العديد من الأمور الغائبة عن اليمنيين وخاصة المرأة اليمنية كشفتها ابتهاج الكمال وزير الشؤون الاجتماعية والعمل من القيادات النسائية البارزة في اليمن، حيث تقلدت العديد من مواقع المسؤولية في فترة تقترب من ثلاثة عقود وتصدرت للعديد من المهام الوطنية في مختلف القطاعات الحكومية، تفضل العمل بصمت دون ضجيج، وتعتقد أن النجاح في ميدان العمل هو المحك الحقيقي، خصة صحيفة 26 سبتمبر بهذا الحوار:
* بداية ماهي القطاعات والمجالات التي تنشط فيها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم في ظل هذه الأوضاع؟ وما العراقيل والعقبات التي تواجهكم؟
أولاً هذا السؤال هو المحور الأساسي لعمل الوزارة، بدأنا بعمل الوزارة وبقطاعات مختلفة والتي كانت تخدم العمل الإغاثي والإنساني خاصة فيما يخص منظمات المجتمع المدني وتراخيصها وآليات عملها، وعملنا ضوابط لإنشاء ونقل مؤسسات المجتمع المدني التي كانت في المناطق غير المحررة ونقلناها للمناطق المحررة، كما عملنا ضوابط للمؤسسات الجديدة التي أنشئت. طبعا العمل الإنساني المؤسسي المجتمعي أصبح يمثل جزءاً كبيراً من عمل الدولة خاصة في مثل الظروف الإنسانية التي تمر بها اليمن، تغيير العمل المجتمعي من عمل تنموي إلى عمل إنساني، وهذا جعلنا نعمل ضوابط أشد وخاصة أن العمل الإنساني كان ويرتبط معظمه مع منظمات الأمم المتحدة أو المنظمات الخليجية.
* الحرب ضاعفت من حجم البطالة.. كيف تعاملتم مع هذا الجانب؟
موضوع البطالة وفقد كثير من الموظفين لأعمالهم خاصة في القطاع الخاص، والذي كان نتيجة للوضع الاقتصادي، للبلد وارتفاع سعر الدولار، والمتغيرات التي تعرض لها الوضع الاقتصادي فكان الموضوع اننا نعمل خطة لتشغيل الشباب، هذه واحدة، كما واجهنا المشكلة الأساسية ضمن عملنا أيضا عمالة الأطفال فقد كثير من ارباب الاسر وظائفهم واضطروا أن يستعينوا بأطفالهم للحصول على مورد مالي فزادت نسبة عمالة الأطفال بنسبة كبيرة فعملنا خطة خاصة بالحد من عمالة الأطفال وتجنيدهم.
* وماذا عن مشاكل النازحين؟
النازحون زادت نسبة عددهم من المناطق غير المحررة، إلى المناطق المحررة، تمركزوا في بعض المحافظات مثل مأرب وعدن، نحن كوزارة كان علينا مسؤولية في عملية النزوح، حيث كان معظم النازحين من النساء فدخلنا في جانب المرأة وتعليمها، ونفذنا بعض البرامج مع بعض الجهات، إضافة إلى أن المرأة تعرضت لبعض الإشكاليات عند النزوح من مكان إلى آخر، وتتعرض إلى عنف نفسي، ونحن عندما نتكلم عن العنف لا نقصد العنف الجسدي فقط، ووجدنا أن معظم الحالات المسجلين للحصول على الرعاية الاجتماعية معظمهم نساء، مسؤولات عن الأسر خاصة أن الرجال شاركوا في العمليات القتالية وفي الجبهات فأصبحت المرأة هي المعيل للأسرة والمسؤولة عن الأسرة.
* ما الجديد في جانب الرعاية الاجتماعية؟
عندنا صندوق الرعاية الاجتماعية كان مسجل فيه تقريبا مليون وخمسمائة الف حالة هذه الحالات كانت الحكومة في الظروف العادية تصرف مبالغ معينة لهذه الحالات في 2017م بعد أن توليت الوزارة بذلنا جهوداً مع البنك، وتم صرف مبالغ للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية.. طبعا نحن الآن في مباحثات فالمبالغ التي كانوا يستلموها في كشوفات 2014م، قد قلت بنسبة كبيرة بسبب فارق صرف سعر الدولار الآن نحن نطالب برفع هذه المبالغ بحيث تكون ما يساوي المبالغ في 2014م إضافة إلى أنه كل دورة صرف تعتمد بشكل فردي كدورة واحدة كل ثلاثة أشهر فقط، الآن عندنا موافقة باستمرار دفع البنك الدولي لمساعدات لسبتمبر 20/ 21م، طبعا هذا يعطينا نوعاً من الاستقرار أن هذه الحالات على الأقل ستستلم مستحقاتها إلى تلك ا لفترة، إضافة إلى أن الجهود ما زالت تبذل في رفع المبالغ وزيادة نسبة المستفيدين.
