استذكر المستفيدون من مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإعادة إدماج الطلاب العائدين والنازحين في المجتمعات المستضيفة بمحافظة لحج تجاربهم السارة عقب مساعدة المركز لهم بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة بالعودة إلى حياتهم الدراسية والتحاقهم بالفصول بعد فترة توقف جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية والأضرار الكبيرة التي ألحقتها الميليشيات بالقطاع التعليمي والمدارس في اليمن.
حيث قال “منتصر” إن الدراسة والمدارس تضررت في مختلف أنحاء اليمن بسبب الانقلاب الحوثي الذي دمرها وكان علينا أن ندرس في خيام والجلوس أحيانا تحت أشعة الشمس والرياح تهب علينا، مما أرغم بعض الطلا ب على التوقف عن الدراسة.
وأضاف “منتصر” لقد شعرنا بالارتياح فالمدرسة التي بنيت بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال المنظمة الدولية للهجرة جيدة والمدرسون علمونا بشكل مميز، حيث أصبحنا نمارس هواية كرة القدم في ساحة المدرسة الواسعة.
ولم يترك مدرسو “منتصر” الدمار الذي لحق بالمدرسة بسبب الميليشيات الانقلابية يصل إلى آمال تلاميذهم، حيث قالت المعلمة “سميحة” إنه عندما كانت المدارس مهدمة واجهنا الكثير من الصعوبات، ولكن لم يتوقف العمل على الرغم من أننا فقدنا بعض الوسائل التعليمية، ولكن بعد إعادة بناء المدرسة بدعم من المركز عاد الطلاب والمعلمون إلى مبنى المدرسة الجديد بكل همة ونشاط.
تقول الطفلة “لين” التي تعيش في محافظة لحج إنها كانت تذهب في الصباح للتعلم إلى فترة الظهر في المدرسة التي أعادت بناءها المنظمة الدولية للهجرة من خلال الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة، موضحة أنها تتعلم في المدرسة القرآن الكريم واللغة العربية والعلوم والرياضيات، وعندما تكبر تريد أن تكون طبيبة تعالج الناس.
الطفلة “لين” هي واحدة من العديد من الأطفال في اليمن الذين أثر الإنقلاب الحوثي على تعليمهم، بسبب الدمار الذي لحق بمدارسهم، وهي سعيدة بعد أن عادت تتعلم في مدرستها، لقد أسهمت الشراكة بين المركز ومنظمة الهجرة في تحسين بيئة التعليم لأكثر من 1,900 تلميذ.
وأوضح “حسام” أنهم كانوا يدرسون في الساحة ينصبون الخيام ويتعلمون داخلها، وترك بعض التلاميذ الدراسة قائلين : لقد دمر الحوثيون مدرستنا، فماذا يمكننا أن نفعل؟، لقد عانينا من الرياح والأمطار مما اضطرنا في بعض الأحيان إلى ترك الخيام أثناء الدرس بسبب الطقس، مبينًا أنهم لم يكن لديهم أي أدوات مدرسية ولا حتى سبورة، وأضاف لقد شعرنا باليأس والإحباط، لكن بعض الطلاب لم يستسلموا واستمروا في التعلم، حتى قام مركز الملك سلمان للإغاثة عبر المنظمة الدولية للهجرة بإعادة بناء مدرسة “حسام”.
وقال “حسام” إننا تعلمنا بشكل جيد في المدرسة التي تم تأهيلها من خلال المركز وعاد التلاميذ الذين غادروا إلى المدرسة، وأضاف أصبح لدينا فصول دراسية واسعة ومساحة للألعاب مع توفر أدوات التعليم.
يذكر أن الانقلاب الحوثي أثر على المدارس في لحج مما تسبب في أضرار بالغة لمبانيها حيث كان على المعلمين والتلاميذ استخدام الخيام كصفوف دراسية، فيما تعرضت قرابة 2,000 مدرسة للدمار في جميع أنحاء اليمن، مما حدا بمركز الملك سلمان للإغاثة بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة القيام بتنفيذ مشروع إعادة إدماج الطلاب العائدين والنازحين في المجتمعات المستضيفة بمديريات تبن والمسيمير والحوطة في محافظة لحج، استفاد من المشروع 3,468 فردًا، حيث يهدف المشروع إلى الإسهام في عملية الاستقرار والإنعاش في محافظة لحج، وإلى الدمج المستدام للعائدين والنازحين في المجتمعات المستضيفة وذلك من خلال مشاريع تحسين فرص التعليم وإيجاد بيئة تعليمية ملائمة لهم في محافظة لحج.
كما تم خلال المشروع وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة قيام المنظمة الدولية للهجرة بإعادة تأهيل أربع مدارس في لحج، وتقديم دورات تدريبية للمعلمين في المدارس المستهدفة.