كشف وكيل وزارة العدل اليمنية، فيصل المجيدي إن مليشيا الحوثي الانقلابية، تخفي قسرياً في سجونها أكثر من 3544 مواطناً يمنياً.
ونقلت قناة “الحدث” عن وكيل وزارة العدل ا قوله، إن عدد حالات الإخفاء القسري التي تم توثيقها وتقديم ملفاتها لمجلس حقوق الإنسان، بلغت 3544 حالة، منها 72 طفلا و17 امرأة، منوهاً إلى أن الأعداد الحقيقية للمخفيين قسرياً هي أعلى من هذا الرقم بكثير.
ودعا المسؤول اليمني، أسر الضحايا إلى تقديم بلاغات إلى النيابة لمحاكمة الجناة وعلى رأسهم زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، باعتبار هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
واتهم المجيدي، المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بالالتفاف على حقوق المخفيين قسراً كملف حقوقي إنساني، ومحاولة تسويقه بأنه ملف سياسي، مبدياً امتعاضه من المنظمات الدولية التي تتوافق مع التوجه الأممي في هذا السياق.
ومنذ الاتفاق على تبادل نحو 15 ألف أسير ومختطف ومخفي قسرياً الذي جرى ابرامه بين الحكومة والحوثيين في مشاورات السويد نهاية العام 2018م، لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الملف بسبب العراقيل التي تضعها المليشيا الانقلابية وفق بيانات الحكومة
وعلي صعيد اخر كشفت المعتقلة السابقة المفرج عنها مؤخراً من سجون ميليشيات الحوثي بصنعاء، عائشة محمد أحمد، عن تفاصيل قصتها المؤلمة وتجربتها القاسية التي عاشت فصولها المرعبة في سجن سري يقع في عمارة سكنية في شارع تعز، بالعاصمة صنعاء، خصصته الميليشيات لإخفاء عشرات المختطفات، بعيداً عن رقابة المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام المحلية والدولية.
تتذكر عائشة بداية قصتها الأليمة في تاريخ 7 إبريل 2019، عندما داهمت عناصر نسوية مسلحة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية “كتيبة الزينبيات” لمقر عملها في منظمة حقوقية، في العاصمة صنعاء، واختطفتها منه، وأخفتها قسرياً في أحد سجونها السرية، دون أن يعلم أهلها عن مصيرها شيئاً، حتى أفرج عنها مؤخراً في 12 أغسطس الحالي.
وتقول إنها اقتيدت معصوبة العينين إلى سجن سري للميليشيات الحوثية في العاصمة صنعاء، تعرضت في هذا السجن لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والإرهاب النفسي المتواصل والمستمر دون انقطاع، منذ اليوم الأول من اختطافها، حتى تم الإفراج عنها، بحسب تقرير نشرته صحيفة “الشارع” اليمنية.
كما أوضحت أن العناصر الحوثية النسوية (الزينبيات) تكفلن بتعذيبها جسدياً، وكن يتعاقبن على ضربها بالهراوات والكابلات النحاسية، وصعقها بالكهرباء، ورشها بالمياه الباردة وبعض الأحماض في مناطق الجروح المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدها، في كل جلسة تعذيب، متسببة بآلام شديدة أفقدتها الوعي عدة مرات، ولا تزال تعاني من آثارها إلى اليوم.
في حين تكفل القيادي الحوثي المشرف على سجنها، بممارسة التعذيب النفسي ضدها في كل جلسة تحقيق معها، حيث كان يتحرش بها جنسياً تارة، ويهددها بالاغتصاب وتصوير ونشر صور وفيديوهات ملفقة عنها عبر الإنترنت، وتلفيق قضايا دعارة ضدها تارة أخرى، إذا لم ترضخ لطلبه وتعترف بالتهم الباطلة والملفقة ضدها.
وتتابع عائشة قائلة إنها قاومت كل أساليب ووسائل التعذيب النفسي والجسدي التي مورست بحقها لإجبارها على الاعتراف بعدة اتهامات باطلة ملفقة ضدها، وظلت لأكثر من شهرين متواصلين ترفض كل تلك التهم الباطلة الموجهة ضدها، خاصة التهم المتعلقة بالشرف.
لكنها لم تستطع الصمود أكثر أمام ما تعرضت له من إرهاب نفسي رهيب وتعذيب جسدي شديد، في كل جلسات التحقيق معها التي تستمر لساعات طويلة، ورضخت في النهاية، لبعض مطالب المشرف على سجنها، ووافقت على الاعتراف ببعض التهم المتعلقة بالعمل لصالح ما تسميها الميليشيات “دولا معادية”، وقبلت تسجيل فيديو بتلك الاعترافات مقابل حصولها على العفو العام والإفراج عنها فوراً .