يقود اللواء أمين العكيمي محافظ محافظة الجوف قائد المحور، معركة التحرير في محافظة تعد من أكبر المحافظات اليمنية مساحة وفي جبهات ممتدة، ما بين السهل والجبل والصحراء، إضافة إلى قيادته السلطة المحلية في شقها المدني وإشرافه على التنمية وإيجاد المشاريع التي انتقلت بها «الحزم» عاصمة المحافظة والمديريات الأخرى نقلة نوعية لم تشهدها طيلة العقود الماضية.
ويقول اللواء العكيمي في حوار مع (26 سبتمبر) إن انقلاب مليشيا الحوثي وحربها على اليمنيين ما هو إلا امتداد للحروب السابقة للمليشيا التي بدأتها في العام 2004م، إلا أنها لن تستطيع الاستمرار في مشروعها التدميري مهما نهبت وقتلت ودمرت، فتمسك اليمنيون سيظل أكثر بالدولة والنظام والقانون لا القوى التي تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي.
كما تحدث اللواء العكيمي عن طبيعة المعركة والانتصارات الأخيرة في جبهة «برط»، إضافة إلى حجم مساحة التحرير، التي استطاع أن يحررها أبطال القوات المسلحة وبظرف قياسي وزمن مبكر، مشيراً إلى أن المليشيا الحوثية أصبحت تعتمد فقط على قصف المدنيين وزرع الألغام والعبوات الناسفة، وهو ما يهدد حياة المدنيين، مشيراً إلى أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه الجانب العسكري والتنموي في المحافظة.
• ما طبيعة المعارك في محور الجوف وما الانتصارات الجديدة التي حققها الجيش في ظل مواجهته للمليشيا الحوثية؟
الحرب التي بدأت في 2015 ما هي إلا امتداد للحروب السابقة، التي تشنها المليشيا الحوثية منذ العام 2004 على اليمنيين، وهي حروب تسعى من خلالها إلى السيطرة واستعباد الناس وهي حروب وإن طالت فنهايتها ستكون في نهاية المليشيا وفنائها وبقاء الدولة وأبطال القوات المسلحة والأمن في الجوف، ينتظرون قراراً حاسماً من القيادة السياسية والعسكرية لاستكمال التحرير، وأخاطب هنا المليشيا بأنها لن تستطيع الاستمرار في مشروعها التدميري مهما نهبت وقتلت ودمرت، فتمسك اليمنيون سيظل أكثر بالدولة والنظام والقانون لا القوى التي تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي، وتستعبد الناس وتسلبهم حقوقهم وأموالهم، أقول لها لا تراهن على وقوف بعض الدول إلى جانبها فالإرادة تبقى للشعب فهو الفيصل في النهاية.
الاستعداد لاستكمال التحرير
• معركة التحرير في الجوف من أهم المعارك التي خاضها الجيش، فكم نسبة المناطق المحررة وغير المحررة وما أهميتها؟
إنجاز كبير تم تحقيقه، ولا نغفل تضحيات الشهداء الأبطال، التي قادتنا إلى تحرير ما يقارب %80 من جغرافيا محافظة الجوف ومنها الحزم عاصمة المحافظة، وتعد المناطق المحررة هي المناطق الاستراتيجية، التي تحتوي على المخزون النفطي والغازي، والكثير من المعادن ولم يتبق إلا مناطق قليلة وسنعمل على تحريرها، فنحن على أهبة الاستعداد لاستكمال معركة التحرير واستعادة الجمهورية.
• كيف تردون على من يتحدث بأن هناك قوة وهمية وألوية لا تقاتل في إطار محور الجوف؟
لا توجد قوة وهمية، إنما حدثت إشكالات في الجبهات، التي فتحت مؤخرا مثل الجبهات الشرقية الشمالية، التي فيها مرتبات منتظمة، مما أدى الى انتقال الكثير من الجبهات الداخلية إليها، فحدث ازدواج ويتم العمل على معالجة ذلك.
• قاومت الجوف المليشيا منذ وقت مبكر، لكن ما الأسباب التي أدت إلى إطالة معركة التحرير؟
أسباب كثيرة ومتشابهة أدت إلى إطالة أمد المعركة في كل جبهات الجمهورية، وليس الجوف فقط ومن أهمها حالة التجاذب التي انعكست سلباً على المعركة، بالإضافة إلى محاولة إشغال الشرعية في معارك جانبية والتقصير في دعم الجيش الوطني تدريباً وتسليحاً.
• حققتم انتصارات باتجاه برط كان آخرها السيطرة على جبل قشعان ما تفاصيل هذه المعارك والانتصارات؟
جبل قشعان تم تحريره مسبقا، لكن الحوثي حاول العودة إليه، فكان له الأبطال في مختلف جبهات مديرية برط، إذ استطاعوا استعادته والسيطرة عليه بإسناد من مدفعية التحالف العربي.
• ما تطلعاتكم في العام الجديد في محور الجوف العسكري؟
سيكون بإذن الله عام التحرير واستعادة الدولة، وستنطلق عملية استكمال التحرير وسيتم إدارتها من قبل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومن العاصمة المؤقتة عدن.
• شاركتم في قيادة معارك تحرير الجوف وما زلتم، لكن هل تراجعت وتيرة الحماس لديكم؟
لم يتراجع الحماس وهناك جنود لديهم من الاستعداد لاقتلاع البذرة الحوثية وسحقها على ما تبقى من أرض اليمن.
