ونحن نخوض معركة عسكرية مقدسة ضد مليشيا الحوثي المتمردة حفاظا على الثوابت والمكتسبات الوطنية، وتأسيسا لمرحلة مقبلة من البناء والتنمية والعدالة، علينا أن نجند أنفسنا بالتزامن لخوض معركة وعي شاملة تهدف إلى تشكيل قناعات المواطنين بما يسهم في الدفع بهم نحو عمل جمعي مشترك يفضي إلى ترسيخ أسس المواطنة المتساوية، وتحقيق فرص الديمقراطية، وتفعيل نظم الحكم الرشيد، وقيم المساءلة والتأسيس لمرحلة ممارسة الديمقراطية المجتمعية بشكل فعلي بعيدا عن أهواء وتطلعات قوى الظلام والكهنوت والاستبداد المرتهنة لقوى الخارج.
إنه لمن المؤلم حقا أن نجد مواطنين يمنيين في القرن الواحد والعشرين ينصاعون لخرافات من يدعون الحق الإلهي في الحكم والسيطرة والاستئثار بالموارد ليدفعوا بأنفسهم وأطفالهم إلى جحيم المعارك دفاعا عن هذه الخرافات التي تستهدف استعبادهم وإذلالهم بالدرجة الأولى، وبطبيعة الحال فإن ذلك لم يكن ليحدث لولا أن وعيا زائفا ودخيلا تم تلقينهم إياه من قبل مليشيا الحوثي المتمردة.
ومن المؤكد أن تمكن الوعي الزائف والدخيل من الناس لا يمكن إزاحته إلا بفعل توعوي متواصل ومخطط وصولا إلى إخراجهم من ظلمات الكهنوت والعبودية والخرافة إلى نور الوعي الصحيح والإدراك الأمثل.
ويتحتم علينا في هذا الاتجاه أن نتبنى استحداث معارك مخططة ومدروسة تهدف إلى خلق وعي شامل بالقضايا الوطنية والمصيرية وصولا إلى سد كافة المنافذ والثغرات التي تسلكها القوى الرجعية لتزييف وعي الناس والتضليل عليهم لخدمة مصالحها الضيقة على حساب المصالح الوطنية العامة، وتهيئة المجتمعات اليمنية إلى الانتقال لمرحلة الدولة الاتحادية الضامنة للمساواة والعدل والإنصاف والعمل السلمي التكاملي وتحقيق الفرص المتكافئة للجميع.