تتميز العلاقات اليمنية السعودية بعمق تاريخها حيث يرتبط البلدان والشعبان اليمني والسعودي بعلاقات أخوية فريدة، وتجمعهما روابط اجتماعية وهدف واحد ومصير مشترك، وهذا ما يتجلى من خلال المواقف التاريخية والإنسانية للمملكة لاسيما الموقف الداعم والمساند لليمن في مواجهة تمرد المليشيا الحوثية على الحكومة الشرعية، من خلال عاصفة الحزم وقيادتها لدول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن وما تقدمه من جهود انسانية لإغاثة اليمنيين عبر مركز الملك سلمان، إلى جانب دعم التنمية وإعادة الإعمار في المحافظات من خلال البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار في اليمن.
ونشر سبتمبر نت هذا الاستطلاع يتحدث عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية في البلدين عن العلاقات الأخوية بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
مواجهة المشروع الايراني
بداية يتحدث د. أحمد عطية – وزير الأوقاف والارشاد، عن هذه العلاقات الأخوية وقال: إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، تنطلق في التعاطي مع القضايا اليمنية من منظور أخوي صادق يحافظ على استقرار اليمن وسلامة أراضيه ويرفض ما يهدد أمنه واستقراره وآخرها انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.. وأوضح الوزير، أن هذه المواقف الأخوية للمملكة تجسد ما يجمع البلدين الشقيقين من أواصر المحبة والإخاء والمصير المشترك والعقيدة والجوار والرحم والنسب، كلها جعلت المملكة تقف معنا في مواجهة المشروع الإيراني الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.
وأضاف القاضي عطية في تصريح خاص لـ”26سبمتبر”: لا شك أن للسعودية الكثير من المواقف الصادقة مع اليمن في كل المنعطفات التاريخية والتي آخرها عاصفة الحزم وإعادة الأمل للقضاء على الانقلاب الحوثي وتحرير كامل التراب اليمني وعودة مؤسسات الدولة ودعم الشرعية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وإنهاء التمرد الذي يهدد اليمن والمنطقة برمتها.. وكذا وقوفها مع الشعب من خلال الدعم الإغاثي والإنساني عبر برنامج إعمار اليمن ومركز الملك سلمان والعسكري واللوجستي والاقتصادي وإعادة الإعمار.
وثمن وزير الأوقاف تلك المواقف الصادقة، وقال: إنها ستظل حاضرة في ذاكرة الأجيال، وهو ليس بغريب على مملكة الخير والعطاء.
علاقات أخوية وروابط مشتركة
ويرى د. محمد مارم، سفير اليمن في جمهورية مصر، أن العلاقات اليمنية السعودية تختلف عن أي علاقات بين بلدين وشعبين، فاليمن والسعودية لطالما ارتبطا ثقافيًا واجتماعياً بروابط يندر وجودها بين بقية البلدان، ويكفي الإشارة إلى أن ١٥٠٠ كيلو متر مِن الحدود المشتركة، وما ترتب على ذلك من علاقات اجتماعية بين أبناء القبائل على جانبي الحدود، يشكل واحدة من أهم مظاهر الترابط الثقافي والاجتماعي بين الشعبين.
مؤكدا أن المملكة العربية السعودية الشقيقة كانت خلال العقود الستة الماضية أحد أهم الداعمين لبلادنا، وقد تجلى ذلك من خلال الدعم المستمر للاقتصاد والتنمية في المجالات الصحية والتعليمية والبنى التحتية.
وقال السفير مارم في حديث خاص لـ”26سبتمبر”: إن أعظم تجسيد لمتانة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين قد تجلى في استجابة المملكة السعودية بقيادة خادم الخرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للنداء الذي وجهه أخوه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمواجهة انقلاب المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، وقيادة التحالف العربي الداعم للشرعية الدستورية في مواجهة الانقلاب ودحره من معظم مناطق البلاد.
وأضاف السفير مارم، لقد استمرت المملكة من خلال قيادتها عاصفة الحزم والأمل في دعم الحكومة الشرعية لتطبيع الحياة في المناطق المحررة ودعم العملة المحلية من خلال الوديعة السعودية، وتمويل المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل الكهرباء، كما مثلت عمليات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية واحدة من أهم عمليات تحسين الوضع الإنساني وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي نتجت عن الانقلاب.. مشيرا إلى أن العلاقات اليمنية السعودية بقيادة فخامة الرئيس هادي وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ستظل تمثل نموذجًا لعلاقات الإخاء وحسن الجوار والعيش المشترك.
علاقات متينة
ويشير الإعلامي الدكتور فيصل الحذيفي، إلى ان تقارير وزارة التخطيط تؤكد ان المملكة العربية السعودية الأولى في نسبة الدعم للشعب اليمني, أكان ذلك في مؤتمرات أقيمت للمانحين أو من خلال الدعم المباشر للمشاريع بدءا من مستشفى السلام بصعدة وما قبلها وانتهاء بمشاريع الإعمار في عدن, وعندما انشئ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كان هدفه الأساس اليمن, والتقارير الأممية فيما يخص الإغاثة العاجلة، تقول إن المملكة تحملت ما نسبته 75% من تكلفة مشاريع الاستجابة في اليمن.
وقال الحذيفي لـ”26سبتمبر”: نحن قدر بعض، فعلاقة الجوار ووشائج الأخوة حاضرة في كل منعطف تمر به أيا من بلدينا, ولهذا فإني مؤمن بأننا سنأخذ بيد بعضنا للخروج من هذه المحنة وننتصر على كل قوى الشر التي تغلبت علينا في حين غفلة من الزمن.
علاقة أخوية وجوار
فيما يقول الإعلامي السعودي عوض مانع القحطاني لـ”26سبتمبر”: إن السعودية حريصة على استقرار اليمن وتريد كل خير للشعب اليمني.. مؤكدا أن وحدة اليمن مهمة للسعودية ووقوف المملكة مع الشرعية اليمنية؛ لأنها تخشى أن تنفلت الأمور في اليمن وتصبح مثل بعض الدول العربية التي تتمني شعوبها الاستقرار.. وأشار إلى أن علاقه المملكة باليمن علاقه جوار وأخوة واستقرار ومن مصلحة دول الخليج أن تكون اليمن في حالة استقرار، ولذلك دخول التحالف العربي إلى اليمن هو منع ايران ومليشياتها من بث الرعب ونشر الفكر الحوثي الطائفي في اليمن وإقامة الحوزات المذهبية في بلد العروبة، لذلك لابد أن يتكاتف أبناء اليمن كافة من أحزاب وتنظيمات سياسية ومكونات وطنية ومشايخ القبائل إلى جانب قيادتهم الشرعية والحكومة وتوحيد الصف ومواجهة المليشيا الحوثية وتحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية التي تحاول بيع اليمن إلى إيران.
نسيج اجتماعي واحد
يتحدث علي بن محمد الرباعي – صحفي بجريدة عكاظ لـ”26سبتمبر” عن العلاقات بين الشعبين، بالقول: “لربما وبحكم تاريخ ميلادي منتصف الستينيات الميلادية أكون من المحظوظين في الوعي بالمعطى القومي والعروبي.
وأضاف الرباعي: كان الشقيق اليمني جزءاً من مكونات الإنتاج اليومي على مستوى الزراعة والرعي والسقي وحفر الآبار والبناء بالحجر، وعندما كانوا يحضرون المناسبات الاجتماعية كانوا يقدمون الرفد في الزواج مثل ما نفعل في القرى والقبائل، كما أنهم يشاركون في الحفلة الفلكلورية وبحكم انفتاح مجتمع القرية كان الشقيق اليمني ينظر إلى المرأة كأخت أو بنت أو زوجة أخيه، فلا غدر ولا خيانة ولا استرابة.
ومضى يقول: في ذلك الزمن لم يكن متداولاً مصطلح (الأجنبي) كانت ليلة وداع الإخوة اليمنيين عامرة بالعشاء الدسم والحكايات السردية الماتعة والتي يغلبنا النوم فنرقد قبل تناول الطعام.. والأجمل منها لدينا كان يوم عودتهم من اليمن يحملون البن الخولاني والزبيب الرازقي الذي ننال منه قبضة وأكثر وتقام الوليمة فرحة بالعائد وكأنه أحد أفراد العائلة.
ويضيف الرباعي: كل هذه المعطيات أشعرتنا أننا شعب واحد بحكم القواسم المشتركة والعادات والتقاليد ما رسخ فينا أن اليمني والسعودي امتداد لبعضهما، وأن التاريخ والجغرافيا لا يمكن تغييرها وإن لحقتها بعض أوضار السياسة، لكن الإنسان ثابت والسياسة متغيرة، ولذا لم تتغير مشاعرنا تجاه الخُبرة الذي كان جزءاً من حياتنا الاجتماعية واستمر حاضراً في الذاكرة وسيظل.
روابط مشتركة ومواقف تاريخية
يشير عبدالعزيز بن عطاف _رئيس الجالية اليمنية في صامطة، إلى أن الحديث عن العلاقات اليمنية السعودية هو ارتباط متجذر في عمق التاريخ والعلاقات الاجتماعية، ولما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من الروابط المشتركة في الدين واللغة والهدف الواحد والمصير المشترك.