معركة التنمية
• تقودون المحافظة في جانبها المدني ماذا قدمتم لها في الجوانب الخدمية كونكم على رأس السلطة المحلية؟
محافظة الجوف محافظة همشت إلى أقصى درجات التهميش من الأنظمة السابقة، إذ عملت على تحويلها إلى ساحة للجهل والاقتتال القبلي، لكننا بفضل الله وفي ثلاثة أعوام قدمنا للجوف ما لم تقدمه الأنظمة السابقة منذ ثورة سبتمبر، ونعمل على الأساسيات في التعليم والصحة والتخطيط.
إنجازات
• حدثنا عن طبيعة هذه الإنجازات؟
نعمل على توفير الخدمات الأساسية لأبناء المحافظة، رغم شحة الموارد المالية، فالجوف لاتزال تعمل على ميزانية 2014 لكننا استطعنا تحسين قطاع التربية والتعليم، وافتتحنا كلية التربية والعلوم التطبيقية في محافظة الجوف على نفقة السلطة المحلية، ولم تعتمد ميزانيتها حتى الآن، واستطعنا تفعيل مستشفى الجوف العام وتحويله إلى هيئة، وقد حصل مكتب الصحة على جائزة أفضل مكتب في المناطق المحررة، أيضاً نحن نعمل على التخطيط الحضري للمدينة، وقد أنجزنا فيه الكثير، وتم شق الكثير من الشوارع وتخطيط وحدات الجوار إلى جانب العديد من المشاريع الأخرى.
تحديات
• هل تشعرون بالرضا لما قدمتموه لهذه المحافظة وما الصعوبات والتحديات التي تواجهكم؟
طموحنا كبير وليس له حد، وهذا ما يجعلنا غير راضين عما قدمنا للجوف، ونريد المزيد في التنمية والتعليم، لكن الظروف القاهرة تمنعنا من تحقيق طموحات أبناء المحافظة، أما عن الصعوبات فأكبر عائق يقف في وجه التنمية هو الوضع المالي الذي تمر به المحافظة فلا إيرادات تكفي ولا ميزانية تغطي المشاريع، ولا منظمات تقدم مشاريع مفيدة ومهمة للمواطنين، ورغم المصاعب أنجزنا مشاريع كبيرة يفخر بها كل أبناء الجوف، كما أن المسألة الأمنية نعلم بأن هناك تقصيراً في أداء الواجب الأمني، وذلك بأن وزارة الداخلية تقوم بصرف المرتبات عبر شركات الصرافة، مما أدى إلى تغيب الكثير من أفراد الأمن لأنهم ضمنوا مرتباتهم، ومن التحديات يجب تخفيف المعاناة عن أبناء الجوف، فالمعاناة كبيرة، منها الألغام التي زرعتها المليشيا بالآلاف، والتي تسبب بسقوط الضحايا بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى القصف اليومي من قبل المليشيا الذي يطال المدنيين.
كما نشير إلى أن الانتهاكات الحوثية طالت الأرض والإنسان والحيوان فالألغام الني زرعتها المليشيات المتمردة، قتلت الكثير من المواطنين والمواشي، ودمرت كثيراً من وسائل النقل والقصف أسقط مئات الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، ناهيك عن تدمير المنازل والمناطق الأثرية التي تعتبر إرثاً حضارياً يمنياً وإنسانياً يجب حمايته والمحافظة عليه.
محاولات حوثية بائسة
• قضايا الثأر بمحافظة الجوف عادت مجدداً بعد أن كانت قد غابت تماماً.. ما الدافع في عودة الثارات؟
ليست ثارات وإنما محاولات حوثية يائسة، تهدف إلى إشعال حرب قبلية بعدما شعرت بالإحباط من التكاتف والتوحد في مواجهتها، لذا هي تسعى إلى إشعال الفتنة فقط، ونؤكد أننا سنتصدى لكل من يحاول زعزعة وحدة أبناء المحافظة ولن يتم التساهل.
• ماذا عن التدخلات الإنسانية والإغاثية في المحافظة من قبل المنظمات الدولية والتحالف العربي؟
التدخلات ضئيلة جداً، المنظمات عملها شبه معدوم، وتتعامل مع الحوثي وتقدم التدخلات له، وهو بدوره يستخدمها في دعم مقاتليه في الجبهات، لذا نقول إن الجوف محرومة من تدخلات المنظمات الإغاثية والاحتياجات التنموية بشكل كبير ومشروع الأعمار السعودي لم يقدم شيئاً حتى الآن، رغم تقديمنا للدراسات.
• في ختام هذا اللقاء ما هي الرسائل التي توجهها ولمن؟
أولاً للحكومة عليها أن تدعم عملية التحرير، من أجل أن نحصد النتائج المرجوة، كما أننا ننتظر اعتماد ميزانية الجوف ودعم المشاريع والخدمات التي يحتاجها المواطنون، وأستغل هذه الفرصة لتوجيه التحية لأبناء الجوف الأبطال، فهم السند والدعم للقوات المسلحة لاستكمال التحرير، وعليهم أن يكونوا عيوناً ساهرة في دعم الأمن، وأخيراً للتحالف العربي الداعم للشرعية، نأمل أن يظل عند مستوى ثقة اليمنيين به، وأن نعمل معاً من أجل استكمال المعركة واستعادة الدولة، فبقاء المشروع الحوثي خطر يهدد المنطقة برمتها، فالواجب الإنساني والعربي يحتم على الجميع قلع بذرة إيران الخبيثة من اليمن والمنطقة.