* وماذا عن وضع صندوق المعاقين؟
بالنسبة لصندوق المعاقين نحن في 2017م نقلنا الإدارة التنفيذية لفرع الصندوق من صنعاء إلى عدن، طبعا هناك تحديات كثيرة تواجهنا في صندوق المعاقين، وما زلنا نعاني منها والسبب هو قلة الوعي، فعلا نقلنا الصندوق وبدأنا نورد إيرادات الصندوق إلى المكتب التنفيذي في عدن عن طريق البنك المركزي، والحمد لله أصبحت الإيرادات إلى حد ما ماشية، نحن لدينا ثلاثة فروع للمكتب التنفيذي في تعز وعدن وحضرموت، إلى الأن نحن نواجه صعوبات أو تحديات في تغطية المخصصات للفروع الأخرى بسبب إشكالية قلة الوعي إضافة إلى اننا وجهنا بفتح فرع في مأرب وخاصة أن عدد المتواجدين في مأرب عدد كبير.
* تضررت المرأة اليمنية أكثر من غيرها في ظل سيطرة المليشيا الحوثية، هل يمكن أن تجملي لنا أبرز المحطات والجوانب والانتهاكات التي مستها؟
طبعا المرأة اليمنية هي أم وأخت وزوجة وابنة فالمرأة تضررت كثيراً، فالأم تضررت لأن عندها أولاداً قتلوا أو سجنوا أو أخفوا قسريا أو غير ذلك وخاصة في المناطق غير المحررة، فالمرأة كانت ربة بيت والأن أصبحت معيلة لأولادها وأصبحت هي المسؤولة عن البحث عن المساعدات الإنسانية، وفي حالة النزوح هي التي تتحمل الجزء الأكبر في عملية توفير المناخ الكامل لأولادها، إضافة إلى الانتهاكات الرئيسية الأخرى مثل الاختطاف لزوجها وهذه طبعا انتهاكات غير مباشرة وهناك انتهاكات مباشرة مثل الانتهاكات التي تعرضت لها الإعلاميات والموظفات والطالبات، وغير ذلك فالمرأة هي المتضرر الأكبر ونحن لا ننسى الضرر الذي تعرض له الرجال وهم جزء من المجتمع، وهم مشاركون، وفي الجملة الضرر كان على الرجل والمرأة، ونحن نخص هنا المرأة لأنها تحملت الجزء الأكبر من المسؤولية إلى جانب العنف النفسي والعنف الاجتماعي.
إقامة المشاريع الصغيرة.. وتدريب النساء
* التقيتم قبل أيام مع السفير الصيني وناقشتم دعم الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة وغيره من القضايا.. ما الذي سيترتب بعد هذا اللقاء؟
لقاءنا مع السفير الصيني كان هذا أول لقاء بطلب منا في الوزارة لغرض تدريب النساء على إقامة المشاريع الصغيرة، وتدريب النساء على بعض المهارات الخاصة، وخاصة أن الصين مشهورة بالعمل اليدوي والعمل الحرفي إضافة إلى انه كان هناك منتدى للمرأة العربية الصينية وكنت أنا مشاركة في هذا المنتدى، وكان هذا سبب اللقاء الرئيسي، وكان اللقاء في المنتدى طبعا بناء على طلب السفير.
