تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان استغاثات من مصادرها الميدانية وناشطي منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في اليمن بشـأن تصاعد المخاطر المتعلقة بوباء كورونا في مدينة عدن.
تضمنت الاستغاثات ارتفاع معدلات الوفاة في المنازل عن معدلاتها الطبيعية خلال اليومين الماضيين، وهو الأمر الذي جرى تفسيره بكونه من تداعيات وباء كورونا وناتج عن قصور قدرات البحث والتعقب، وهو ما أدى إلى انتشار حالة الفزع بين الطواقم الطبية، والذين قام بعضهم بهجر عمله ببعض المستشفيات بسبب المخاوف من انتشار الوباء في ظل نقص احتياجات الرعاية الصحية، ونقص مستلزمات الوقاية الضرورية لعمل الطواقم الطبية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من صراع مسلح منذ سبتمبر/أيلول 2014، في ظروف دفعت بالأمم المتحدة لتصنيف اليمن كأكبر كارثة إنسانية عالمياً، وفي ظل هشاشة البنى التحتية وانهيار نظم الخدمات في البلاد، وحاجة 80 بالمائة من سكان البلاد للمساعدة.
وتشير المصادر الميدانية في عدن إلى أن الخلافات بين أطراف الشرعية تفاقم من استمرار شلل القطاعات الخدمية، وتحد دون تلقي وتوظيف المساعدات الضرورية.
وتدعو المنظمة الحكومة اليمنية ووكالات الإغاثة الإنسانية للتحرك على وجه السرعة لمعالجة الوضع الطارئ في مدينة عدن.
وتعبر المنظمة مجدداً عن مخاوفها الجارفة إزاء الوضعية الصحية في المناطق التي تخضع لسيطرة ميليشيا “الحوثي”، لا سيما مع التدابير المثيرة للتساؤل بشأن إغلاق مناطق محافظة صعدة وهي معقل الميليشيا القبلية، ونقل القسم الرئيسي من المساعدات الطبية الدولية وأجهزة الكشف والاختبارات الخاصة بوباء كورونا إلى تلك المحافظة.