شهدت العملية التعليمية في المعاهد الفنية والتقنية في محافظة تعز تحسناً ملحوظاً خلال العام 2020م بعد توقف تام منذ بداية الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي الانقلابية على المحافظة في عام 2015م .
واوضح مدير عام مكتب التعليم الفني والمهني بتعز ،المهندس قائد الصلوي، ان العملية التعليمية بدأت تتعافى وتشهد تحسناً ملحوظاً منذ عودة العديد من المعاهد المهنية للخدمة ، مشيراً إلى أن هناك إقبالًا كبيراً من قبل الطلاب للإلتحاق بمختلف التخصصات في العديد من المعاهد المختلفة بالمحافظة، رغم الإمكانات الشحيحة لتلك المعاهد وحاجتها للعديد من التجهيزات المختلفة .
وأوضح المهندس الصلوي أن معاهد التعليم الفني بمحافظة تعز تضم “24” تخصصاً مهنياً وتقنياً في 10 معاهد حكومية
و 8 معاهد خاصة على مستوى مركز محافظة تعز والمديريات المحررة .
واشار الصلوي ان عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات المعاهد الفنية والتقنية في محافظة تعز خلال العام الماضي بلغ “5300” طالب وطالبة.
( وضع استثنائي )
يعاني قطاع التعليم الفني بتعز بعض الاشكالات نتيجة للوضع الاستثنائي الذي تمر به المحافظة جراء استمرار الحرب وتضرر كثير من المباني الحكومية، واتخاذ عدد من الألوية العسكرية بعض معاهد التعليم الفني مقرات مؤقتة لها وهو ما أثر على مستوى سير التعليم الفني والمهني في المحافظة كما يقول مدير مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بتعز .
لحقت بمؤسسات التعليم الفني والمهني بمحافظة تعز اضراراً كبيرة نتيجة الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية على المحافظة .
وفي هذا الصدد اوضح المهندس الصلوي انه يمكن تصنيف اضرار وآثار الحرب على هذا القطاع الي اضرار مباشرة تمثلت بتهدم مباني واسوار عدد من مؤسسات التعليم الفني بفعل قصف الحوثيين وتعرض المنشئات الى نهب وسرقة محتوياتها وتحول بعضها الى مقرات عسكرية ونزوح الطلبة والمدرسين وصعوبة تنقلهم بسبب الحرب والحصار .
واما الاضرار الغير مباشر فمنها ايقاف الموازنات والنفقات التشغيلية وتوقف التغذية والسكن الداخلي للطلاب، وكذا توقف تشغيل المولدات الكهربائية وعدم توفر المواد الخام ومواد التدريب وكل هذه الاضرار ادت الى توقف العملية التعليمية في معاهد التعليم الفني والتدريب المهني بمحافظة تعز لعدة سنوات بحسب الصلوي .
( إعداد كفاءات )
واكد المهندس الصلوي ان التوجه العام لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني والسلطة المحلية بالمحافظة يركز على إعداد كوادر مهنية وفنية تمتلك مهارات وقدرات وكفاءات عالية وثقة بالنفس بما يعود بالفائدة والنفع على كل شباب المحافظة وتحسين المستوى المعيشي لهم ولأسرهم ولمجتمعهم بما يساهم في تلبية متطلبات التنمية وسوق العمل .
لافتاً الى ان الالتحاق بمعاهد التعليم الفني والتدريب المهني أصبح خياراً استراتيجياً اعتمدت عليه كثير من الدول في تقدمها ونهوضها ورفع مستوى معيشة أبناءها ليعم الخير والازدهار كل أبناء تلك البلدان كون التعليم الفني جسر عبور وجواز سفر لمستقبل مشرق .
واعتبر الصلوي ان الالتحاق في معاهد التعليم الفني هو المدخل الحقيقي للنهوض بالتنمية في تعز وتحسين مستوى معيشة أبناؤها ومعالجة البطالة الناتجة عن التحاق الطلبة في جامعات وكليات ذات تخصصات نظرية أوجدت طوابيراً طويلة من الباحثين عن وظائف غير منتجة لدى الدولة ما أدى إلى مزيد من البطالة وأصبح ذلك يمثل عبء على كاهل الموازنة العامة للدولة.
ودعا المهندس الصلوي أبنائنا الطلبة التوجه إلى معاهد التعليم الفني لاكتساب المهارات التي تمكنهم من مواكبة التطورات المتسارعة في التقنيات الحديثة.
منوهاً بهذا الصدد ان مكتب التعليم الفني بتعز ينطلق من فكرة جوهرها أن بناء الانسان هو اللبنة الاولى لبناء الأوطان، وكون الإنسان هو المحور الرئيسي لعملية التنمية، وكونه الأداة والغاية التي يمكن من خلالها الوصول لمستقبل أفضل خصوصاً وان الله جعل لمحافظة تعز ميزة عظيمة وثروة هائلة من الطاقات البشرية الشابة المفعمة بالحيوية والنشاط وحب العلم وتقدير واحترام المهن والعمل .
( تلبية سوق العمل )
وضع مكتب التعليم الفني بتعز جملة من الاهداف التي يسعى الى تحقيقها والمتمثلة
بإعداد كوادر فنية تلبي متطلبات عملية التنمية الشاملة واحتياجات سوق العمل من العمالة الوطنية.
وكذا الارتقاء بالكفاءة الفنية والمهنية للعمالة اليمنية في التعامل مع التقنيات الحديثة بهدف زيادة القدرات الإنتاجية والخدمية للمنشآت والإسهام في النهوض بالاقتصاد الوطني .
الى جانب توسيع شبكة مؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني وتنويع مجالات وأنماط التعليم الفني والتدريب المهني بما يرفع من كفاءة القوى العاملة المهنية ويعزز من فرص التشغيل ويحد من البطالة والفقر.
بالاضافة الى العمل على تعزيز العلاقة بين المؤسسات التعليمية والتدريبية ومواقع العمل والإنتاج بما يخدم التنمية في المحافظة والوطن بشكل عام تهيئة مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني للحياة العملية ويعزز من فرص حصولهم على العمل .
وتوفير التعليم الفني وفرص التدريب المهني للمرأة وبما يتناسب وقدراتها ويسهم في تنمية مهاراتها ويمكنها من الانخراط في سوق العمل .