وقال ابن عطاف في حديث خاص لـ”26سبمتبر”: إن اليمن والسعودية صنوان لا يمكن لهما ان يفترقا أو يبتعدا عن بعضهما مهما كانت الظروف، ومهما حاول العدو التربص بالبلدين، فالروابط التي تجمعهما كبيرة وعميقة عمق التاريخ، وأضاف: سيظل اليمنيون سندا لأشقائهم في المملكة وكما هو حال السعوديون اليوم بمواقفهم التاريخية داعمين ومساندين ومناصرين لليمن واليمنيين في ظروفهم الحالية والحرب التي يخوضونها ضد المليشيا الحوثية المدعومة من إيران والتي تستهدف زعزعة أمن واستقرار اليمن والمملكة، فكانت يقظة القيادة السعودية واستشعارها للخطر المحدق باليمن والأمة حين أعلنت وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، وكان ذلك الموقف من خلال عاصفة الحزم، ضد الانقلاب والمشروع الإيراني والأطماع التوسعية في منطقتنا العربية.
وأشار بن عطاف إلى ان عاصفة الحزم بقيادة الملك سلمان ملك الحزم والعزم جاءت انطلاقا من الموقف العروبي والأخوي لوقف هذا المد وإحباط المشروع الفارسي الذي تنفذ أجندته في اليمن تلك المليشيا الحوثية.
وقال عبدالعزيز بن عطاف: إن هذه المواقف ليست بغريبة على اليمنيين، فالأشقاء في المملكة العربية السعودية حكومة وقيادة وشعبا هم دائما أقرب الناس إلى اليمنيين وحاضرين في كل موقف إلى جانب اشقائهم في اليمن، يلبون النداء لنصرة اخوانهم في اليمن فتجدهم داعمين ومناصرين مقدمين الواجب ناجدين ومغيثين ومناصرين، وهذه المواقف تنطلق من روابط الأخوة والدين والمصير المشترك.
وأضاف رئيس الجالية اليمنية في صامطة إن اليمنيين اليوم يكنون لأشقائهم السعوديين كل الحب والمودة والإخاء، إزاء تلك المواقف العروبية والأخوية والتاريخية تلك المواقف العظيمة والمشرفة للمملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وخلفهم الشعب السعودي الشقيق، تلك المواقف تجسدت فيها كل معاني الأخوة والعروبة والدين والروابط الاجتماعية في دعم اليمن واليمنيين، وستظل حاضرة في وجدان الشعب اليمني وخالدة في ذاكرتهم التاريخية ومدونة في التاريخ تحكي للأجيال تلك المواقف الأخوية.
مواقف إنسانية
ويرى محمد المقرمي – رئيس مركز الاعلام الإنساني، أن المواقف الإنسانية النبيلة للسعودية تجاه اليمن تترجم مدى متانةً الروابط الأخوية بين البدلين الجارين؛ حيث تجاوز الدعم الإنساني من المملكة العربية السعودية لليمن 16 مليار دولار منها ملياران و394 مليونا و628 ألف دولار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال 371 مشروعاً إنسانياً متنوعاً، بالتعاون مع 80 شريكاً دولياً وإقليمياً ومحلياً، معتمدة على معايير الإنسانية وعدم التحيز والتقيد بالقانون الدولي الإنساني، و3 مليار دولار قُدمت كودائع للبنك المركزي اليمني، جاءت الأولى في 2014 بمقدار مليار دولار ثم تلتها الوديعة الثانية في 2018م بمقدار 2 مليار دولار، لإنعاش الاقتصاد اليمني والحفاظ على العملة اليمنية من التدهور المتسارع أمام العملات الأجنبية جراء الحرب التي سببتها المليشيا الحوثية.
وأشار المقرمي في حديث خاص لـ”26 سبمتبر”: إلى أن المشاريع الإنسانية في مجال الأمن الغذائي والأمن الصحي وإيواء النازحين ومكافحة الأوبئة ومشاريع تنموية جاءت عبر الشريك الدولي في التنفيذ منظمات الأمم المتحدة لتصل لكافة المدنيين المتضررين في مختلف المحافظات اليمنية، وعبر المنظمات اليمنية المحلية والدعم المباشر للحكومة الشرعية والنازحين الذين غادروا وطنهم فارّين من جحيم المليشيا، كما عالجت أكثر من 14 ألف جريح يمني من مختلف المحافظات اليمنية عبر التعاقد مع مستشفيات خاصة في اليمن، ودعم المستشفيات الحكومية وإخلاء الجرحى للخارج لتلقي العلاج وفتح مستشفياتها للجرحى القادمين من محافظات مأرب وصعدة والجوف ومختلف المحافظات اليمنية.
ويأتي برنامج مسام كواحد من أهم المشاريع الإنسانية التي نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية في اليمن – بحسب حديثه – حيث تم نزع أكثر من 134.259 لغم زرعتها المليشيا بشكل عشوائي في المدن التي اندحرت منها لتحصد أرواح المدنيين، وتتواصل البعثات الطبيعة من المملكة إلى اليمن في مجال جراحات القلب والقسطرة للأطفال والكبار وإجراء العمليات الجراحية المعقدة في مختلف المجالات.