لم يتوقع المرضى والعاملون في مستشفى الجفرة والمستشفى السعودي في مديرية مجزر بمحافظة مأرب بأنهم سيكونون هدفاً مباشراً للصواريخ وقذائف المدفعية الحوثية، خصوصاً وهما يبعدان عن خطوط المواجهات مسافة كبيرة.
لكن فجر يوم الجمعة الموافق 7 فبراير 2020م تبدد هذا التوقع حينما أقدمت المليشيات الحوثية على قصف المستشفيين بالصواريخ وقذائف المدفعية، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة في قسمي الطوارئ والرقود وعدد من أقسام المستشفى.
وفق بيان مكتب الصحة حصل عليه “الثورة نت” فإن خدمات المستشفى توقفت بشكل جزئي بعد القصف خصوصاً في الأقسام التي تعرّضت للأضرار في المبنى والتجهيزات والمعدات وفي مقدمتها قسم الرقود.
ومن المتوقع أن يتسبب قصف مليشيا الحوثي في حرمان سكان خمس مديريات موزعة على ثلاث محافظات من بعض الخدمات الطبية والعلاجية التي كان يقدمها لهم قبل أن يتعرّض للقصف، خصوصاً من أبناء الأسر النازحة.
ثكنة عسكرية
وفق مكتب الصحة فقد كانت مليشيا الحوثي حولت المستشفى إلى ثكنة عسكرية خلال الفترة من نهاية العام 2014م وحتى نهاية العام 2016م، وبعد دحرها على يد الجيش الوطني جرى إعادة تأهيله من قبل السلطة المحلية بالتعاون مع وزارة الصحة وتحالف دعم الشرعية ومنظمات إنسانية، ورفده بالمعدات والتجهيزات اللازمة لمواكبة الخدمات الصحية للسكان والنازحين في المنطقة.
وبحسب البيان فقد “استمر العمل لتطوير بنية المستشفى التحتية وتحسين الأداء وتوفير الرعاية الصحية والخدمات الطبية للمستفيدين من أبناء بعض المديريات القريبة من المستشفى من محافظات (مأرب – الجوف – صنعاء).
وتكشف آخر إحصائية صادرة عن المستشفى أنه ومنذ إعادة تأهيله وحتى نهاية العام 2019، استقبل المستشفى 38814 حالة، قُدمت لهم 22658 خدمة طبية وعلاجية، وتم إجراء 106 عمليات جراحية”.
وتبلغ السعة السريرية للمستشفى 25 سريرا، ويضم عشرة أقسام وهي (الطوارئ- الرقود- العناية المركزة- العمليات- المختبر- الأشعة- الصيدلية- النساء والولادة- الرعاية الصحية الأولية- العيادات الخارجية)، ويعمل فيه 61 موظفاً بينهم 4 أخصائيين و3 أطباء عموم وغيرهم من الفنيين والإداريين” وفقاً لما أورده بيان مكتب الصحة.
ويذكر مكتب الصحة بمحافظة مأرب أن مليشيا الحوثي الانقلابية استهدفت بشكل ممنهج ومتعمد 12 منشأة طبية ومرفقاً صحياً في المحافظة خلال السنوات الماضية بمختلف أنواع الصواريخ والمقذوفات.
ووفق البيان فإن ذلك القصف تسبب في تدمير ثلاثة مستشفيات بشكلٍ كلي، كما أسفرت عمليات القصف المتكررة عن استشهاد 7 أطباء وعاملين صحيين وإصابة 7 آخرين من الكوادر الصحية العاملة بالمحافظة.
صمت دولي
وفي السياق ذاته، استنكرت وزارة الصحة العامة والسكان، استهداف المليشيا الحوثية لمستشفى الجفرة الحكومي والمستشفى السعودي شمال مارب، معبّرة عن “استغرابها ودهشتها للصمت المطبق للمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والتي لم تقم حتى بإصدار بيان إدانة وتحديد موقفها الصريح والواضح تجاه هذا العمل الإجرامي الذي يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية وما سبقه من حوادث مماثلة باستهداف المنشآت وطواقم الإسعاف والعاملين الصحيين”.
وشددت الوزارة في بيانها الذي وصل “الثورة نت” نسخة منه، على ضرورة “أن لاتقف المنظمات الدولية موقف المتفرج حيال جرائم المليشيات الحوثية”.
وقال البيان “إن استهداف المستشفيات التي تعمل على مساعدة المرضى النازحين بمحافظة مأرب وتقديم خدماتها الإنسانية، يعكس مدى إفلاس هذه الجماعة الأخلاقي ويدل على سقوط قيمها الإنسانية لتسجل اسمها وبجدارة في خانة المنتهكين للقانون”.. مؤكداً أن “مثل هذه الأعمال الإجرامية لا يقبلها دين ولا عرف ولا قانون”.
ومنذ منتصف يناير الماضي 2020، عاودت المليشيات الحوثية استهداف الأعيان المدنية ومنازل المواطنين بمحافظة مارب عشوائياً، تسببت بعضها في تدمير منازل وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال.