بثباتٍ يعتلون متارسهم، شامخون في وجه الصقيع، وضربات الرياح الصحراوية الباردة، وبروح متوثبة ونظرات حادة، يرصدون العدو ويرتقبون أوامر الانطلاق..
هكذا هم ابطال القوات المسلحة، في جبهات نهم والجوف، رجالٌ يعيشون في عالم مختلف، بعيداً عن عالم السوشيل ميديا، وقريباً من العاصمة..
لغتهم النصر ولا وقت لديهم للحديث للصحافة، ولا للانشغال بترهات المرجفين، ولا للبحث عن أساليب المناكفات الحزبية والانتماءات الضيقة، يحملون اليمن في صدورهم، ويغسلون بدمائهم وجه التاريخ، بعد أن اعادت إليه ريح العلم بصره، علّه يعي ويدون، كيف تأكل كتف الامامة وكيف يشق الرجال الجبال والصحاري ليستعيدوا دولة الشعب وهويته الأصيلة..
يقول الشاعر: (فوق الجبل حيث حيد النسر.. فوق الجبل
واقف بطل محتزم بالنصر.. واقف بطل
يزرع قبل في جبين الصخر يزرع قبل)
عزيمة لا تلين
تسألهم: كيف تشعرون؟ فيجيبون بقرب النصر.. ماذا تنتظرون؟َ! ساعة الحسم.. ما الذي تريدونه؟ تطهير الوطن.. ابطالٌ هذه اجاباتهم لا يهزمون، إذ أن المعركة، بالنسبة لهم قضية وطن، لا مساحة فيها للتهاون أو التخاذل.. معركتهم، معركة اليمن الاتحادي الكبير، الضارب في عمق التاريخ، والذي لم يهنٌ ابداً ولن..
(يا سماوات بلادي باركينا
وهبينا كل رشد ودعينا
نجعل الحق على الأرض مكينَاً)
نهم.. صنعاء تقترب
في جبهات نهم أبطال القوات المسلحة، ثابتون، لا يكترثون لما يقوله الجبناء من وراء الشاشات، ولا يهتمون لهرطقات مطابخ الشائعات الكهنوتية، ولا يلتفتون أبداً للوراء، عيونهم ترنو إلى العاصمة وعقولهم ترسم الحلم اليمني الأبهى، والغد السبئي المنتظر.. حلم الدولة الاتحادية المدنية، وغد النظام الجمهوري الديمقراطي العادل..
في نهم يخوض ابطالنا معارك هي الأعنف، يكبدون المليشيا خسائر فادحة، يأسرون عناصرها، ويهلكون قياداتها، ويحطمون خططها ومؤامراتها، ويرتجف من عزيمتهم حتى الطقس..
يقول القبيسي:
(قدام قدام ياجيش الوطن قدام
قدام لاحد يخيل غير قدامه
قدامكم بس ياكمن بطل ضرغام
قدامكم ياطموح الشعب وأحلامه
قدامكم حرروا صنعاء مدينة سام
وطهروها من الحوثي وأزلامه).
ابطال القوات المسلحة، أولئك الذين لا يأبهون لحرارة شمس الصحراء والوادي، ولا برودة الجبال وصقيعها أولئك الذين يقتاتون السهر ويشربون الصبر، وينامون على تربة الأرض في ظل صخرة أو على قمة جبل فقط ليربح الشعب رهانه المخلص عليهم، ولينجزوا الوعد، ويفوا بالعهد، عهد رفع العلم في مران، وفي كل شبر من تراب الوطن..
قادة في الميدان
على امتداد ساحات المعارك في جبهات نهم والجوف وهيلان تواجدت قيادات القوات المسلحة في زيارات مكثفة تشحذ الهمم وتشد على أيدي الابطال وتجدد العهد.
فمن تفقد وزير الدفاع الفريق الركن/ محمد علي المقدشي، الثلاثاء، سير العمليات القتالية التي يخوضها ابطال القوات المسلحة في جبهات نهم، إلى زيارات رئيس هيئة العمليات المشتركة اللواء الركن/ صغير بن عزيز إلى جبهات هيلان، وليس انتهاء بزيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن/ محمد الحبيشي لجبهة صرواح وهيلان..
قاداتنا يتقدمون الصفوف، يرافقون سيل الابطال الهادر، ويقودون المعارك من خطوط النار، قاداتنا في المقدمة، وفي المقدمة يقف الصادقون..
وهنا يقول القبيسي ايضاً:
(والانتصارات يصنعها التعب والعرق
والقايد الفذ والشعب الأصيل العريق
وظلمة الليل يجليها ظهور الشفق
وامة الحق يحميها النظام الدقيق
ماشي في الكون كله غير باطل وحق
والحق معروف وأهله عارفين الطريق)
هيلان.. الخطوة الأولى
تعددت الطرق لكن صنعاء هي الهدف، وتحريرها هو الغاية، صنعاء التي تلوح من قمم هيلان أقرب، والتي ينطلق الابطال إليها بلا هوادة، يشقون الصخر، وينحتون اسطورة المارد السبئي..
في ساعات قليلة اعتلوا هيلان، وفي ساعات قليلة يطهرونه من جيوب المليشيا، وفي ساعات قليلة سيئدون على جوانبه أحلام الامامة الكهنوتية ومشروع فارس الطائفي، ويزرعون الورد ويبذرون سنابل الجمهورية.
مفرق اليمن الجديد
ليس هذا مفرق الجوف، هذا مفرق اليمن الجديد، حيث يلقن ابطال القوات المسلحة مليشيا الكهنوت الامامي البائد دروسا بليغة في معاني الولاء الوطني، شاقين طريقهم نحو العاصمة صنعاء، بعزيمة لا تنكسر..
يقول الشاعر/ مجلي القبيسي:
(يقول ابو نصر صف الحق باينتصر
والظلم مهزوم طال الوقت والا قصر
يا مفرق الجوف وجهتنا الحتارش عصر
وان عاد خطك مطوّل ربما نختصر
الجيش كله مصمم والتحالف مصر
يا نصر والا شهادة لعن ابو من قصر).