عاد الهدوء الحذر اليوم الثلاثاء لمدينة طرابلس في شمال لبنان بعد اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت في وقت سابق من اليوم في طرابلس بين محتجين وقوات الأمن في أول تظاهرات بعد انتشار فيروس كورونا وذلك احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وأحرق المتظاهرون 3 مصارف في طرابلس فيما أعلنت قوات الأمن عن إصابة العديد من رجالها في الاشتباكات التي شهدت قطع طرق ومواجهات عنيفة بين الطرفين.
كما أقدم بعض المحتجين على إشعال النار بعدد من السيارات منها سيارة لقوى الأمن الداخلي.
وانتشرت عناصر الجيش اللبناني بكثافة في شوارع مدينة طرابلس إثر المواجهات.
وسمِع إطلاق نار وسط اشتباكات بين الجيش والمحتجين وعمليات “كر وفر”.
وفي سياق متصل، أقدم محتجون على قطع الطرقات المؤدية إلى ساحة الشهداء وسط بيروت. كما تم تحطيم واجهات بعض المحال وسط بيروت.
كما احتشد المحتجين على “جسر الرينغ” بالعاصمة بيروت والذي كان من أبرز ساحات الاحتجاجات في مظاهرات الخريف الماضي، كما وشهد صدامات عنيفة حينها.
من جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب: “نحن مع كل تعبير ديمقراطي لكننا نرفض بشدّة كل المحاولات الخبيثة لتشويه هذا التعبير عبر تحويله إلى حالة شغب تؤدي إلى الإساءة لهموم الناس وبالتالي الاستثمار السياسي في حالة الشغب لخدمة مصالح شخصية وسياسية”.
واعتبر أن “ما حصل في بعض المناطق من اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وما تخلله من استهداف للجيش يؤشر إلى وجود نوايا خبيثة خلف الكواليس لهز الاستقرار الأمني وهذا لعب بالنار”.
يأتي هذا بعدما توفي شاب لبناني متأثراً بجروح نتيجة إصابته برصاصة حية إثر مواجهات حصلت ليلاً بين المحتجين والجيش، أمس الاثنين، في طرابلس، والتي أدت أيضا إلى جرح نحو 39 بين مدنيين وعسكريين.
وأعلن الجيش اللبناني عن إصابة 54 عسكريا خلال تنفيذ مهمة فتح الطرقات وتوقيف 13 شخصاً. وجددت قيادة الجيش تأكيدها احترام حق المواطنين بالتعبير عن الرأي محذرة من محاولات البعض استغلال التحركات المطلبية للقيام بأعمال تمس بالأمن والاستقرار. كما شددت على أنها لن تتهاون مطلقاً مع أي مخل بالأمن.