لم تكن صدفة أن يهاجر الأباة بعزتهم إلى موطن العزة مأرب.. ذلك أن للنواة قوة جاذبة لما حولها , فلقد وضع القردعي أسس المشروع المقاوم للكهنة في العام 1948م لتكن بعد ذلك مأرب محطة ثورية للشهيد علي عبد المغني مشعل الثورة السبتمبرية.. لتكن بعد ذاك موطنا جديرا باحتضان الأباة من كل أرجاء اليمن حين انكفأت الكثير من المحافظات.
في مأرب تعانق العنفوان السبئي بالشمم الحميري بالعزة المعينية بالإباء العربي لتتشكل لوحة تميزها الصلابة قد ما يكسوها الجمال لتمثل معولا صلبا لهدم كهوف الإمامة وتبديد أحلامها المنبثقة عن المرجعية الخرافية التي تولى كبر تأسيسها أمامهم الرسي.
إن الترابط الحميم بين المأربيين وذوي النهج الجمهوري من كافة أرجاء اليمن قد وثقت عراه باختلاط الدم في متارس الدفاع عن مأرب وفي مواقع التقدم نحو صنعاء.. إن هذا الترابط قد بعث الأحقاد الإمامية لتبدي بعضا مما في صدور أساطينها _ وما تخفيه صدورهم أعظم _ كون هواجس الولاية والاصطفاء تتبدد في الحضرة المأربية ، ولعل تفجير المدارس والمنشآت الحكومية في المناطق التي سقطت بيد الإمامة مؤخرا دلائل واضحة تشير إلى حجم اليأس الإمامي بالاستقرار ما دام أحرار اليمن في مأرب وما دام الماربيون في مقدمة أحرار اليمن.
إن نشوة الإمامة الكاذبة في إعلامها ما هي إلّا حملة تضليلية لاستدراج سطحيي العقول إلى محارقهم الحتمية , ذلك أنهم يعرفون أن نشوتهم لا مكان لها ولا أفق إذ هي كنشوة السكران بعلوه الوهمي الذي لا يستطيع أن يبني عليه قرارا كونه علوا مؤقتا.
وكعادتها تلجأ الإمامة لأساليبها في التسويق لثقافة شق الصف الجمهوري تارة بين أبناء مأرب مع بعضهم وتارة بين المأربيين والجيش الوطني ومؤسسات الشرعية وذاك ما لم ولن تجد له صدى..
لقد عمّد الماربيون والمهاجرون إليهم وثيقة التحرير ومهروها بدمائهم, وكانت الخمس السنوات الماضية من تمازج الفضائل كفيلة بتثبيت بنيانها الذي سيكون مؤذنا باندثار بيت العنكبوت الإمامي لتعود لليمن سالف أمجادها بنكهة سبئية ذات مذاق جمهوري يستلهم انتصاراته من الرصيد الحضاري والقيم اليمانية الأصيلة.