* ما هو وجه استفادة المرأة اليمنية من المشاركة في منتدى المرأة العربية الصينية؟ كيف كان وضعها وكيف أصبحت؟
منتدى المرأة العربية الصينية يتم تحت اشراف الجامعة العربية، وهذا المنتدى الثالث طبعا، وكان هناك منتديات سابقة، أنا طرحت مقترحاً في المنتدى وهو أن يكون هناك تعاون أو اتفاقية واضحة ما بين الجامعة العربية والمنتدى، وليس مجرد لقاءات، طبعا طرحت بعض المواضيع المهمة وأن أهم نقطة بيننا وبينهم هي الفهم المشترك عبر الترجمة
والعلاقات اليمنية الصينية كانت قديمة وقوية، وكان لي مداخلة في المنتدى وتكلمت عن مكانة المرأة في الثقافة العربية، وتكلمت عن المحطات المضيئة في تاريخ المرأة العربية والتاريخ الحديث، وأشدنا بدور القيادة السعودية في تمكين المرأة وأشدت بدور المرأة السعودية التي كانت مؤهلة لهذا الدور الذي تم منحه من القيادة، أما بالنسبة لدور المرأة اليمنية طبعا المنتدى كان منتدى عام وشامل فتكلمت حول كيف كان وضعها وكيف أصبحت، والمراحل التي وصلت لها، وتحدثت عن الإنجازات فالمرأة اليمنية كانت في الصفوف الأولى في ثورة الشباب ولفتت نظر المجتمع اليمني والإقليمي والدولي إلى وجودها في جميع مراحل المفاوضات ففي توقيع المبادرة الخليجية كانت حاضرة وكان هناك نصان لصالح المرأة، واحد من النصوص فيما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني، ثلاثون في المائة نساء، وفعلا تم التنفيذ وفقرة ثانية لزم أن تكون موجودة وهي لجنة الدستور ما يساوي ثلاثين في المائة نساء وكان فيه اربع نساء في لجنة الدستور، هذه بعض الإنجازات وللأسف جاء الحوثي و قضى على كل هذه الإنجازات.
مسؤولية مشتركة
* في الدورة ال 39 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية وافق المجلس على دعم المشاريع المقدمة من اليمن، ماهي هذه المشاريع؟ وهل هناك جدولة زمنية للتنفيذ والمتابعة؟
نحن قدمنا مشاريع و تم اعتماد مبلغ مالي وفي البرنامج الاستثماري 2020م سيكون الدعم متوفراً.
* ما هو واقع الطفولة اليوم بعد أن رأينا الأطفال يتسربون من المدارس ويجرون للجبهات الحوثية؟
للأسف الشديد ونحن نتابع التسرب الذي حدث للأطفال من المدارس، وهذا حاصل في المناطق غير المحررة وبشكل كبير، ولو تكلمنا عن انتهاكات الطفولة فهي كبيرة، وكذلك عمالة الأطفال لا سيما في المناطق غير المحررة ونحن غير قادرين للوصول إليهم في هذه المناطق لكن هناك دور إعلامي يجب أن تتحمله منظمات المجتمع المدني، ويتحمله الإعلام الرسمي وغير الرسمي، وهذا يحتاج جهداً كبيراً، والجهد ليس فقط على منظمات المجتمع المدني بل على المجتمع الدولي، ونحن نطالب المجتمع الدولي بالوقوف على هذه الظاهرة التي أصبحت تحطم مستقبل أولادنا ونطالب بإجراء عملي.
مجتمعنا تكافلي
* العمل الخيري والاجتماعي الذي يشرف عليه قطاع التنمية لديكم في الوزارة، كيف وضعه اليوم في ظل سيطرة المليشيا الحوثية وتحكمها في الجمعيات والمؤسسات الخيرية مع اتساع رقعة حاجة الناس وشدة فاقتهم؟
معظم منظمات المجتمع المدني توجهت للعمل الخيري والإنساني ومجتمعنا اليمني مجتمع انساني مجتمع تكافلي، وليس مجتمعا متفككا، والتكافل والعمل الخيري الإنساني من أساسيات العمل في اليمن، وتاريخ اليمن يتضمن بوادر إنسانية كبيرة، ونحن حاولنا ننظم العمل الخيري عبر ديوان الوزارة في عدن ومكاتبها في المحافظات، وهناك ضوابط معينة نطالب بالالتزام بها، وهذه هي المشكلة التي نواجهها مع منظمات المجتمع المدني أما من حيث دعمه فنحن ندعمه ومن حيث تأثر الجمعيات والمنظمات بالوضع نحن في المناطق المحررة وضعنا افضل من المناطق غير المحررة، أنشأوا هيئة مسؤولة عن العمل الاجتماعي بشكل عام، وهذه الهيئة ضغطت على المنظمات وأبعدتها عن العمل الخيري وقيدتها بالشروط لأنه في كل عمل تقوم فيه لازم يكون هناك موافقة منهم.
تحديات كبيرة
* ما هو دور الوزارة في الرقابة على عمل المنظمات؟ وهل يمكن للوزارة إيقاف فسادها؟
طبعا الظرف الذي نحن فيه سواء كان أمنياً أو سياسيا أو اجتماعياً يجعلنا نكون أكثر حرصا ورقابة على المنظمات، وهناك تحديات كبيرة نحن نواجهها، وإن شاء الله نتغلب عليها في الفترات القادمة.