لم يكن هجوم الحوثب علي مسجد معسكر التدريب في عدن الاول فقد دأبت عصابة الحوثيين على صناعة الموت والإرهاب وإزهاق أرواح الأبرياء،
وما حدث في أحد مساجد محافظة مأرب، ، ليس إلا حلقة في سلسلة طويلة من الإرهاب الحوثي الذي يستمد فكره من مراكز صنع القرار في طهران.
حصيلة القتلى 83 يمنيا قتلتهم أيادي الغدر الحوثية، وهم يؤدون الصلاة بأحد المساجد، الأمر الذي تشترك فيه آلة الإرهاب الحوثية مع أحداث إرهابية أخرى استهدفت دور العبادة في عدد من الدول من أبرزها استهداف المساجد في العراق أو حادثة استهداف المصلين في أحد مساجد نيوزيلندا.
ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون مساجد اليمن أو ينتهكون فيها حرمة المساجد وقتل الأبرياء فيها، فقد سبق هذه المجزرة تفجير ضخم دمر أحد أكبر المساجد والمراكز العلمية في دمّاج، بعد أن فخخته ميليشيا الحوثي، وتكرر الأمر في مديريات عمران، التي رفع مسلحو التمرّد الحوثي على أنقاضها شعارهم المسمى «الصرخة»، وهو شعار باطنه العداء وظاهره الدمار.
في مديرية همدان «شمالي صنعاء» كان التفجير المرعب لأحد أكبر مساجدها حديث اليمنيين، وحدث ذات الأمر للعديد من المساجد في مديريات ومحافظات يمنية أخرى فجرتها الميليشيات الحوثية، ووثّقت عناصر الميليشيا عمليات التفجير بالصوت والصورة إمعانا في استفزاز المجتمع وإشباعا للحقد التاريخي على اليمنيين وعقيدتهم، فهم يرون في المساجد خطرا على مشروعهم وحائط صد يعيق توسعهم وانتشار فكرهم.
ذكرت دراسة ميدانية سابقة أعدها برنامج التواصل مع علماء اليمن أن نحو 800 مسجد طالتها انتهاكات ميليشيا الحوثي، مع أن هذه إحصائية غير نهائية في ظل استمرار هذه الانتهاكات، وتصاعد وتيرتها في الآونة الأخيرة، حيث استعرت الحمّى الحوثية ضد المساجد وتحويلها إلى أوكار تجهيل واستقطاب طائفي وتجنيد.
التصعيد الحوثي وفقا لعدد من المحللين بمثابة الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية بداية الشهر الجاري، وأكبر الأدلة على ذلك تصريحات زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي الذي قال في خطابه الأخير: إن «المرحلة الحالية دخلت فصلا جديدا من المواجهة عنوانه التوحد لمواجهة الوجود الأمريكي».
رغم أنه لا وجود أمريكيا في اليمن، فإن حدوث الهجوم الحوثي في هذا الوقت وبهذا الشكل تم بعد أوامر طهران، التي تجنبت المواجهة مع أمريكا وبدأت في الانتقام من مقتل سليماني عن طريق توجيه الأوامر لحلفائها في المنطقة بصناعة الإرهاب والموت من جديد.
يأتي الهجوم بعد يوم على إطلاق القوات الحكومية بدعم من قوات التحالف عملية عسكرية واسعة ضد المتمردين الحوثيين في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء. وما زال القتال مستمرا في نهم، بحسب ما نقلت وكالة سبأ الرسمية عن مصدر عسكري أوضح أن هناك «عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات الحوثي».
ندد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالهجوم معتبرا أنه «عملية إرهابية غادرة وجبانة»، بحسب ما أوردت وكالة سبأ اليمنية الرسمية للأنباء. أضاف أن «الأفعال المشينة للميليشيات الحوثية تؤكد دون شك عدم رغبتها أو جنوحها للسلام لأنها لا تجيد غير مشروع الموت والدمار، وتمثل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة».
أكد هادي «أهمية تعزيز اليقظة العسكرية والجاهزية القتالية وتنفيذ المهام والواجبات العسكرية وإفشال كافة المخططات العدائية والتخريبية وحفظ الأمن والاستقرار».