وضعا إنسانياً غاية في الصعوبة تعيشه الأسر النازحة التي تسببت مليشيا الحوثي المتمردة بنزوحها في واحدة من أبشع جرائمها لتضاف إلى سجل وافر بمثل هكذا انتهاكات.
مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران أجبرت – آلاف الأسر على النزوح من مديرية مجزر شمال غرب محافظة مأرب، ومن مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء إلى مدينة مأرب ، ومحيطها.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقريره الأخير أكد – حسب إفادة الشركاء في المجال الإنساني- أن خلال الفترة ما بين 19 يناير و 17 فبراير تم إجبار أكثر من 5000 عائلة على الفرار في منطقة نهم بمحافظة صنعاء ، ومنطقة صرواح في محافظة مأرب، والغيل ، والحزم ، والمتون في محافظة الجوف.
قصف مليشيا الحوثي على المدنيين في مديرية مجزر تسبب بنزوح ما يقارب 1250 أسرة من منازلها إلى مخيمات نزوح متفرقة في عدة مناطق آمنة بالمحافظة، بالتزامن مع نزوح أكثر من 1500 أسرة من مخيم الخانق الواقع في مديرية نهم للسبب ذاته إلى المحافظة مأرب.
المليشيا الانقلابية تسببت أيضا بنزوح أكثر من 500 أسرة تقطن عدة قرى سكنية في مديرية نهم إلى عدة مخيمات نزوح في المحافظة ذاتها.
معاناة
الأسر النازحة قالت : إنها تعيش ظروفا إنسانية صعبة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية، والتعليمية، والاغاثية ، والإيوائية ، وافتقارها للخدمات الأساسية، مشيرة إلى أنها في المخيمات تعتمد على ما يقدم لها من مساعدات، موضحة أن المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لا يوجد لها أي دور في تقديم المساعدات الغذائية والإغاثية لهم وإنها حتى اللحظة لم تقدم أي دعم أو مساعدة إغاثية تذكر.
رئيس ائتلاف صنعاء للإغاثة والتنمية أوضح حجم المأساة فقال : الأسر نزحت بجسدها بالثياب التي عليها بلا مأوى بلا أدوات منزلية بلا أدنى مقومات الحياة هي بحاجة إلى خيام إلى فراش إلى بطانيات إلى أدوات منزلية، إلى دورة مياه إلى أدوات مطبخ إلى خزانات مياه يحتاجون مدارس عيادات صحية.
مخيم الخانق – حسب رئيس الإئتلاف – كان يحتوي على أكثر من 1250 أسرة نازحة منذ 2016 وحين قصفت المليشيا الحوثي المخيم اضطر النازحون إلى الهروب بملابسهم التي فوقهم فقط ما استطاعوا يحملون من متاعهم أي شيء.
وأضاف عبدالله الشامي في تصريح لـ “سبتمبر نت”: كانت لدى نازحي مخيم الخانق مشاريع قمنا بتوفيرها مثل المدارس ، والعيادة الطبية، ومشروع المياه فأصبحوا بين عشية وضحاها – بعد قصف المليشيا الحوثية مخيماتهم – في العراء بدون أدنى خدمات ، تلك الأسر انتقلت إلى مدينة مأرب وبعضها هيأنا لها مكان في مخيم الميل وتم انشاء مخيم السويداء بالقرب من مدينة مأرب ، وأعداد كبيرة من هذه الأسر في مديرية مجزر ، وأماكن متفرقة في محافظة مأرب .
نزوح يومي
يؤكد الشامي أن النزوح مستمر وأن أكثر من 600 أسرة جديدة نزحت مؤخراً من مديرية نهم والمناطق المجاورة إلى الآن نتيجة القصف الحوثي لها، علما أن العدد مرشح للازدياد وكل يوم تنزح ما يقارب عشرون أسرة .
احتياجات عاجلة
النازحون يعيشون – طبقا لإفادة العديد من الأسر. – في ظروف صعبة جدا في ظل حاجتهم الماسة للمأوى والمواد الغذائية والخيام حيث أكدت أسر نازحة بأنه لم يعد لديها أي مسكن أو ممتلكات أو أعمال تساعدهم على العيش وتوفير أبسط الاحتياجات التي من شأنها قد تخفف عنهم ولو جزء يسير من آلام النزوح”.
الأسر النازحة ذكرت أنها بحاجة إلى مواد غذائية ومياه إلى جانب الرعاية الصحية والدوائية.
الإتلافات كانت ولم تزل توجه نداء للمنظمات الدولية والجهات الداعمة بسرعة الاستجابة العاجلة إلى استغاثة النازحين بسرعة انقاذ الأسر خاصة فيما يخص جانب الإيواء والأدوات المنزلية.