدون مواقع رفيعة فيها.
منذ أعوام، وتحديدا المرحلة التالية لتحرير العاصمة المؤقتة عدن، ونحن ندعو الحكومة لترتيب وضع مؤسسات الدولة وأجهزتها في عدن وعدم ترك الفرصة للمشاريع الصغيرة، وعصبويات ماقبل الدولة لتمارس عبثها وتستقوي على الناس وتفرض خياراتها عليهم.
مرت الاعوام وتفاقمت المشكلة، ونشأت شبكة من العصابات متعددة القادة والوجوه في عدن، عصابات تلقت ترسانة من السلاح والمال، وبدأت تحرث لفوضى شاملة، انتهت بطرد الحكومة اواخر 2019 وتصفية نفوذها المحدود في المدينة.
ورغم أن اتفاق الرياض قد أعاد جزء من الحكومة ومؤسسات الدولة لمزاولة نشاطها من عدن، إلا أن عدم استكمال تنفيذ الاتفاق، لاسيما الشق العسكري والامني، جعل هذه العودة مكبلة بالكثير من القيود، ما فتح الباب لعودة الممارسات المنفلتة التي تهدف في الاساس إلى إهانة الدولة ورموزها وجعل حياتهم وتحركاتهم تحت رحمة المليشيات الجائلة في عدن.
لقد كان هذا واضحا من خلال اقتحام بعض المؤسسات والوزارت ثم الاعتداء على مقر محافظ تعز، واختطاف قائد قوات الامن الخاص من داخله واقتياده إلى جهة مجهولة.
هذه الافعال مؤسفة حقا، وتستدعي صحوة حكومية لاستعادة زمام المبادرة، والضغط لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، واعادة هيكلة كافة القوات، وتنظيمها تحت إمرة وزارتي الدفاع والداخلية.
لقد عانت عدن بما يكفي، وآن الاوان لأن تحضر الدولة وينخرط الجميع تحت رايتها باعتبارها طوق النجاة للجميع.
اليمن أكبر من كل هذه النتوءات واللطخات والزوائد السوداء.
هو وحده من سيبقى، وينتصر في النهاية.
الكاتب :محافظ تعز الاسبق
نقلا عن صفحته علي الفيسبوك