من خلال سير المعارك على مسرح العمليات الحربية أثبتت قواتنا المسلحة أنها رقم وطني وجمهوري صعب بحجم التحديات التي تواجه الوطن وبحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في معركة اليمن الوجودية والمصيرية المقدسة.
ستظل مؤسسة الوطن الدفاعية رهانا شعبيا ووطنيا وجمهوريا، فقد أثبتت القدرة على إنجاز مهامها الوطنية والدستورية بمهنية وكفاءة عالية وإلحاق الهزائم تلو الهزائم بمليشيا الكهنوت لاستعادة الدولة والعاصمة السياسية صنعاء وما تبقى من محافظات من سيطرة المليشيا وإسقاط الهيمنة الفارسية.
صحيح أن مؤسسة الشعب الدفاعية تأسست في ظروف وأوضاع صعبة واستثنائية لكن الصحيح أيضا أنها ولدت من رحم القضية الوطنية وبنيت على أسس علمية وعقيدة وطنية متينة، ولاؤها للشعب والوطن والجمهورية، وعلى الرغم من شحة الجانب المادي إلا أن الجانب الروحي لديها طاغ، فالروح المعنوية العالية التي يتمتع بها أبطال القوات المسلحة في كل الجبهات تعانق السماء، وثباتهم كالجبال الرواسي، وهذا ما يعكسه صمودهم الأسطوري وتضحياتهم وبطولاتهم وانتصاراتهم الكبيرة وبأقل الإمكانيات، إنهم يخوضون اليوم معركة الشعب واليمن والجمهورية، بل ومعركة الأمن القومي العربي ضد مليشيا الحوثي وضد الطموح الاستعماري الفارسي بثبات واستبسال منقطع النظير، وهم يسطرون بطولات وانتصارات لافتة ويلحقون بمليشيا الكهنوت هزائم ساحقة ويكبدونها خسائر بشرية ومادية فادحة حتى هذه اللحظة، ولعل مئات الجثث المتناثرة في جبال وشعاب نهم والجوف وفي صرواح والمشجح وهيلان والكسارة ، هذا فضلا عن الجثث المكدسة التي باتت تكتظ بها المستشفيات العامة والخاصة في صنعاء وذمار، وهناك معلومات تؤكد أن الحوثيين قاموا باستخدام ثلاجات سرية في بعض المنازل في احياء العاصمة صنعاء المختلفة لإخفاء جثث زنابيلهم التي لم تعد تستوعبها ثلاجات المستشفيات ، وهذا ما يؤكد خسارة المليشيا من قناديلها وكذلك استنفادها لمخزونها الاستراتيجي من الزنابيل، فما خططت له المليشيا وأعدت له مع خبراء وضباط الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني على مدى عام ونصف من التحشيد البشري والتدريبي والاستعداد المادي والقتالي في العديد من معسكرات التدريب على يد مدربين وخبراء من الحرس الثوري ومن حزب الله تلاشى على يد أبطال القوات المسلحة في نهم والجوف وصرواح وهيلان والمشجح والكسارة هيلان خلال أيام معدودة وهاهي المليشيا تتجرع مرارة الهزائم والخسائر المهولة نتيجة تهورها غير المحسوب، من هنا استطيع القول وبكل ثقة أن قواتنا المسلحة تطورت على المستوى القتالي والمعنوياتي وتفوقت في التخطيط وفي العمل الاستخباراتي والاستطلاعي وفي إستخدام أساليب التكتيك العسكري الحديث على مسرح العمليات الحربية خلال الأيام الماضية، هذا فضلا عن تفوقها الأخلاقي.
إن قواتنا المسلحة وهي تخوض المعركة المصيرية والفاصلة دفاعاً عن وحدة الكيان اليمني وكرامة الشعب وهويته العربية والاسلامية لن تتوقف إلا باستعادة العاصمة صنعاء والدولة.
فمعركتنا اليوم ضد أحفاد الغزاة القادمة من غبار التاريخ من الكهوف والمدججة بخرافات القداسة وثقافة الموت والتمييز السلالي العنصري الاستئصالي القائم على إسقاط الشعب والأمة وإعلاء العرق السلالي هي معركة وطنية ووجودية ومصيرية مقدسة ليس أمام اليمنيين أي خيار إلا في كسر مليشيا الحوثي واسقاط النفوذ الإيراني والانتصار لليمن (أرضا وإنسانا وهوية) فهو خيار السلام الحقيقي والاستقرار الدائم لليمن والمنطقة.
* رئيس شعبة الصحافة العسكرية